فتى يبتر يد متحرش

ت + ت - الحجم الطبيعي

رغم أنه لم يتجاوز الثالثة عشرة من عمره، إلا أنه كان واعياً لحقيقة ما يريده محدثه، كان يعرف أنه يظنه فريسة سهلة لغاياته الدنيئة، ولكن الفتى مع ذلك كان يجاريه في ما يذهب إليه في تلميحاته، حتى شعر الرجل يقيناً أنه وصل مع الفتى إلى ما يريد، وقد غاب عنه أن الصغير هو من كان يصطاده، وأنه سيكون ضحية ومتهما أمام محكمة، بعد أن يفقد سمعته ومستقبله وجزءا من جسده.

في البداية قام بعمل طلب إضافة إلى حساب فتى صغير على أحد مواقع التواصل الاجتماعي، وجاءته الموافقة سريعاً، ليبدأ الحوار عادياً من كافة نواحيه، عدا أنه بين فتى في الثالثة عشرة ورجل تجاوز الخامسة والعشرين من عمره، فكانا يتطرقان في حوارهما إلى أمور شتى بدءًا من الهوايات إلى الدراسة والأهل ومكان السكن، وغير ذلك من موضوعات قد يتحدث بها أي اثنين، ثم صار الرجل يرمي كلمات بين حين وآخر تحمل ملمحاً خاصاً، فانتبه الفتى إلى ما وراء الكلام ولكنه لم يرفضه بل تجاوب مع محدثه بما يرضي رغباته.

وعلى جانب آخر كان الصغير يقرأ مع صديقه المقرب كلمات المحادثة ويضحكان معاً لسذاجة الرجل الذي ظن أن صغر سن الفتى يمنعه من فهم مغزى الكلمات، وكان صديقه يساعده في اختيار كلمات الرد ليضحكا أكثر، فكان من جانبه يصبح أكثر صراحة في كلماته إلى أن فكر الصغيران بطريقة لتلقينه درساً لن ينساه أبداً، عقاباً له على سلوكه اللاأخلاقي.

حيلة

قرر الصغيران استدراجه للمجيء إلى أبوظبي من المدينة التي يسكن بها، فرميا له الطعم بطلب اللقاء، وكان يلمح دون تصريح إلى ما يهدف إليه في حال حضوره، والفتى يجيبه بخبث فيتركه أكثر شوقاً للقائهما المرتقب، وابتلع الشاب الطعم وحضر إلى أبوظبي في أول إجازة أسبوعية ممنياً نفسه بأنه سيتمكن من استغلال الصغير جنسياً دون أن يتحمل أي مسؤولية، فالفتى كما هو واضح مستعد لذلك وراضٍ به.

وفي يوم الحادثة اتفق الطرفان على اللقاء في مكان قريب من منزل الفتى، واتفقا على علامة للتعارف، وبالفعل التقيا كما هو مخطط، وما إن جلسا حتى بدأ الرجل يلمح إلى ما يريد ليفاجأ أن الصغير يصرح له بأن عليهما الذهاب إلى مكان منعزل يختفيان به عن العيون، واقترح عليه مكانا يعرفه في منزل مهجور.

وهناك كان صديقه ينتظرهما وقد تسلح بساطور ضخم، وما إن دخلا المبنى حتى قام بمهاجمة الرجل بمساعدة صديقه الذي قفز على الرجل ليشل حركته، وانهالا عليه ضربا بالساطور في أنحاء مختلفة في جسده، ولم يتركاه إلا بعد أن شاهدا كف يده وهو يطير بعيداً عن جسده.

معجزة

هرب الصغيران بعد أن سرقا هاتف الرجل وتركاه على حافة الموت يتخبط بدمائه، فأخذ يزحف بكل ما تبقى له من القوة إلى خارج المكان، فلما وصل إلى الشارع شاهده أحد المارة واتصل بالشرطة، لتحضر وتسعفه إلى المستشفى، وعندما قامت بتفتيش المكان عثرت على كف يده، فتم نقلها إلى المستشفى حيث قام الأطباء بإعادة تركيبها مرة أخرى، فتم ذلك تجميلياً حيث إن الأعصاب كانت قد ماتت ولم يعد بإمكانه تحريكها، كما قام الأطباء بعدد من العمليات لعلاجه من الضربات التي حدثت له، ووصل أحدها إلى كبده.

وبالتحقيق مع المصاب اعترف بأنه حضر إلى أبوظبي لمقابلة فتى تعرف إليه عبر مواقع الاتصال الحديث، بهدف القيام بالفاحشة، وأن الفتى استدرجه إلى مكان يختبئ به أحد أصدقائه حيث اعتديا عليه بالساطور.

وبمتابعة مكالمات هاتف المجني عليه استطاعت الجهات المعنية التوصل إلى شخصية الفتى الذي اعترف بدوره باسم صديقه الذي ساعده في الاعتداء على الرجل، وقال إن الرجل كان يقصد استدراجه للاعتداء على عرضه وإنه جاراه في كلامه بهدف حمله على الحضور إلى أبوظبي وتأديبه بمساعدة صديقه المتهم الثاني، الذي اعترف أيضاً بتهمة الاعتداء على سلامة المجني عليه والتسبب بإصابته بعاهة مستديمة بأن قطع يده، وأصابه بطعنات متعددة بواسطة الساطور.

وبناء عليه أحالت نيابة الأسرة بأبوظبي كلا من الفتيين والشاب إلى محكمة الجنايات، حيث وجهت للشاب تهمة تحسين المعصية باستخدام وسائل الاتصال الحديثة، وأسندت إلى الفتية تهمة الاعتداء على سلامة الغير والتسبب بعاهة مستديمة، إضافة إلى تهمة سرقة الهاتف المتحرك.

 

تنشر الصحيفة صباح كل أحد بالتعاون مع دائرة القضاء في أبوظبي

قصصاً من أروقة القضاء بهدف نشر التوعية

Email