سياح متسولون.. «تأشيرة دخول» إلى جيوب الناس

ت + ت - الحجم الطبيعي

بملامح وأساليب مستكينة ينجح المتسولون في إثارة التعاطف والحصول على أموال المواطنين والمقيمين في الدولة الذين وإن تحلوا بالوعي، تراهم يتأثرون أحياناً ويندفعون إلى مساعدتهم دون الانتباه إلى ما يمثله تصرفهم من مخاطر أمنية واجتماعية جراء تنامي هذا السلوك، خاصة بعدما تعددت حالات ضبط متسولين قادمين بتأشيرة سياحية للدخول إلى جيوب الناس وسلبهم أموالهم.

9 قضايا

وبرغم الجهود التي تبذلها المؤسسات الأمنية في الدولة، لتعريف الجمهور بالمخاطر الاجتماعية التي قد تشكلها فئة المتسولين على المجتمع عبر كافة وسائل الإعلام والمحاضرات وغيرها، إلا أن هذه الممارسات لا تزال موجودة ونشطة، حيث يشير جدول القضايا التي نظرتها محكمة جنح واستئناف أبوظبي خلال الشهر الماضي، إلى تسجيل 9 قضايا تسول على الأقل، من جنسيات وأعمار مختلفة.

تتراوح أعمار المتهمين في تلك القضايا ما بين 32 و55 عاماً، وقد قاموا بممارسة التسول في أماكن مختلفة، وبينت وقائع حوادث التسول أن المتهمين انتهزوا ضعف الرقابة وحب الجمهور لفعل الخير لاستدرار عواطفهم وأخذ مبالغ مالية تصب في أرصدة المتهمين.

كما أشارت الى اشتراكهم في طباعة أوراق مزورة حول حاجتهم للعلاج وإجراء العمليات الجراحية.أحد المتهمين الذين تم ضبطهم، أثبتت تحقيقات الشرطة والنيابة العامة أنه اعتاد القدوم بتأشيرة سياحة الى الدولة منذ سنوات في موعد شهر رمضان المبارك..

حيث حرص على التواجد بداخل المستشفيات وأمام الجمعيات والأسواق الكبرى، يعرض للجمهور أوراقاً يدعي من خلالها حاجة للعلاج، تتخلل ذلك كله دعوات إلى الله بحفظ المال والعيال.وحول الآليات التي تم ضبط المتهم من خلالها، أشار شاهد الإثبات (رجل التحريات) الى انتشار أفراد التحريات في جميع المواقع التي سبق وأن شهدت تسجيلاً لبلاغات تسول خلال الأعوام الماضية..

وقال: فور محاولة المتهم استعطاف احد الجمهور، فاجأت فرق الضبط بإلقاء القبض عليه وأحالته إلى المحكمة.وفي قضية أخرى استباح احد الأشخاص لنفسه الدخول الى ساحة فيلا سكنية، وفتح باب مجلسها، مما كان له مظهر سلبي للغاية، وتسبب في إحراج صاحب الفيلا أمام ضيوفه.

إلا أن المتسول لم يدرك بتاتا أن شر عمله سيوقعه في قبضة الشرطة، حيث إن من بين الموجودين في المجلس ضابطاً من الشرطة الذي تولى مهام إلقاء القبض على المتهم وإحالته الى الجهة المختصة.وفي قضية ثالثة ادعى متهم دخل الى الدولة بتأشيرة سياحية، لأحد الأشخاص، عدم قدرته على المشي وبأنه يحتاج الى المال لإجراء عملية جراحية في ركبته..

وعندما أعطاه الضحية مبلغا من المال رفضه المتهم وطلب مبلغا أكبر، فما كان من الضحية إلا أن أدرك بأنه يتعرض لمحاولة استغلال، فطلب من المتهم الانتظار لحين سحب مبلغ إضافي من الصراف الآلي كي يفي باحتياجاته، وقام بإبلاغ الشرطة التي حضرت فورا الى الموقع وألقت القبض على المتهم.وبالتحقيق معه تبين بأن قدمه سليمة ولا تعاني من أي أعراض، وبأنه يحمل أوراقاً مرضية مزورة، عمل على تزويرها بهدف استعطاف واستغلال الجمهور، ليتم إحالته الى المحكمة.

Email