قف

تسوّل بأشكال عدة يشوّه المشهد الحضاري

ت + ت - الحجم الطبيعي

يتخذون أشكالاً وحالات عدة، لا يمكنك إلا التعاطف مع شكلهم الرث المتعمد أحيانا، أو عدم التعاطف معهم بل مساعدتهم فقط لأجل أن يتركوك وشأنك ويكفوا عن الإلحاح.

نعم هم المتسولون، في ظاهرة جديدة على مجتمع الإمارات، أو تكاد تكون معدومة بالمقارنة مع غالبية الدول التي ترى فيها المتسولين وقد ملأوا الشوارع وتفننوا في الاختباء تحت الجسور وخلف الجدران، ولديهم قدرة هائلة على الهروب فور رؤيتهم للجهات المعنية بالضبطية.

"البيان" تلقت عدة اتصالات اشتكى فيها سكان مناطق الطوار الأولى، والقصيص من كثرة هذه الظاهرة، وتجرؤ عدد من الفتيات والنساء وبعض المراهقين على عبور الشوارع وقرع زجاج السيارة وبدء حوار فعلي مع السائق أو الركاب في محاولة لاستمالة قلوبهم والحصول على ما يمكن الحصول عليه من مال، يؤكد من خلاله المشتكون أنهم لا يعتبرونها صدقة كون المتسولين قادرين على العمل والتكسب، والدليل أن صحتهم لا يشوبها شائب، وأنهم يستطيعون الوقوف في الأجواء الحارة والانتقال طوال النهار من سيارة لأخرى بخفة ورشاقة عاليتين، يمكنهم عوضا عن ذلك تسخير تلك الطاقة في العمل والتكسب الحلال.

هذه الظاهرة لا تطرح فقط مسألة التسول والتكسب غير المشروع، بل تفرض عدة تساؤلات أخرى عما اذا كان هؤلاء المتسولين لا يجدون عملا بالفعل، وما أسباب عدم حصولهم على عمل حقيقي، وما اذا كانوا يقيمون بشكل غير شرعي في الدولة، وما اذا كانوا هاربين من كفلائهم، وغيرها الكثير من التساؤلات التي نقلناها لبلدية دبي التي تقوم بشكل يومي وبالتعاون مع القيادة العامة لشرطة دبي والتحريات، وفريق من مفتشي البلدية، بالانتشار في مختلف مناطق الامارة، ومواقف السيارات، والأسواق العامة وغيرها، للقبض على المتسولين وإيقاف هذه الظاهرة غير الصحية وغير الحضارية أيضا.

كما أكدت بلدية دبي أنها بالتعاون مع تلك الجهات المعنية في الامارة، يساهمون أيضا في القبض على أشكال أخرى من التسول، يقوم أصحابها بإخفائها تحت مسمى "مهنة" الا أنها ليست مهنة بالمفهوم الصحيح والمتبع ضمن معايير الامارة، فمنهم من يقوم ببيع الخضروات، والعسل، وبعض المنتجات البيتية من سيارته، أو على الرصيف، من دون أن تكون تلك المواد خضعت للرقابة الغذائية، أو تم فحصها لمعرفة ما اذا كانت طريقة حفظها ونقلها وتخزينها لم تتسبب لها بضرر ولن تشكل بالمقابل خطرا على صحة المستهلك، اضافة الى غاسلي السيارات غير التابعين للشركات المعروفة والذين يسعون للتكسب السريع من مهن ليست مهنتهم ولا يحق لهم العمل بها.

البلدية دعت الجمهور لعدم التعاطف مع هؤلاء الأشخاص، بل على العكس طالبت الجميع بضرورة التعاون معها في القبض عليهم من خلال الابلاغ عنهم غرفة العمليات التابعة للقيادة العامة لشرطة دبي أو على مركز الاتصال التابع للبلدية والذي يعمل على مدار الساعة على الرقم 800900.

 

Email