آذته سرّاً وعلناً فطلّقها

ت + ت - الحجم الطبيعي

لم يندم الشاب حمد من تطليقه لزوجته التي تحمل جنسية إحدى الدول العربية، بعد وصوله إلى مرحلة استحالة العشرة معها، وإيمانه أنه لن يجني معها الراحة والهدوء، ولن ينعما أساساً بالاستقرار معاً.

وليس هذا فحسب، فاتفقا معاً على الطلاق بشرط أن يضعا نصب أعينهما مصلحة أطفالهما، وكيف يمكن أن يبنيا خطة ومنهجاً للتعامل بعد طلاقهما، بما يضمن توفير الحب والحنان والرعاية للصغار، بلا أي منغصات، وهذا ما أطلق عليه قسم التوجيه الأسري بالطلاق الناجح، وعدم لجوئهما مراراً وتكراراً إلى قاعات المحكمة.

تفاصيل

وأوضح حمد لـ «البيان»، أن الحياة ليست دوماً وردية، بل فيها الأبيض والأسود، وبدأت المشكلات تأخذ طريقها إلى حياتهما الزوجية بسبب انعدام ثقته بها، إزاء حدوث بعض المواقف السلبية المتراكمة. وأضاف: «لم أتحمل خياناتها، والكل يعلم بأن خيانة الزوجة لزوجها قد تكلفها حياتها، وفي أبسط الأحوال، طلاقها من دون رجعة، وستصبح منبوذة، بحيث لا يقبل بها أحد، حتى لو تم طلاقها بهدوء. فالخيانة هي عكس الثقة والأمانة.

نعم، تمنيت كأي زوج أن أعيش مع زوجتي ضمن علاقة تسودها المودة والرحمة والثقة المتبادلة، التي تعتبر بين الزوج والزوجة إحدى الدعائم الرئيسة لبقاء تلك العلاقة قوية صامدة في وجه الكثير من المشكلات التي تعترضها، إلا أن هذا لم يحدث. وليت أن الأمر وصل لحد الخيانة الزوجية، بل تعداه إلى احتسائها المشروبات الكحولية أمام أطفالي، بحجة أن ذلك يمثل جانباً من حريتها الشخصية، وينبغي علي عدم التدخل».

وأشار بشجن إلى أنه يعلم يقيناً بأن الطلاق يعتبر عند الله تعالى أبغض الحلال، إلا أن التفريق في الكثير من الحالات يكون ضرورياً، لتجنب حدوث ضرر نفسي وجسدي. واتفق مع طليقته على حضانة الأطفال وتوفير السكن والنفقة.

رؤية قانونية

أوضح المحامي والمستشار القانوني حسن المرزوقي، أن انفصال الزوجين في القضية السابقة من خلال اتفاقهما معاً على إنهاء حياتهما الزوجية بهدوء لدى قسم التوجيه الأسري في المحكمة، يعتبر ذلك طلاقاً ناجحاً، إزاء عدم انجرار الزوج في المقابل خلف القضايا الجزائية.

وتعهده بتوفير كافة حقوق طليقته من مسكن خاص يحتويها وأطفالها، إضافة إلى توفير النفقة ما دام الأطفال في حضانة أمهم. وأضاف المرزوقي: «لا أبالغ مُطلقاً بأنه تم اعتبار ما فعله الشاب «حمد» طلاقاً ناجحاً، فخير للأبناء من العيش في جحيم من المشاكل التي ربما تعرقل مسيرتهم».

ولدى سؤاله عن مفهوم الطلاق الناجح؟، أجاب قائلاً: «هو الذي يقع حينما لا يكون هناك مجال إيجابي للمضي قدماً في حياتهم الزوجية، ويكون بالتراضي والاتفاق، على ألا يؤثر ذلك سلباً في الأطفال. بحيث تكون هناك أيضاً خطة لرؤية ومتابعة الصغار، وتدبر أمور حياتهم المختلفة، والأهم ألا يحاول أحدهما تشويه الآخر في عيون الأطفال، والحرص على احتضانهم وعدم إشعارهم بأي نقص أو اختلاف عن الآخرين، بحيث يكبرون وينجحون دون أن يشعروا بأي عقد جراء طلاق والديهما».

Email