في قضية وصفت بالعالمية وحظيت بإشادة وزير الداخلية

بالفيديو..شرطة دبي تكشف غموض مقتل تاجر مجوهرات هندي

ت + ت - الحجم الطبيعي

في إنجاز جديد يضاف إلى رصيد شرطة دبي في القضايا العالمية، تمكن رجال التحريات والمباحث الجنائية فيها من إلقاء القبض على عصابة إجرامية منظمة قامت بقتل تاجر مجوهرات هندي وسرقة ألماس بقيمة 10 ملايين درهم وتهريبه خارج الدولة في غضون ساعتين، وأنجزت الإجراءات الدولية المطلوبة للقبض على الجناة قبيل وصولهم مطار دولة في أوروبا الشرقية في غضون 20 دقيقة فقط، على الرغم من تأخر زوجة المجني عليه في الإبلاغ في قضية تتخذ «الطابع العالمي».


وتتجلى أهمية هذه القضية عالمياً والتي تؤكد الخبرة والحنكة التي يتميز بها رجال التحريات والبحث الجنائي في شرطة دبي، عبر شريط الفيديو الذي بثته إحدى القنوات الفضائية في أوروبا الشرقية، والذي حصلت «البيان» على نسخة منه، ويوضح اعترافات المتهمين بقتل المجني عليه بطريقة وحشية وإخفاء المسروقات بطريقة فنية، خاصة وأن العصابة تصنف بأنها من العصابات الخطيرة والمنظمة عالمياً، على الرغم من وجودهم في الدولة لأول مرة وترويجهم لأنفسهم بأنهم تجار ذهب ومجوهرات.


واطلع الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، على القضية، وعلى اعترافات المتهمين في بلدهم، والتي تم تصويرها من قبل السلطات هناك وأن كافة تخمينات وتوقعات شرطة دبي في تحديد هوية الجناة وأسلوب إخفاء المسروقات ثبتت صحتها 100%، مشيداً بخبرة رجال التحريات والبحث الجنائي في شرطة دبي، وقدرتهم على فك غموض القضية وسرعة التحرك المحلي والدولي، لافتاً إلى أن رجال الأمن العين الساهرة على هذا الوطن وكل من يقيم فيه.


كما اطلع سموه على الفيديو الذي بثته إحدى القنوات الفضائية في أوروبا الشرقية يبين اعترافات المتهمين فور إلقاء القبض عليهم والطريقة الفنية التي تم استخراج المسروقات بها من العلب البلاستيكية، خاصة وأنها كانت ضمن التوقعات التي وضعتها شرطة دبي للسلطات الأمنية هناك، مبيناً أن خبرة رجال الشرطة في الإمارات أصبحت حديث العالم كله.

صبغة عالمية
وقال اللواء خبير خميس مطر المزينة، القائد العام لشرطة دبي: إن هذه القضية تتخذ الصبغة العالمية، وإن تلك العصابة تعتبر من العصابات الإجرامية الخطيرة، مشيداً بخبرة رجال التحريات والمباحث الجنائية وسرعة التحرك على المستوى المحلي الجنائي والكشف عن هواياتهم رغم تعطل الكاميرات التي كانت موجودة في مسرح الجريمة، إضافة إلى سرعة التحرك السريع على المستوى الدولي، وإن العمل على القضية تم على أعلى مستوى وأن التجاوب الدولي السريع يدل على مكانة شرطة دبي عالمياً وأنه في غضون 20 دقيقة وفقت السلطات في إيقاف المتهمين فور نزولهم من الطائرة وهم في حالة ذهول وكانوا يعتقدوا أنهم نجحوا في مخططاتهم.

تفاصيل مثيرة
ووفقاً للواء خبير خليل إبراهيم المنصوري، مساعد القائد العام لشؤون البحث الجنائي في شرطة دبي، تعود تفاصيل الواقعة إلى ورود بلاغ من زوجة أحد تجار الذهب والمجوهرات في دبي، يفيد بعثورها على جثة زوجها مقتولاً في مكتبه بمنطقة نايف، وعلى الفور توجهت فرق البحث الجنائي والتحريات والأدلة الجنائية إلى موقع البلاغ، وأكدت الزوجة أنها انتظرت عودة زوجها من العمل طويلاً، إلا أن هاتفه كان مغلقاً، وبعد مرور نحو 4 ساعات اصطحبت أحد جيرانها إلى مكتبه فعثرا عليه جثة هامدة.


وقال اللواء المنصوري إن المجني عليه قتل عن طريق الضرب على رأسه بآلة حادة، ثم تم ربطه في أحد الكراسي وبعدها تم خنقه للتأكد من وفاته بطريقة وحشية، لافتاً إلى أن الكاميرات التي وجدت في موقع البلاغ كانت لا تعمل وتبين أن هناك مسروقات بملايين الدراهم من الألماس النقي، وتحركت على الفور خبرة رجال التحريات وتم تحديد هوية الجناة في غضون ساعتين، وتبين أنهم من جنسية دولة في أوروبا الشرقية، وقدموا إلى الدولة بتأشيرة زيارة، وبعدها تم استخراج بياناتهم.


وأضاف المنصوري أن الزوجة تأخرت في الإبلاغ وتبين أن الجريمة وقعت قبل تلقي البلاغ بنحو خمس ساعات، وأن الجناة استغلوا وجود المتهم بمفرده وقاموا بقتله بوحشية واستولوا على المسروقات، وعلى الفور تم اتخاذ كافة التدابير وفعلاً اتضح أن الجناة غادروا الدولة بعد ارتكاب الجريمة مباشرة ومعهم المسروقات، وفي غضون 20 دقيقة فقط تم إبلاغ السلطات في الدولة التي توجهوا إليها وألقي القبض عليهم هناك واعترفوا بالسرقة، وتم استخراج المسروقات التي تم إخفاؤها بطريقة فنية جداً في علب بلاستيكية.


ولفت المنصوري إلى أنه يجب على أفراد الجمهور سرعة إبلاغ الشرطة في حالة تغيب أي فرد أو الشك والريبة في حدوث مكروه ما، مؤكداً أنه لو أن الزوجة أبلغت مبكراً لكان ألقي القبض على الجناة داخل الدولة، نافياً أنه يجب الانتظار 24 ساعة للإبلاغ عن تغيب أي شخص، وأن سرعة الإبلاغ تساعد الشرطة وتحول دون هروب المتهمين خارج الدولة.


ودعا اللواء خليل المنصوري أفراد الجمهور من أصحاب الأعمال والتجار إلى أهمية التأكد من عمل الكاميرات الموجودة في أماكن بيع أو تخزين البضائع الثمينة، كذلك عدم إتمام أي صفقات إلا في حالة وجود أكثر من شخص لتوفير الحماية والدعم اللازمين، مؤكداً أن الجناة استغلوا وجود المتهم بمفرده وقاموا بفعلتهم.


ضاحي خلفان يأمر بتدريس القضية

أمر معالي الفريق ضاحي خلفان تميم، نائب رئيس الشرطة والأمن العام في دبي، بتدريس القضية وإدخالها ضمن منهج دبلوم المتحري، وذلك لصقل موهبة رجال التحريات من المنتسبين للدبلوم والاستفادة منها، معبراً عن فخره الكبير برجال التحريات في شرطة دبي وقدراتهم التي وصلت للعالمية في جمع الاستدلالات وتحديد هوية المتهمين، لافتاً إلى أن رجال شرطة دبي يكتسبون خبرة من تلك القضايا التي تتخذ الطابع العالمي، موضحاً أن شرطة دبي تمكنت عبر سنوات من تكوين سمعة عالمية واتصالات مع أغلب دول العالم مكنتها من كشف غموض العديد من القضايا والقبض على المتهمين بفضل التنسيق المشترك.

Email