المركز في دبي يعد «شيفرة» علاج أمراض مستعصية

«دم الحبل السري» يعالج 15 مرضاً وراثياً في الدولة

المركز صرْح طبيّ متكامل لعلاج الأمراض الوراثية | من المصدر

ت + ت - الحجم الطبيعي

في العام 2006 وجَّه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، بإنشاء مركز لدم الحبل السري في مستشفى لطيفة على نفقته الخاصة، وفي عام 2016 تم الإعلان عن نجاح علاج 15 مريضاً تمحورت غالبيتها حول أمراض الدم الوراثية مثل الثلاسيميا وانيميا الفالكوني وسرطانات الدم.

وقال حسين السمت، مدير مركز دبي لدم الحبل السري والأبحاث بالإنابة لـ «البيان»: يحتوي مركز دم الحبل السري على اكثر من 5500 عينة مخزنة لمواطنات ومقيمات ممكن أن يستفيد منها مئات المرضى مستقبلا خاصة وان دم الحبل السري اصبح علاجا ناجعا لأكثر من 80 مرضاً.

استثمار

وقال السمت: إن المشيمة أو «الخلاصة» بالعامية تعد من الفضلات التي يتم التخلص منها مباشرة بعد الولادة، ولكن تبين مع تقدم الطب أنها تحتوي على ملايين الخلايا النامية التي يمكن توجيهها في المختبرات لعلاج الطفل نفسه من أي مرض بعد 30 سنة وأكثر، كما يمكن للأهل أو الأقارب أو حتى الغرباء الاستفادة منها في حال كان التبرع مفتوحاً للغير.

وأضاف: فكرة التخزين في تزايد خاصة مع ارتفاع نسبة الوعي نتيجة الحملات المكثفة التي يقوم بها المركز في المستشفيات الحكومية والخاصة، حيث وصل عدد العينات المخزنة حاليا أكثر من 57000 عينة لمواطنات ومقيمات في الدولة، إضافة إلى 80 عينة لأمهات من السعودية وعمان والكويت والبحرين وقطر وسوريا ومصر حضرن خصيصا للولادة في دبي للتخزين.

مردود

وقال حسين السمت: هناك مردود إيجابي من عملية التخزين تعود على الأسرة بكاملها مستقبلا، لافتا إلى أن إحدى العائلات كان لديها طفلان يعانيان من مرض الثلاسيميا وقامت الأم بتخزين دم الحبل السري للطفلة الثالثة ولحسن الحظ أنها كانت سليمة ولا تعاني من أي أمراض وبالتالي تم مطابقة الخلايا وعلاج الطفلين المصابين بالمرض، إضافة إلى الحالات الأخرى التي استفادت من عملية التخزين.

سلاسة

وقالت فاطمة الهاشمي رئيسة وحدة الإدارة وباحثة إكلينيكية في مركز دبي لدم الحبل السري والأبحاث: إن عملية جمع دم الحبل السري تتم ببساطة بعد ولادة الجنين مباشرة وقبل ولادة المشيمة، حيث يتم جمع بين 120 إلى 150 ملليمتراً من الدم في كيس يشبه كيس التبرع بالدم.

حيث تغرس إبرة مثبتة في الكيس البلاستيكي وتترك لتملأ الكيس عن طريق الجاذبية، في عملية تستغرق بين 2 إلى 4 دقائق، وهي عملية سهلة وغير مؤلمة بالنسبة للأم والجنين.

وتضيف: بعد سحْب عينة الدم يتم تثبيت المعلومات المطلوبة على الكيس، بعد أن يتم إغلاقه بإحكام، ويتم كذلك أخذ 3 عينات مخبرية من دم الأم، وتنقل العينات مع كيس دم الحبل السري إلى مركز دبي لدم الحبل السري والأبحاث.

وهناك يتم التأكد من بيانات المريضة ومطابقتها لوحدة الدم وعينات الأم، ثم يتم تجهيز عينات لإرسالها للفحوص الجرثومية والأمراض المعدية الفيروسية وفصيلة الدم وعمل التطابق النسيجي وفحص عدد أنوية خلايا الدم الحمراء ومعدل تكاثر الخلايا الجذعية، وبعد ذلك تتم عملية تحضير الخلايا الجذعية وفصلها على مرحلتين في ظروف معقمة.

وبعدها يتم تجميدها في النيتروجين المسال تدريجياً لمدة ساعة، ثم وضعها في ثلاجة خاصة مؤقتة لمدة شهرين عند درجة حرارة 196 درجة مئوية تحت الصفر، وبعدها يتم الاتصال بالأم مرة ثانية لأخذ عينة دم للتأكد من خلوها من الأمراض المعدية، والتأكد من عدم وجود أي نوع من الفيروسات في فترة الحضانة.

وأشارت الهاشمي إلى أن كافة الدراسات العلمية تؤكد أن دم الحبل السري يبقى صالحاً لمدة تتراوح بين 15 و 25 سنة، منوهة بأن قيمة الاحتفاظ الخاص لجميع المسجلين لدى المركز (9000 درهم) شامل رسوم التسجيل والتخزين مستوجبة الدفع وقت التسجيل. وفيما لو تم طلب العينة للزراعة يستوجب دفع مبلغ (2000 درهم) لرسوم فحص التطابق النسيجي بين وحدة دم الحبل السري والمريض.

توعية

وأشارت إلى أن المركز يقوم بجهود مضنية لتوعية وتثقيف الأمهات بأهمية الخلايا المستخلصة من دم الحبل السري ودورها في علاج العديد من أمراض الدم حيث تمكّن المركز خلال العام الماضي من تثقيف أكثر من 1500 من الأمهات الحوامل في مستشفيات هيئة الصحة بدبي.

كما قام المركز بتنظيم 13 ورشة عمل للأطباء والممرضات بمستشفيات الهيئة لتعريفهم بالطرق الصحيحة لجمع عينات دم الحبل السري، وأضافت إنه كلما زاد إدراك المجتمع بأهمية الخلايا الجذعية وجدوى عملية تخزينه، زاد عدد الوحدات المخزنة من دم الحبل السري مما يؤدي بدوره إلى اتساع نطاق المرضى المستفيدين من هذه الوحدات في العلاج.

ونفت الهاشمي استخدام دم الحبل السري لعلاج أي مريض لأن هناك قيوداً صارمة فيما يتعلق بمتطلبات التوافق النسيجي بين المتبرع والمريض.

لهذا السبب، تقول الهاشمي، إن المركز يقوم بالعديد من الاختبارات النسيجية، لضمان التوافق بين خلايا المتبرع والمتبرع له.

التسجيل متاح

وأوضحت أن التسجيل متاح لجميع الراغبين بالاحتفاظ الخاص أو التبرع العام بدم الحبل السري.

وينصح بشدة للأمهات التي لديها تاريخ عائلي من أمراض وراثية أو لديها أطفال يعانون من الأمراض التي يمكن علاجها عن طريق زرع الخلايا الجذعية، لتخزين دم الحبل السري من المواليد الجدد، لوجود احتمال قوي لاستخدامها فيما بعد من قبل أحد الأشقاء، كما نصحت الأمهات من المتميزات بتاريخ عائلي صحي، أن يتبرعن، لأن في تبرعهن إنقاذاً لحياة مريض.

آليات

وحول طريقة التسجيل قالت الهاشمي: إن على الأم الراغبة بالتسجيل في أحد خدمات المركز الاحتفاظَ الخاص أو التبرع العام، من خلال زيارة مركز دبي لدم الحبل السري والأبحاث لإتمام إجراءات التسجيل بما فيها توقيع العقد حسب نوع البنك سواء العام أو الخاص، وسرد التاريخ الطبي الأسري للتأكد من أهلية الأم الحامل للانخراط ببرنامج تخزين وحدة دم الحبل السري.

Email