نصيحة

خلع ضرس العقل خيار أخير

ت + ت - الحجم الطبيعي

ضرس العقل هو الرحى الدائمة الثالثة والتي تبزغ بعد انتهاء بزوغ كامل للأسنان الدائمة، أي بعد عمر الخامسة عشرة، وغالباً في عمر (18 و25)، أي أنه يتزامن مع فترة بلوغ الأسنان سن الرُشد، ولهذا سُمي بضرس العقل أو المحكمة. وبالحقيقة ليس له علاقة بالعقل أو الرشد. هل وجب علينا خلعه أم المحافظة عليه، يجيب على هذا السؤال الدكتور فادي عدنان مطانوس جراح وطبيب أسنان في دبي بما يلي:

يُعتبر ضرس العقل أكثر الأسنان عرضة للانضمار الكامل أو الجزئي وأحياناً عدم التكون أصلاً أي الغياب التام له، ولأسباب لها علاقة بتطور الإنسان وتكيفه البيئي والوراثي.

وحاليا تغيرت طرق الأكل ونوعيته عن السابق وأصبحت أكثر رقة وليونة، مما قلل من حجم الفكين وقلل المسافة المخصصة لبزوغ ضروس العقل. وكذلك لا ننسى العامل الوراثي واختلاط الأجناس البشرية والذي أدى إلى تزايد مشكلات الأسنان والفكين ومن بينها تزاحم الأسنان وصغر حجم الفكين.

ومن أهم مشاكل ضرس العقل عدم بزوغه بشكل كامل أو عندما يكون وضعه غير سليم، أي أنه مائل وغير منسجم مع الأطباق ومع الأسنان الأخرى، وبالتالي يؤدي إلى تراكم وانحشار الطعام بينه وبين اللثة والأسنان المجاورة، وبالتالي صعوبة تنظيفها، مما يؤدي إلى التهاب اللثة وتورمها وبالتالي الألم عند المضغ أو حتى صعوبة عند الفتح والإغلاق للفم.

وكذلك تسوس ضرس العقل أو الأسنان المجاورة له، بسبب تجمع فضلات الطعام المتواصل وعدم العناية الكافية فيه، مما يؤدي لزيادة التسوس وبالتالي تزداد الآلام وقد تصل لمرحلة احتقان عصب الضرس أو تموته وحتى إلى تشكّل الخراجات وبالتالي الآلام المبرحة وصعوبة المضغ وحتى فتح الفم وإغلاقه، وبالتالي مضاعفات خطيرة..

حيث يتحول ضرس العقل إلى بؤرة التهابات جرثومية قد تنتقل إلى أماكن أخرى بالجسم. وهنا يجب التدخل الطبي السريع، وبالتالي العلاج بالمضادات الحيوية والمسكنات القوية، ثم علاج الضرس المتسوس إذا أمكن أو حتى قلعه إذا لم نتمكن من علاجه والمحافظة عليه.

وبشكل عام ما ننصح به هو المحافظة على ضروس العقل ومعالجتها إذا كان ذلك ممكناً، وأن نعطيها أهمية مثل باقي الضروس، وأن نحافظ عليها وألا يكون خلعها خيارنا الأول بل الأخير.

Email