مواطنون يشكون رفض مستشفيات في الساحل الشرقي التحويل إلى أخرى

»الفجيرة الطبية «: المستشفى مسؤول عن معالجة أي حالة تدخله

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

ناشد مواطنون المسؤولين في وزارة الصحة بالنظر عاجلاً في إجراءات التحويل إلى المستشفيات، والعمل على تنظيم آلية العمل في مجال التحويلات والمطالبات بحيث تكون بشكل منظم، على أن تتولى المستشفيات الحكومية وكذلك الخاصة الاتصال والتنسيق والنقل دون أن يطلب من المريض أن يتولى هذه المهمة للحفاظ على سلامته.

 فضلاً عن وضع تصنيف دقيق للمستشفيات المؤهلة لاستقبال الحالات الإسعافية والطارئة وإعلامها للناس، من خلال نظام متكامل للإحالة يوضح موقعها وسعتها السريرية والتخصصات الطبية منها، بالإضافة إلى وضع آلية دقيقة لضمان جاهزية هذه المستشفيات لاستقبال الحالات المحالة إليها على مدار الساعة، مع إمكانية متابعة الحالة الصحية للمرضى.

وأكد عدد منهم أن " الواسطة " تلعب دورا لافتا في إجراءات التحويل، حيث يحصل البعض عليها من دون عناء، فيما آخرون يواجهون كافة أشكال المعاناة.

بدوره رد د. محمد عبدالله سعيد مدير منطقة الفجيرة الطبية على هذه الدعوات مؤكدا أن المستشفى مسؤول عن معالجة أي حالة مرضية تدخل إليه، وأن أولوية المعالجة للمريض يجب أن تتم في المستشفى نفسه في ظل توافر مختلف الإمكانات والأجهزة والمختبرات والكوادر الطبية. ولكن للاسف الكل يرغب بمعاملته على أنه حالة طارئة رغم أن حالته عادية خصوصا أن المواطن يفضل تلقي الخدمة العلاجية والطبية بسرعة ولا يرغب بالانتظار.

مشيرا في الوقت نفسه، إلى أن مستشفى الفجيرة يصف بأنه " مستشفى مرجعي تحويلي " تحال إليه جميع الحالات من المراكز الصحية ومختلف مستشفيات الشرقية، كونه يحتوي على معظم التخصصات الفرعية في مجالات الجراحة والباطنية والأطفال وغيره. ولكن عند تعذر العلاج حال عدم توفر الاختصاص أو الأسرة، فإنه يتم تحويل المريض إلى مستشفيات أخرى تخصصية كـ ( مدينة خليفة الطبية في أبوظبي ).

وأكد إلى أن تحويل الحالة يعتمد بناء على توصيات فنية من الأطباء المشرفين عبر تصنيف الحالة المرضية وتقييمها وتشخصيها ومن ثم وضع العلاج المناسب، وإذا كانت مصلحة المريض تستدعي التحويل فإنه يتم تحويله. مبينا إلى أن عملية التحويل تتم في حالات معينة ترتبط بالدرجة الأولى إما بعدم توفر أسرة أو عدم وجود اختصاص أو فحص في المستشفى التي يعالج فيها المريض..

وفي حال كانت الحالة تستدعي التحويل فإن المستشفى يقوم بالتحويل الفوري دون أية تعقيدات. مشيرا إلى أن مستشفى الفجيرة استقبل نحو 3 آلاف و600 حالة مرضية محالة إليه من المراكز الصحية وجميع المستشفيات بالمنطقة وذلك إما لعدم توفر الخدمة أو الجهاز المطلوب. في حين قام بتحويل 180 حالة منها 45 حالة فقط لعدم وجود جهاز تخطيط قرنية العين. مؤكدا إلى أنه تم توفير هذا الجهاز مطلع العام 2014.

صاحب الحاجة

أكد المواطن ( سعيد، ع ) من منطقة البدية في أن رغبته في تحويل حالة ابنه المستعصية - على حد وصفه والذي عانى ( من نوبات ومضاعفات مرض فقر الدم الحادة ) من إحدى المستشفيات بالمنطقة إلى مستشفى خارجها ووجهت بالرفض رغم أخذ الموافقة من الأخير بإحالته بعد معاناة من الخطابات الرسمية، وفي ظل تأكيد من المستشفى إلى أن حالة ابنه لا تستلزم التحويل لدواعي صحية.

وتأتي هذه القصة كواحدة من القصص التي تشهدها منطقة الساحل الشرقي بين فترة وأخرى ما بين إصرار المواطنين على تحويل المرضى إلى مستشفيات أخرى، اعتقادا منهم أن حالتهم الصحية تستوجب ذلك وبالأخص في إصابات الحوادث المرورية الخطيرة أو الحالات الصحية المستعصية والحرجة، في حين تصر المستشفيات على قدرتها في معالجة مثل هذه الحالات المرضية وخصوصا في ظل وجود الخدمة المطلوبة والأسرة الكافية أو الطبيب المختص.

ولاتزال الحلقة مفقودة في القدرة على التحديد والتدخل في الوقت المناسب لاتخاذ قرار التحويل من عدمه في مستشفيات المنطقة، مع ادعاءات عدد من المواطنين بأن آلية التحويل لا تخضع لأسس علمية وطبية بقدر ما ترتبط بقناعات شخصية للأطباء والضغوطات التي تمارس عليهم من إدارة المستشفى على حسب قولهم .

مناشدة

المواطن سالم علي عبيد من مدينة خورفكان يقول إن مستشفيات المنطقة لا تملك الأجهزة المناسبة أو الطبيب المختص، وإن كان الجهاز والطبيب موجودين فهما ليسا بكفاءة الجهاز والطبيب الموجود في المستشفيات المختصصة خارج المنطقة، ما يترك الشخص حائرا ما بين البقاء على حاله أو البحث عن مكان يستقبل حالته ومتابعة خطابه الذي تم إرساله.

لافتا إلى المعاناة التي يعانيها المواطن نتيجة إجراءات التحويل والتي تدفع بالعديد إلى اللجوء للعيادات الخاصة التي ترتفع كلفة العلاج فيها، والتي أيضا قد لا تتوفر بها خدمة العناية في حال تطور الحالة المرضية.

وفي إطار آخر، اقترح المواطن نايف الحمادي ضرورة تحويل المريض مباشرة من المستشفى الموجود في منطقته آليا إلى المستشفى الذي يخدم المريض..

ويعالجه سواء في المنطقة أو خارجها خاصا كان أو حكوميا من دون الحاجة للمخاطبات الرسمية، ما يسهم في إنهاء مشكلة مرضى منطقة الساحل الشرقي والمتعلقة بعدم وجود أسرة شاغرة أحيانا في مستشفى الفجيرة. وأوضح كذلك أن التحويل إلى المستشفيات الخاصة في حال تعذر الحكومية يعد حلاً جزئيا لمشكلة قائمة بأفضل مما كان يعمل به.

مشاكل التحويل

ونوه مدير منطقة الفجيرة الطبية: إلى أن أكثر الإشكاليات التي تواجه مستشفى الفجيرة فيما بتعلق بالتحويل ( نقص أسرة العناية المركزة، وكذلك ما يواجه التحويل من خطورة عند توفر الخدمة نفسها في المستشفى المحول إليه في حالة وجود حالة حرجة جدا ) كما أن كثيرا من المرضى الذين يتلقون العلاج في المستشفى يقومون بطلب التحويل إلى مستشفيات بعينها خارج المنطقة أو عند طبيب معين في تلك المستشفيات اعتقادا أن الخدمة أفضل فيها.

علاوة على أن الكثير يقومون بمراجعة المستشفى ليس للعلاج وإنما لطلب تحويل إلى مستشفى آخر، وعند عدم تلبية طلبه تتولد حالة من عدم الرضا على المستشفى، ومن ثم يتولى بنفسه مهمة البحث عن مستشفى للتحويل.

 تصريح

يستقبل مستشفى الفجيرة من الحالات التحويلية من المراكز والمستشفيات الأخرى: الإصابات والنزيف الدماغي من الحوادث المختلفة، وكذلك الجلطات الدماغية وقسطرة القلب وانسدادات الشرايين، وحالات التحليل والتشخيص بالطب النووي، وأيضا حالات الأطفال الخدج، وحالات الأوعية الدموية والجراحات التجميلية والتعويضية...

والأمراض العصبية. فيما الحالات التي يحولها مستشفى الفجيرة إلى مستشفيات خارج المنطقة، تتعلق بالأمراض السرطانية وحالات الأطفال التي تحتاج إلى مراكز تخصصية مثل ( جراحات قلب الأطفال وعمليات جراحة القلب المفتوحة لهم).

Email