ارتفاع الحرارة أهم أعراضه

«سن الأمان».. مرحلة انتقالية في حياة المرأة

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

«سن اليأس» ذلك الاسم الذي يوحي بالتشاؤم والاكتئاب؛ بل وربما عدم الرغبة في الحياة، كما يجول في أذهان ووجدان الكثير من النساء اللواتي يتخيلن أنه عنوان لفقدان الأنوثة، وعدم القدرة على العطاء، بل هو انتهاء دورها في الحياة كزوجة وإنسان.. هذا ما تتخيله بعض النساء للأسف الشديد ـ وكأنها حينما تلج تلك المرحلة سينتهي معها كل شيء في حياتها ولن يبقى إلا اليأس؛ حتى باتت شبحا مخيفا يطارد المقبلات على تلك المرحلة.

والحقيقة أن عبارة (سن اليأس) هي جملة لها مدلول آخر، غير هذا المفهوم المخيف الذي صار إليه العرف الشائع مؤخرا بين الكثيرات؛ لأنها بذلك ناقصة بل وخاطئة..

ولا تعبر عن حقيقة المراد بها، والمعنى الصحيح لها هو سن عدم القدرة على الإنجاب وهي مرحلة انتقالية بيولوجية طبيعية في عمر المرأة، مثلها مثل البلوغ، والمراهقة، والحمل، والولادة، فهي ليست مرضا من الأمراض، ولا عرضا من الأعراض المرضية؛ حتى ترتعد منه النساء؛ لأن كل امرأة صائرة إليه لا محالة.

سن الأمان عند النساء هو عدم قدرة المرأة على الإنجاب، ويمكن تعريفه بأنه مرحلة انقطاع الطمث (الدورة الشهرية) لمدة تتجاوز الأشهر الستة وتصل إلى 12 شهراً متصلاً، كما أوضحت لـ«البيان» الدكتورة سناء العباسي استشارية أمراض النساء والتوليد في مستشفى خليفة للنساء والولادة في عجمان.

مرحلة طبيعية

وأشارت إلى أن هذه المرحلة تعتبر طبيعية في حياة كل امرأة، حيث تنتقل من مرحلة القدرة على الإنجاب؛ إلى مرحلة عدم القدرة على الإنجاب، وتحصل عادة لدى النساء من عمر الخامسة والأربعين إلى عمر الخامسة والخمسين. وهي ليست حالة مرضِية على الإطلاق، بل هي ظاهرة طبيعية تنتُج من انتهاء البويضات المخزَّنة لدى المرأة، الأمر الذي يؤدي إلى وقف الطمث لديها نهائياً.

وأضافت أنه لا يمكن تأخير هذه المرحلة أو تقديمها، فهي فترة محتمة إلا أن بعض النساء يمررن بسن اليأس بعد سن الـ40 مباشرة.

طرق أخرى

ومن الممكن أن تصل المرأة إلى سنِّ الأمان بطُرقٍ أخرى، مثل عملية جراحية لاستئصال الرحم، أو استئصال المبيضين، أو استعمال علاجات كيماوية قد تؤثر على المبيضين فيتوقف انتاجهما؛ وبالتالي تتوقف الدورة الشهرية عند المرأة. من المعروف أن النساء اللواتي يُنجبن أكثر؛ يتأخر لديهن سن اليأس..

وذلك بسبب توقف المبيضين عن انتاج البويضات خلال فترة الحمل وأغلب فترة الرِّضاعة، مما يعطي أنوثتها عمراً أطول، وكذلك يمكن أن يُسرِّع به تعاطي الأنثى لمحفِّزات هرمونية لزيادة إنتاج البويضات، وبالتالي ينتهي مخزونها منها في وقت أسرع من المعدَّل الطبيعي.

أعراض سن الأمان

وأفادت الدكتورة سناء أن سن الأمان يجلب معه للمرأة علامات وأعراضا ومع ظهورها يكون من الصعب عليها تجاهلها، والهبات الساخنة تعد العرض الأكثر شيوعا لانقطاع الطمث، وتعاني منه 80٪ من النساء، وقد تسبق موجات الحرارة فترة سن الأمان لتنذر بقرب قدومه.

ويظهر ارتفاع الحرارة في البداية كحرارة في أعلى الصدر والوجه، وتنتشر في جميع أنحاء الجسم، وتستمر من 2-4 دقائق، يرافقها التعرق، خفقان القلب، وأحيانا القشعريرة والشعور بالقلق، وقد تحدث عدة مرات في اليوم، خاصة في ساعات الليل.

ومن أعراض سن الأمان كذلك اضطرابات في النوم وجفاف المهبل وانخفاض الرغبة الجنسية، وانتفاخ في الأمعاء مع زيادة في الوزن، بسبب انخفاض مستويات هرمون الاستروجين فيؤثر على الغشاء المخاطي الذي يغطي المهبل ومجرى البول، ويجعله رقيقا جدا فتشتكي المرأة من انخفاض الرطوبة المهبلية، عند حدوث الإثارة الجنسية، ما يسبب آلاما أثناء الجماع، كما يتغير لون المهبل من الأحمر الى لون شاحب، ويبدأ شعر العانة يتلاشى.

سلس البول

ومن ضمن أعراض فترة سن الأمان الشعور بحرقان أثناء التبول، وقلة الشعور بامتلاء المثانة، والإصابة بسلس البول وزيادة حدوث التلوثات في المسالك البولية، جميعها، إلى جانب الشعور بآلام في المفاصل، وبخاصة لدى النساء اللاتي يعانين من الوزن الزائد.

وبينت أن بعض النساء يعانين من الاكتئاب في هذه الفترة من حياتهن، بالإضافة إلى حدوث هشاشة في العظام في اول سنتين من انقطاع الطمث ويحدث تراجع كبير في كثافة العظام.

القلب والأوعية الدموية

وقالت العباسي ان الانخفاض في مستوى الاستروجين يغير تركيبة الدهون في الدم، عادة ما ترتفع قيم الكولسترول السيئ (LDL) وتنخفض قيم الكولسترول الجيد (HDL) قليلا، مشيرة إلى أن خطر إصابة النساء بأمراض الأوعية الدموية والنوبات القلبية يكون أكبر منه لدى الرجال في نفس العمر.

بنية الجسم

النساء اللاتي لا يتلقين العلاج الهرموني البديل يزيد وزنهن بحوالي 20٪ اكثر من وزنهن في سن الخصوبة، مع فقدان كتلة العضلات، كما تضرر أنسجة الكولاجين في الجلد مما يسبب تجعده، كما أن انخفاض مستوى هرمون الاستروجين، يسبب اضطرابا في التوازن لدى بعض النساء مما يزيد من خطر السقوط وحدوث الكسور.

العلاج

أفضل العلاجات المتاحة لأعراض تلك المرحلة هي العلاجات الطبيعية أو الطب البديل، الذي له نتائج إيجابية وبلا آثار جانبية..

وعلى رأس تلك البدائل، «الفيتواستروجين» وهو مستخرج الأستروجين النباتي ويمكن أن يستخدم في علاج ترقق العظام أو حتى منع حدوثه، وعقار التيبولون، وعقار الريزيندرونات الذي له دور فعال في منع وعلاج هشاشة العظام؛ لأنه يقلل معدل فقد الكالسيوم من العظام، ويقلل من النوبات الحرارية.a

Email