بالفيديو.. الأمطار تغمر الشوارع في خورفكان

مياه الأمطار تغمر شوارع مدينة خورفكان تصوير ـــ محمد منور

ت + ت - الحجم الطبيعي

استيقظ سكان مدينة خورفكان وما جاورها من مناطق صباح أمس، على حالة من الفوضى، جراء ما خلفته الأمطار الغزيرة والرياح الشديدة وحبات البرد التي هطلت أمس الأول، إذ لم تشهد المدينة مثلها منذ عدة سنوات، صاحبها موجات من البرق والرعد.

وكانت خورفكان قد شهدت لوحدها التقلب المفاجئ دون بقية المناطق والمدن الواقعة على الساحل الشرقي، رغم عدم الاستقرار في الطقس عموماً طوال اليوم، وذلك تحديداً بعد الساعة العاشرة والنصف منتصف الليل لمدة 20 دقيقة بشكل متواصل، ما أدى إلى غمر المياه ومجاري السيول عشرات المنازل، وطمرت العديد من الشوارع الرئيسة التي تحولت إلى مستنقعات، وتسببت في غرق عدد من الدورات، وكذلك احتجاز السيارات وتعطل بعضها وسط الطريق في حالة يرثى لها، إضافة إلى تشكل الحفر وسط الشوارع الداخلية، وتعطل شبكات تصريفها. كما انقطع التيار الكهربائي عن بعض المناطق بسبب الظروف الجوية.

وكان مغردو موقع "تويتر" يتناقلون صور الشوارع والمنازل والمحال التجارية التي غرقت بالمطر، وحرصوا على نقل الصور والأحداث في المدينة لعمل اللازم، والمبادرة في حل المشكلات التي تواجه بعض المناطق عند نزول الأمطار الغزيرة. متسائلون عن جدوى تخطيط مجاري السيول بالشوارع وفعاليتها، وعبروا عن مخاوفهم أن يؤدي ذلك إلى ارتفاع منسوب المياه في الشوارع الرئيسة. كما أبدوا تكاتفهم واستعدادهم لتقديم المساعدة في حالات الطوارئ.

حلول جذرية

أكد عدد من المواطنين لـ "البيان" التي استطلعت آراءهم بعد هذه الأحداث، أن هطول الأمطار الغزيرة أكد من جديد أن الأزمة ما زالت من دون حلول جذرية، وكشفت مدى سوء البنية التحتية لعدد من المناطق، وبالأخص منطقة "المديفي"، وأن الجميع يعاني منها حتى الآن، مطالبين الجهات الحكومية المعنية بوضع خطة وجدول زمني لصيانة وتجديد البنية التحتية، وبالأخص للمناطق التي تعاني باستمرار.

وقالت المواطنة أم محمد: "قد تكون الأمطار التي هطلت أمس على خورفكان بسيطة، ولكن هطولها في هذه الكمية أثبت سوء البنية التحية، فكثرت المستنقعات في الشوارع، وفاضت بالماء، وتجاوزت مناطق لم تكن تشهد فيضان الماء، وذلك لكونها غير مؤهلة جيداً لمثل هذه الحالات، رغم كثرة الصيانة والترميم فيها، إلا أنها ما زالت غير مؤهلة بعض الشيء، ولهذا يجب على الجهات الرسمية وضع خطة وجدول زمني لصيانة ورعاية هذه البنية.

بدوره، أوضح المواطن بدر سالم حليس: إن الأمطار الغزيرة التي هطلت، أثارت تساؤلات حقيقية حول جاهزية وقوة الشوارع لتحمل مياه الأمطار، وخصوصاً أنه تم تداول أخبار عن هطول أمطار غزيرة وبشكل عال، وذكر أنه في الحقيقة ما نراه في بعض المناطق بعد دقائق قليلة من هطول الأمطار، مثل المستنقعات المائية المتناثرة والأراضي الضحلة الممتلئة بالطمي والشوارع الغارقة في مياه الأمطار، يكشف ضعف البنية التحتية ونظام تصريف المياه، والقاطنون في هذه المناطق بحاجة إلى حلول جذرية للحد من معاناتهم مع المياه المتراكمة التي تشل حركة الساكنين والمارة، وتزيد من متاعب الجهات المعنية. لافتاً إلى أن هذه الحادثة الأخيرة، تؤكد الحاجة للبحث والدراسة على كافة المستويات، لتلافي مثل هذه الحوادث مستقبلاً.

وأشار المواطن (ي، ح، م) من سكان مدينة "المديفي": ازداد وضع شوارع "المديفي" سوءاً مع الهطول المتواصل للأمطار، في ظل عدم وجود شبكات والكثير من المنافذ لتصريف السيول. لذلك، نطالب بوضع مصارف للأمطار، وخاصة أن مضخات المجاري تتوقف عن العمل بين فترة وأخرى، وتسبب أزمة في بعض الأحياء، وصهاريج المياه التي تضعها البلدية لمواقع تجمع المياه والعمل على شفطها لا تزال إمكاناتها ضعيفة مقارنة بما يحدث.

وفي سياق آخر، أكد محمد عبد الرحمن علي من أهالي المدينة: نشهد تقلبات مفاجئة ودورات مناخية تماماً، مثل ما كان يحدث قبل أكثر من 30 عاماً، ومن هذا المنطلق، يفترض أن تكون هناك جاهزية من الجهات المختصة طوال العام، مؤكداً أن المشكلة ليست في الأمطار، بل في ضعف المواصفات، والخلل في التنفيذ، فلم يكن متوقعاً تضرر منطقة "المديفي" من جديد، رغم إنجاز مجاري تصريف مياه متطورة فيها، إضافة إلى تحديث بنيتها التحتية.

أضرار كثيرة

أوضح مدير الدفاع المدني في المنطقة الشرقية، المقدم علي راشد بن شهرين: إن فرق الدفاع المدني عمدت إلى تنفيذ الخطة المعتمدة للتعامل مع حالات سقوط الأمطار الغزيرة وجريان السيول في مواقع محددة مسبقاً في جميع المناطق، في ضوء دراسات ورصد وتحليل المخاطر، هذا إلى جانب مباشرة جميع البلاغات عن الحوادث المرتبطة بالأمطار، وسحب بعض السيارات المتعطلة، وحصر المنازل والمناطق المتضررة جراءها. وأشاد بمستوى التعاون والتنسيق بين جميع الجهات الحكومية الأعضاء باللجنة المشتركة في ما بينهم، من خلال إقفال الطريق المؤدي إلى منطقة المديفي احترازياً، ومتابعة آخر التقارير مستمرة حتى الآن. إلى جانب تقديم الإيواء العاجل لعدد من الأسر.

Email