الغدة الدرقية.. ميزان الجسم

تعد الغدة الدرقية المصدر الرئيسي لتوليد طاقة الجسم، حيث تتحكم إفرازاتها بكل أجهزته الحيوية، فزيادة نشاطها عن المعدل الطبيعي يعرقل أجهزته عن القيام بالأدوار المناطة به، وكذلك الحال مع قلة نشاطها الذي يفقد الجسم حيويته ويجذب إليه الكسل والخمول..

ويشعر الشخص المصاب به بانخفاض مستمر في درجات الحرارة، وتعرف الغدة الدرقية التي توصف بميزان الجسم بأنها جهاز يتكون من ثلاثة فصوص وظيفتها إفراز هرمون الثايرويد الضروري للجسم والذي يتحكم في عمليات أيض الخلايا، وحدوث أي خلل في وظائفه يهدد أجهزة الجسم بأكملها.. هذا ما أشار إليه الدكتور باسم الخفاجي استشاري جراحة عامة ومناظير وجراحة الغدد والثدي في حديثه عن الأمراض التي تصيب الغدة الدرقية وطرق علاجها.

إشارات الدماغ

وأضاف إن طبيعة عمل الغدة الدرقية مرتبط بالإشارات التي يرسلها الدماغ إلى الغدة النخامية والتي ترسل إشاراتها إلى الغدة الدرقية لتعمل على إفراز هرمونات الثايرويد الذي يحتاجه الجسم، وعند حدوث إعاقة أو خلل في إرسال الإشارات تقل نسبة هرمونات الثايرويد بالدم عن المعدل الطبيعي أو ربما يتسبب في اضطراب عمل الغدة الدرقية التي تقوم بإفراز الهرمونات بصورة غير منتظمة وعلى دفعات كبيرة يصعب على أجهزة الجسم استيعابها.

وأشار إلى أن أمراض الغدة الدرقية من الأمراض الشائعة في دولة الإمارات خصوصاً لدى النساء، وتظهر أنماط إصابتها في هيئة أورام حميدة وخبيثة يمكن مشاهدتها بسهولة أو من خلال زيادة نشاط الغدة أو خمولها عن المعدل الطبيعي، لافتاً إلى أن ظهور الأورام مرحلة تتطلب الجدية وعدم التهاون بصغر حجمها خصوصاً في مراحلها الأولى، لذلك لا بد من زيارة الطبيب الذي يسارع في تحديد نوع الورم من خلال مراحل التشخيص المتعددة.

عينات ومنظار

ولفت إلى أن الأورام بنوعيها تصاب بها الغدة نتيجة أسباب وراثية أو إصابتها بمرض ما كالعقد التي تعد من أبرز مسببات الغدة الدرقية والناجمة عن الفيروسات أو تكون أجسام مضادة في الجسم، ويصاحب هذه الأورام في بعض الأحيان خمول أو إفراط في وظائف الغدة الدرقية، وعند بروزها في منطقة الرقبة لا بد من تشخيص الورم من خلال فحص مدى تأثر وظيفة الغدة الدرقية بحجم الورم ..

وذلك من خلال أجهزة السونار والتشخيص التشريحي والمواد المشعة، وفي حال وجود امتداد لهذا الورم في الأجزاء الداخلية من الصدر لا بد من تحويل المريض للقيام بالأشعة المقطعية، كما تتطلب بعض الحالات أخذ عينات من الغدة الدرقية عن طريق المنظار.

وأكد الخفاجي أن استئصال الغدة الدرقية هو العلاج الأمثل لتخليصها من الأورام، وفي بعض الحالات يفضل بعض الأطباء استئصال عقدة الورم ومن ثم تحويل المريض إلى فحص المواد المشعة للتأكد من تنظيف التراكمات المتعلقة بالأورام والقضاء عليها في الوقت ذاته عن طريق هذه الإشعاعات..

منوهاً إلى أن العديد من الأشخاص قد يصيبه الرعب عندما يستمع إلى كلمة استئصال الغدة الدرقية وخصوصاً إذا كانوا على إدراك بوظائفها وأهميتها في الجسم، وهذا ما يفرض عليه تحديد جلسة أو جلسات لتثقيف المريض قبيل القيام بهذه المرحلة الضرورية.

بديل دوائي

وأضاف إن استئصال الغدة الدرقية يعني ضرورة وجود بديل يعوض إفرازاتها في الجسم والتي هي عبارة عن أدوية يقوم الطبيب بتحديد جرعاتها المناسبة من خلال قياس مستوى الهرمون المحفز للدرقية خلال 6 أسابيع تقريباً، حتى يصل إلى الجرعة المناسبة، وعلى المريض ملاحظة بعض الأعراض التي قد تحدث له عند زيادة أو نقص جرعة الدواء..

فإذا كانت جرعة الدواء منخفضة عما يحتاجه المريض فسوف يشعر ببعض من أعراض خلل الغدة، أما إذا كانت جرعة العلاج أكبر مما يحتاج فسوف يلاحظ أعراض فرط نشاط الغدة الدرقية مثل زيادة ضربات القلب، التهيج العصبي، الارتعاش، نقص الوزن رغم الشهية الجيدة، لذلك على المريض أن يتابع أي تغيرات يشعر بها ويخبر الطبيب المعالج بها.

أعرض المرض

 أبرز الأعراض التي تظهر على بعض المصابين بالأورام تغيرات في حدة الصوت وخصوصاً المصابين بالأورام الخبيثة، وقد تصيب الأورام الغدة الدرقية بأكملها ولكن في بعض الأحيان يحدث الورم في عقدة واحدة..

مشيراً إلى أن الدراسات أوضحت أن إصابة عقدة واحدة يزيد من احتمالية وجود ورم خبيث ويمتد تأثيره مستقبلاً على باقي عقد الغدة الدرقية. وأشار إلى أن الأورام التي تصيب الغدة الدرقية ويتم اكتشافها بسرعة يسهل علاجها وتكون نسبة الشفاء منها مرتفعة بخلاف الأورام التي تصيب أجزاء الجسم الأخرى.

ثلاث طرق لعلاج فرط إفرازات الغدة

قال الدكتور باسم الخفاجي استشاري جراحة عامة ومناظير وجراحة الغدد والثدي إن الغدة الدرقية تصاب إلى جانب الأورام بخلل في الإفرازات التي تقوم بها، وتتمثل في حالتين إحداهما قلة في إفرازات الغدة وأخرى بزيادتها عن المعدل الطبيعي، وتبرز أعراض قلة الإفرازات في أعراض عديدة يأتي في مقدمتها الشعور المستمر بالنعاس والكسل..

وإحساس مستمر بالبرودة، ويمكن علاج هذه الحالة من خلال استخدام الأدوية التي تساعد على سد نقص الإفرازات التي تعمل الغدة على إفرازها تحت إشراف طبيب وفحص دوري مستمر، أما النوع الآخر تبرز أعراضه في هيئة الإفراط في تناول الطعام دون أن يحصل المريض على زيادة في الوزن، إضافة إلى جحوظ في العينين وإسهال وعصبية مستمرة.

مناعة الجسم

وأضاف إن الزيادة في وظائف الغدة لم يتم التوصل إلى أسبابها الرئيسة على وجه التحديد، ولكن هناك اعتقاد بأن السبب الرئيسي في ذلك هو وجود خلل في نظام مناعة الجسم ينتج عنه قيام الغدة بإفراز كميات كبيرة جداً من هرمون الثايرويد وهو ما يتسبب في حرق كميات الطاقة التي يمتلكها الجسم من الطعام.

وأشار إلى أن هناك ثلاث طرق لعلاج إفراط الغدة، الأولى استخدام المواد المشعة، وتعطي هذه الطريقة فرصاً كبيرة للشفاء وتبعد الإنسان عن التدخل الجراحي، ولكن في الوقت نفسه هناك بعض الحالات لا يسمح لها باستخدام هذه الطريقة لأنه من الممكن أن يكون لها تأثير سلبي على أجهزة أجسامهم، أما الطريقة الثانية للعلاج فتتمثل في صرف أدوية للمريض تساعد على توقف الغدة عن تصنيع الهرمونات بكميات كبيرة تفوق احتياجات الجسم..

ولكن تكمن خطورة هذه الخطوة العلاجية في تأثيرها السلبي على خلايا الجسم والمضاعفات التي تتسبب في حدوثها له، لافتاً إلى أنه عند اللجوء إلى أحد هاتين الطريقتين وإحساس المريض بعدم التحسن حينها، لا بد من القيام بالخطوة الأساسية التالية "الطريقة الثالثة" وهي استئصال جزء كبير من الغدة الدرقية وترك الجزء الباقي الذي تسد إفرازاته احتياجات الجسم دون زيادة أو نقصان وتتطلب هذه المرحلة دقة ومهارة من قبل الطبيب الذي يقدم على القيام بذلك.

نصائح

الفحص الدوري أمر ضروري لمرضى الغدة الدرقية، خصوصاً للأشخاص الذين أقدموا على استئصالها، وذلك لقياس تغيرات احتياج الجسم إلى إفرازات الغدة الدرقية بين الحين والآخر، ولا ينصح المرأة التي استأصلت الغدة الدرقية من الحمل إلا بعد استشارة الطبيب وذلك ليحدد لها الكميات التي سوف يحتاجها الجسم في فترة الحمل. والفحص الطبي يسهل العلاج قبل مضاعفات المرض.

 

الثقافة الطبية مهمة

ثقافة المريض وإلمامه بدور الغدة الدرقية يشعر بحجم الوظائف التي تقوم بها في الجسم، لذلك عند إصابتها بمرض ما سوف يحرص على العناية بها واتباع الطرق العلاجية التي تضمن سلامتها. ويمكن للشخص المصاب أن يقرأ الكثير عن المرض وأسبابه وطرق علاجه، ولم يعد الأمر صعباً بوجود الإنترنت.

 

تناول الخضار والفواكه

ينصح الأطباء بتناول الخضار والفواكه من أجل إنجاح عملية الهضم بشكل جيد وعدم الشعور بالإمساك الذي يؤدي بالنتيجة إلى الإصابة بالبواسير والتي تؤدي إلى النزيف وإصابة الجسم بالهزال، والشعور بالتعب، وعند تغير لون البراز بصورة مستمرة لا بد من زيارة الطبيب والقيام بالفحوصات المختبرية، لتجنب تض

تابعوا أخبار الإمارات من البيان عبر غوغل نيوز