«التحريات» تروي طرقاً وأسباباً طريفة

يتسول ليزف إلى «الثانية» وآخر لتجميل زوجته

ت + ت - الحجم الطبيعي

كشف العقيد الدكتور راشد بورشيد، مدير إدارة التحريات والمباحث الجنائية؛ في شرطة أبوظبي، طرائق وطرائف عدد من المتسولين الذين يدخلون البلاد بطرق عدة، «منها التسلل» أو السياحة، وغيرهما، وذلك للحيلولة دون تفشي الظاهرة التي تمس بالصورة الحضارية لأي مجتمع تظهر فيه، وتوعية الجمهور بالأساليب الاحتيالية التي يلجأ إليها المتسولون لاستدرار عطفهم وأموالهم بغير وجه حق.

وأكد بورشيد أن ما يشترك به جميع «المضبوطين» بجريمة التسول هو عدم حاجتهم الحقيقية للتسول، وأنهم يمتهنون هذا السلوك غير الأخلاقي مستغلين كرم وتسامح المجتمع الإماراتي؛ وضيوفه من المقيمين والزائرين الشرفاء.

ويكشف بورشيد عن تذرع متسول بأنه إنسان محترم؛ وكان يعمل في بلده «مديراً» -لم يوضح طبيعة تلك الإدارة -إلا أنه أصر على كونه ممن لا يأتون هذه الأفعال الشائنة من التسول أو الاستغلال أو غيرهما، لولا أن زوجته ألحت عليه بتوفير النقود الكافية لإجراء عملية جراحية تجميلية، ونظراً لارتفاع أجور الأطباء والمواد التجميلية المستخدمة في ذلك اضطر لذلك..

وأوضح بورشيد أن سلوك التسول لا يرتبط بالحاجة؛ بل بمثلب أو «نقص» أخلاقي، خاصة أن الزائر أو المقيم المحتاج حقاً تجده متعففاً ولا يلجأ لسؤال الناس بأسلوب يمتهن كرامته، علماً بأن هناك عشرات المنافذ الخيرية التي تتكفل بالمحتاجين الذين يمتلكون إثباتات وأدلة على حاجتهم؛ فيما يلجأ المحتالون ومدعو الحاجة إلى التسول كأسهل الطرق لجمع المال.

المتسول الوقح

يروي العقيد بورشيد قصة متسول عربي؛ يتخذ من أحد فنادق العاصمة ذات المستوى الراقي سكناً له، وأنه درج على القدوم إلى الإمارات منذ سنوات في الموعد ذاته «قبيل شهر رمضان»، ويمضي الشهر الفضيل متنقلاً بسيارة سياحية أمام الجمعيات التعاونية والأسواق، يسأل الصائمين مبلغاً من المال .

ويتابع بورشيد قائلاً: «إن المتسول، الذي عثر بحوزته على مبالغ مالية وملابس فاخرة ومقتنيات ثمينة، زعم أنه اشتراها كهدايا لذويه وكان ينوي نقلها لهم في موطنه بحلول عيد الفطر المبارك، صادف أن قابل شاباً عربياً، وطلب المتسول منه مبلغاً مالياً لوقود سيارته يوصله إلى البيت الحرام، فأخرج الضحية حافظة نقوده ليجد بها مبلغاً يقارب 400 درهم، وكان المتسول ينظر بإمعان إلى محتويات محفظته.

فأعطاه النصف واحتفظ لنفسه بالنصف الآخر ليكمل به التسوق لأسرته، غير أن المتسول طلب 50 درهماً إضافية كوجبة إفطار صائم يأكلها خلال الطريق، وتحت إلحاح المتسول وخجل الضحية أعطاه 50 درهماً أخرى، ليعاود المتسول سؤال الضحية عن مبلغ آخر (25 درهماً) يحتاجها لثمن النرجيلة الضرورية بعيد الإفطار، فما كان من الضحية إلا أن جاراه في مطالبه وباشر في الإبلاغ عنه فقبضت عليه «التحريات» .

الزواج بأخرى

واستنكر قيام أحد المضبوطين بتسخير الدين ونصوصه لتحقيق مآرب شخصية؛ ومطامع دنيئة، دون فهم ولا تبصر بحقيقة تلك النصوص الكريمة، مدللاً على ذلك بزعم أحد المتسولين؛ الذي ضُبط بحوزته مبلغ من المال يقارب 50 ألف درهم؛ وبعض المصوغات الذهبية والتي تبين لاحقاً أنها مسروقة، حيث أبلغ بدوره أحد حراس التوقيف، أن هدفه كان مشروعاً وأنه ينوي الزواج بأخرى ليكمل نصف دينه الآخر بعد أن استكمل نصفه الأول بالزواج من زوجته الأولى.

تسول إلكتروني

أعرب الدكتور بورشيد عن بالغ استيائه حيال من وصفهم بالمحتالين الذين ينغصون على الناس عيشهم، عبر ابتكارهم أساليب حديثة في التسول عبر الرسائل النصية والبريد الإلكتروني؛ التي يزعمون فيها حاجتهم لرصيد هاتفي أو مبلغ مالي .

Email