قصة خبرية

«الخط الساخن» ينتشل فتاة من براثن تاجر بشر

سلطان عبد الحميد الجمال

ت + ت - الحجم الطبيعي

«وظيفة وهمية وكذب وخداع» هذا إجمالي ما نالته فتاة آسيوية من رجل من نفس جنسيتها، ادعى توفير فرصة عمل لها في الدولة مقابل راتب مُجز، إلا أن الرجل كان تاجر بشر خطط مسبقاً لاستخدام الفتاة في أعمال الرذيلة بهدف الحصول على مكاسب مالية. أرسل الرجل إلى الفتاة تأشيرة سياحة، فحضرت حاملة «الوعود الوهمية»..

فيما كان الرجل أول المستقبلين لها في المطار، فالفريسة وقعت في الفخ. قاد الرجل الفتاة إلى شقة، وهناك استغل ضعفها وقلة حيلتها، وكشف لها الوجه الحقيقي لعمله غير القانوني وإتجاره بالبشر، وأبلغها أنها ستعمل لصالحه في الرذيلة، فنزل الخبر كالصدمة عليها، حيث لم تكن تتوقع أن تسقط في يوم من الأيام في هذا المصير.

رفض واغتصاب

رفضت الفتاة بشدة طلب الرجل العمل في الرذيلة، إلا أن رفضها لم يكن مرحبا به ، فالأخلاق عنده معدومة، وكانت ردة فعله أن أقدم على اغتصابها بهدف الضغط عليها وتدمير نفسيتها لتصبح رهن إشارته، ثم أخذ جواز سفرها واحتجزه، وكلف حارساً بمراقبتها، ومنعها من الاتصال بالعالم الخارجي تجنباً لطلبها النجدة.

أرغم الرجل وحارسه الفتاة على العمل في الرذيلة، مع الرجال ليحصلا على المال، واستمرت الفتاة على حالها مُرغمة على العيش في أجواء الذل والقهر، وحاولت الهرب عدة مرات، إلا أنها لم تتمكن من ذلك وكان الفشل حليفها، فالرقابة مشددة على الشقة، وعين الحارس لا تفارقها.

«الخط الساخن»

جاءت بوادر الفرج للفتاة عندما وافق الحارس على السماح لها بالاتصال بعائلتها، والحديث معهم هاتفياً فاستغلت الفرصة، وأبلغتهم بأن الرجل الذي وعدها بالعمل يحتجزها، وطلبت تزويدها برقم شرطة دبي، فحصلت على رقم «الخط الساخن». اتصلت الفتاة بالخط الساخن وأبلغت عن احتجازها، فسارعت شرطة دبي للعمل على الفور من أجل انقاذها..

لكن العقبة التي واجهتهم تمثلت في عدم معرفة الفتاة لمكان الشقة المحتجزة فيها، وعدم معرفتها للمنطقة، فكان التحدي الذي وقع على عاتق الشرطة كبيراً جداً.

سخرت الإدارة العامة للتحريات والمباحث الجنائية كامل طاقتها من أجل إنقاذ الفتاة، وفك غموض قضيتها، وتقديم الجناة للعدالة، وهنا كانت الخبرات والتقنية التكنولوجية العالية حاضرة في وقتها، ومكنت الشرطة من تحديد مكان الشقة والتمهيد لعملية الإنقاذ.

الساعة الحاسمة

حددت الشرطة مكان الشقة بدقة، وعند الساعة الحاسمة داهمتها، وعثرت على الفتاة، فيما هرب حارسها من النافذة الخاصة بدورة المياه، وصعد إلى سلم للهرب إلى أعلى سطح البناية، فطارده العناصر وعثروا عليه مختبئا على السطح، وكانت الصدمة بادية على وجهه عند كشف مكانه.

وأقر الحارس في اعترافاته بالتحقيقات باحتجازه الفتاة بناءً على أوامر من الرجل الذي جلبها من بلدها، وأنه أرغمها على العمل في مجال الرذيلة من أجل المال، وعليه سارعت الجهات المختصة في شرطة دبي في البحث والتحري إلى أن تمكنت من إلقاء القبض على الرجل جالب الفتاة للدولة وواعدها بالعمل الوهمي في شقة..

حيث كانت ردة فعله أن تنكر لجريمة اتجاره بالفتاة وإدارة شقة للرذيلة، إلا أن انكاره فدليل إدانته كانت في جيبه، حيث عثرت الشرطة على قصاصات ورقية مدون فيها قيمة المتحصلات اليومية لأعمال الرذيلة.

وقال المقدم الدكتور سلطان عبد الحميد الجمال، مدير مركز مراقبة جرائم الاتجار بالبشر في الادارة العامة لحقوق الانسان بشرطة دبي، إن الهدف من نشر قصة الفتاة هو العظة والعبرة حتى لا تسقط أخريات في فخ تجار بالبشر، مشيراً إلى أن المطلوب من الفتيات وحتى عائلاتهن التأكد من حقيقة وجود فرصة العمل قبل حضورهن إلى الدولة.

وقاية وحماية

شدد المقدم الجمال على أهمية عدم الثقة بأي شخص يدعي قدرته على توفير وظيفة معينة دون التأكد من وجود عقود عمل رسمية أو التعامل مع شركات موثوقة، مشيراً في الوقت ذاته إلى أن مركز مراقبة جرائم الاتجار بالبشر بشرطة دبي يسعى من خلال نشر القصص إلى توعيه الجمهور للوقاية وحمايتهم.

وأكد أن الخط الساخن رقم 8007283 وضع لخدمة ضحايا جرائم الاتجار بالبشر، وتقوم شرطة دبي واللجنة الوطنية لمكافحة جرائم الاتجار بالبشر بحملة تعريفية وترويجية مستمرة للرقم في مطار دبي الدولي.

Email