من هو الإرهابي حسن الدقي؟

ت + ت - الحجم الطبيعي

يشير الإصدار الخامس من سلسلة "جذور التآمر ضد الإمارات" إلى أن وراء كل خلية متطرفة أو إرهابي موتور، تقف جماعة الإخوان بتاريخها المعروف بإنتاج المتطرفين وتبادل الأدوار معهم، بدليل أن الكثير من الإرهابيين ومن يحترفون القتل تحت مبرر الفهم المغلوط للجهاد، لا يخفون ماضيهم الإخواني، وبدليل الشواهد العديدة التي قمنا بسردها في الأعداد السابقة من هذه السلسلة، حيث سبق أن قدمنا عبر صفحاتها تحليلات حول العلاقة بين جماعة الإخوان، وظهور الأفكار والخلايا والجماعات المتطرفة، التي تتبنى الإرهاب وممارسة العنف باسم الإسلام البريء من المجرمين، الذين يسري في عروقهم حب إراقة الدماء!.

وعلى مستوى الإمارات، نحن أمام نموذج بارز للإخواني المتطرف، وهو المدعو حسن الدقي، الذي لا يزال هارباً من وجه العدالة، ولم يجرؤ على الوقوف أمام المحكمة، ضمن قائمة المتهمين بتشكيل التنظيم السري الإخواني في الإمارات. وها هو الدقي الهارب يتجول كخبير في التحريض على الإرهاب، ويقدم خبراته القديمة للراغبين في الالتحاق بالمجموعات المتطرفة، التي أعاق وجودها المتزايد مؤخراً في سوريا، التفات المجتمع الدولي لما يدور في هذا البلد من مجازر، وكل ذلك يحدث باسم ثورة عالقة، وجد فيها الإرهابيون أمثال الدقي فرصة لإفراغ مخزون العنف، وتشكيل خلايا الإرهاب القاعدي، وتجنيد الشباب من صفوف الإخوان الخلفية. وهناك أكثر من زاوية يمكن النظر من خلالها إلى شخصية المدعو حسن الدقي. بينما يفضل هذا الإرهابي الإخواني منذ مدة أن يظهر على المستوى الإعلامي، وهو يرتدي زوراً قناع (المفكر) والقيادي الإسلامي!.

القناع الجديد للدقي ليس غريباً عن أمثاله ممن يمارسون الدجل والزيف والخداع، إذ لا يجد المتأسلمون حرجاً أو صعوبة في الحصول على ألقاب وأقنعة جديدة يظهرون بها أمام الناس، فظهر من يمارسون الإفتاء عبر الفضائيات، وظهر آخرون يتقمصون شخصيات الدعاة ورجال الدين، بينما استقر حسن الدقي أخيراً على الظهور بشخصية القيادي الإسلامي المضطهد، وقام بالترويج لنفسه أولاً عبر المجال الافتراضي الخيالي الذي تتيحه شبكة الإنترنت لكل المضطربين نفسياً وسلوكياً، ثم انتقل بقناعه الجديد من الإنترنت إلى محافل ومؤتمرات وندوات المتطرفين في البلدان التي تستقبله فيها الجماعات الإرهابية والإخوانية، كما اتجه إلى تعزيز قناعه الوهمي المبتكر عبر ترقيع فشله بكتابة مقالات يضع لها عناوين أكبر من مقدرة عقله على الإحاطة المنهجية المحايدة بأبسط القضايا والإشكاليات.

وكل محاولات الدقي الأخيرة، وطريقته المزيفة في الظهور، إنما يهدف من خلالها إلى تجاهل أو تناسي صورته الحقيقية، باعتباره هارباً من وجه العدالة، ومجرد شخص فشل في أن يكون مواطناً صالحاً في بلده وداخل أسرته، فهو إرهابي سابق، تبرأت منه ذات يوم جماعته الإخوانية في الإمارات، لكي تحسن صورة قياداتها أمام الدولة التي طال صبرها على تلك الجماعة وإفرازاتها، التي لم تنتج سوى الأذى والتآمر والإرهاب وتهديد أمن ومستقبل الإمارات وشعبها. كما أنتجت الجماعة أيضاً أمثال حسن الدقي الذي يفضل العيش في أوهامه التي أوصلته إلى التشرد.

من موظف إلى مسؤول

من الغرائب، أن السيرة الذاتية المتداولة للمدعو حسن أحمد الدقي، تشير إلى أن تأهيله العلمي ومهنته هي المحاسبة المالية، والغوص في لغة الأرقام فقط. أما وجه الغرابة هنا، فهو أن صاحب هذه السيرة المتواضعة، تحول بفضل أوهام الفكر الإخواني، إلى قيادي إسلامي وناشط حقوقي ومفكر وكاتب، ثم إلى زعيم حزب خيالي لا وجود له على أرض الواقع، إلى آخر ما تمنحه النرجسية والاضطرابات النفسية لدى البعض من ألقاب وصفات، يسبغونها على أنفسهم، فينخدعون بها ويخدعون الآخرين!.

والأرجح أن هذا المحاسب المالي، الذي تعلق بأوهام القيادة والكتابات السطحية، لم يبدع حتى في مجال عمله. بدليل تشتته الذهني وتعلقه بأوهام دافعها حب الظهور ومقاومة الفشل في الحياة العملية، عبر اختراع أدوار ومواقف نضالية وهمية، ساهمت شبكة الإنترنت ومدوناتها في تهويلها، إلى جانب منظمات إخوانية وجمعيات مشبوهة، كان الدقي على اتصال بها باستمرار.

أما سيرته الذاتية المعلنة فتتضمن المعلومات التالية:

  • ولد عام 1957 م بمدينة رأس الخيمة، وحصل على شهادة بكالوريوس محاسبة من جامعة الإمارات عام 1981 م.
  • عمل بديوان المحاسبة منذ عام 1976 إلى 1981 م.
  • مدير عام دائرة البعثات والعلاقات الثقافية بوزارة التربية والتعليم منذ عام 1982 م، وبحكم هذا المنصب، كان أيضاً أمين عام اللجنة الوطنية للثقافة والتربية والتعليم.

انتقال

على القارئ ألا يستغرب كيف انتقل المحاسب المالي حسن الدقي من ديوان المحاسبة إلى وزارة التربية والتعليم، ليتولى فيها هذا المنصب الكبير والمزدوج: (مدير عام دائرة البعثات والعلاقات الثقافية، وأمين عام اللجنة الوطنية للثقافة والتربية). ففي ذلك الوقت كانت بعض الشخصيات الإخوانية قد توغلت في بعض الوزارات، بما فيها وزارة التربية والتعليم، ولأن معيار الولاء للإخوان هو الذي يحكم تلك الجماعة، بدلاً من معيار الكفاءة، فقد تمكن الدقي من الوصول إلى ذلك المنصب، الذي لا يربط بينه وبين تخصصه كمحاسب أي صلة، إلا الولاء للتنظيم الإخواني، الذي كان أتباعه يوجدون آنذاك بكثافة في قطاع التعليم.

Email