قصة خبرية

لص البنوك يستهدف «النواعم»

صورة تعبيرية

ت + ت - الحجم الطبيعي

ضاقت بوجــهه الحياة واشتدت قسوة الظـــروف في بلاده، فقرر الهجرة لعلّه يجد لقمة العيـــش التي يؤمِّن بها حياته وحــــياة أسرته، وتجاوب معه بعض الأصدقاء، فأوجدوا له فرصة عمل ليعمل ويستر أحواله في أحد المطاعم في الإمارات، لكن لم يمض عليه وقت كافٍ في وظيفته الجديدة ليجمع بجهده وعرقه المال الذي يحتاجه، حتـــى وسوس له الشيطان بأن يسلك طريقاً آخر ليحصد الآلاف من الدراهم بسهولة بدلاً من انتظاره سنين طويلة في وظيفته المتواضعة كعامل مطعم، وقد استولت الأطماع والجشع على نفسه الضعيفة فنسي القيم والمبادئ الأصيلة.

استمع إلى الصــوت الشيطاني، وبدأ يراقب الموظفين والموظفات الذين يحضرون إلى البنك القريب من مكان عمله، وراح يضع خططاً يمد بموجبها شباكه ليصطاد بها ضحاياه، الذين اختارهم بعناية من السيدات، لأنهن حسب اعتقاده لن يستطعن مقاومته حين يسرق منهن قوت شهر كامل من العمل المضني، وبعد مراقبة استمرت أسبوعاً كاملاً، تبين له أن موقع البنك الهادئ يتيح له الفرصة لاصطياد ضحاياه.

سبق إصرار

وفي أحد الأيام، توجّه بعد انتهاء فترة عمله في المطعم إلى موقع الصراف الآلي وجلس يراقب حتى ساعة متأخرة من الليل، وسحب من حسابه مبلغاً من المال، ثم جلس بعيداً يراقب بعينيه الغارقتين في الجشع وصول ضحيته الأولى وهي سيدة عربية، حيث خلت إلى حجرة الصراف الآلي، وأدخلت المرأة بطاقتها وسحبت مبلغ 5 آلاف درهم.

وبعد خروجها من الحجرة، وأثناء قيامها بعدِّ المبلغ هجم عليها وسرق المبلغ بسرعة وفرَّ بعيداً ولم تستطع المسكينة مقاومته أو التغلب عليه، لتتجه بعد ذلك إلى مركز الشرطة وفتحت بلاغاً بالواقعة.

وعلى الفور شكّلت الشرطة فريق عمل للمتابعة ووضعت خطة للقبض على الجاني، وأعطت قيادة الشرطة تعليماتها لفريق العمل من رجال التحريات والمباحث الجنائية، بمراقبة المشتبه بهم من أصحاب السوابق، وانتشر فريق العمل في عدد كبير من مواقع الصراف الآلي، وفي هذه الأثناء كان المجرم يعيش حالة راحة زائفة بعد مضي أكثر من أسبوع على جريمته، ظاناً أنه «نفذ بجلده».

وقام المتهم بصرف المبلغ المالي في شراء كل ما يتمنى وسداد ديونه بالحرام، واعتقد أن الحياة السهلة تبتسم له، فقرر تدبير مبلغ مالي آخر، واتجه على الفور دون تفكير في العواقب إلى أحد أجهزة الصراف الآلي الموجودة على قارعة الطريق لينفذ جريمته للمرة الثانية، وشجعه في ذلك أنه نجح في المرة الأولى، واقترب شيئاً فشيئاً

إلى أحد السيدات التي وصلت إلى الجهاز، وعندما أدخلت بطاقتها في جهاز الصراف الآلي، سال لعابه وتحرك الذئب داخله فتحرك نحوها، وانتظر حتى سحبت المال من الصراف وابتعادها عن موقع كاميرا المراقبة، فانقض عليها وبدأ يشد على يديها بقوة حتى سرق المال عنوة من يديها، لكنه فوجئ بأحد رجال التحريات يقترب منه ليوقفه، ففر هارباً وقطع مسافة أكثر من 500 متر.

حقوق مسترجعة

وتواصلت الشرطة مع الضحية الأولى التي سرق المجرم منها مبلغ 5 آلاف درهم حينما نفذ الجريمة في المرة السابقة. ووقفت المرأة خلف نافذة زجاجية تراقب في حزن وألم مجموعة من اللصوص أصحاب السوابق، كان عامل المطعم بينهم، وأشارت إليه بسرعة.

 واستخدمت الشرطة فحوصات البصمة الوراثية على أحد الآثار التي تركها الجاني في مكان الحادث، فقررت الشرطة حبسه بالتهمة المنسوبة إليه، وحوّلته النيابة العامة إلى محكمة جنايات أبوظبي التي أدانت المتهم بما نسب إليه من تهم وقضت بمعاقبته سجناً لمدة عام مع إبعاده عن الدولة بعد تنفيذ العقوبة.

Email