مراهق يهدد فتاة بنشر صورها على »إنستغرام« إن رفضت التواصل معه

ت + ت - الحجم الطبيعي

هو مجرد مراهق في الرابعة عشرة من العمر، بدأ شعر وجهه بالظهور فاعتقد أنه أصبح رجلا فقاده الطيش وسوء التصرف إلى أن يصبح أحد نزلاء مركز تأهيل الأحداث، بعد أن وجهت له تهمة إساءة استخدام وسائل الاتصال الحديثة، والسب والتهديد.

بدأت القصة في يوم رأى فيه هاتف شقيقته الكبرى وقد تركته في صالة المنزل، فأخذ يقلب في البيانات الموجودة فيه، ولسبب غير معروف خطر له أخذ رقم هاتف إحدى صديقاتها وقد عقد العزم على التعرف عليها.

ولم يطل الأمر كثيراً حتى دخل أحد مواقع التواصل الاجتماعي وأرسل لها طلب إضافة، فوافقت دون أن تعلم من هذا الذي طلب منها التواصل، أو يخطر ببالها أنه مجرد طفل في الرابعة عشرة من العمر بينما هي شابة جامعية في العشرين من العمر.

الفراغ وعدم وجود رقابة على استخدام وسائل الاتصال الحديث، جعلت الحوار يتطور بين الطرفين إلى أن شعرت الفتاة بأن محاورها غير طبيعي، وأنها لا تريد الاستمرار بمحادثته، وأخبرته بذلك طالبة منه عدم محاولة التواصل معها مجدداً، عند ذلك شعر الفتى أنه سيفقد هذا التواصل الذي أشعره أنه أصبح شاباً ولديه صديقة تحادثه، فاستنكر طلبها، وأخذ يحاول اقناعها بأن تبقى معه وأنه يحبها ولا يستطيع الاستغناء عن وجودها في حياته.

لم تزدها محاولاته في استبقائها إلاريبة بنواياه وريبة منه، فقد كان مجرد طفل لا يعرف كيف يختار كلماته، ولا يملك القدرة على اقناع فتاة بالثقة به.

ولما وجد أنه على وشك فقدها، تحول أسلوب كلامه إلى منحى أخر، فقال لها إنه استطاع أن يدخل على حسابها على مواقع التواصل الاجتماعي وحصل على صور خاصة لها، فإن حاولت أن تبتعد عنه فإنه سيقوم بنشر هذه الصور على الانستغرام والكيك. ولم يتوقف تطاوله عند هذا الحد، بل أخذ يلقي عليها الشتائم ويصفها بعبارات مهينة.

حاولت الفتاة استيعاب محدثها وقد خشيت أن يكون ادعاؤه حقيقيا وأن يقوم بتنفيذ تهديده وينشر صورها على مواقع التواصل الاجتماعي، وهذا بلا شك يشكل ما يعتبر مصيبة لأي فتاة. لذلك كان عليها أن تقوم بكل ما تستطيع لتتجنب ذلك.

في البداية عملت على تهدئته كي تضمن أن لا ينفذ تهديده، ولكن لينها معه أطمعه فيها وأثبت له أنه استطاع مسَّ نقطة ضعف يستطيع استغلالها، وازداد تمادياً في أسلوب محادثته لها، فتجاهلت جرأته عليها وحاولت أن تعرف منه حقيقة الصور التي بحوزته، وطبيعة ما فيها، فأخبرها أنها صور شديدة الخصوصية بحيث لن تكون هي أو أسرتها سعداء في حال شاهدها الغرباء، ولما كانت هي من الفتيات اللواتي يحتفظن على هواتفهن بكثير من الصور التي يلتقطنها في حفلات عائلية أو في اجتماعات نسائية خالصة، فقد ازداد خوفها، وأكثر ما خشيت أن تعتقد أسرتها أنها هي التي أطلعت هذا الشاب على صورها الخاصة، مما اضطرها لتحمل صفاقته وجرأته عليها.

أسابيع مرت وهي على هذه الحالة من تحمل جرأة هذا الفتى دون أن تعرف حتى من يكون وكيف وصل إليها، ولكن في النهاية كان عليها أن تضع حدا لهذا الوضع، فقامت بما كان عليها أن تفعله منذ البداية، وتوجهت إلى الشرطة بعد أن علمت أنها تستطيع طلب عدم اطلاع أسرتها على القضية، وقدمت بلاغا ضده، متهمة إياه بسبها وتهديدها واختراق حسابها على أحد مواقع التواصل الاجتماعي.

من جهتها استطاعت الشرطة اكتشاف بيانات مستخدم جهاز البلاك بيري الذي تم من خلاله ارسال عبارات التهديد والسب وقبضت عليه وأحالته إلى نيابة الأسرة في أبوظبي، وبالتحقيق معه اعترف بتهمة التهديد ولكنه أكد أنه لا يملك أي صور للشاكية وهو ما تأكدت منه النيابة بعد أن تم فحص جهازه من خلال خبراء مختصين. وبناء على الأدلة الفنية واعترافاته في التحقيقات تم إحالة الشاب الصغير للمحاكمة وإيداعه بمركز تأهيلي خاص بالأحداث.

 

تنشر الصحيفة صباح كل أحد بالتعاون مع دائرة القضاء في ابوظبي قصصا من أروقة القضاء بهدف نشر التوعية

Email