أحد أفرادها يمتلك 3 سيارات فارهة وحصته 7% من عائدات القرصنة

شرطة دبي تصطاد «عصابة الأحلام» وتمنع الاحتيال بـ6 مليارات

  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

تمكنت فرق مكافحة الجرائم الإلكترونية في شرطة دبي من إلقاء القبض على عدد من أفرد «عصابة الأحلام» تخصصت في القرصنة الالكترونية على الشركات عبر اختراق وزرع برامج لكشف المعلومات الخاصة بها وسلب أموالها داخل الدولة وخارجها عن طريق إنشاء حسابات لشركات وهمية أو عبر وسطاء تم التغرير بهم لقبول الأموال في حساباتهم ومن ثم إعادة إرسالها إلى حسابات أخرى.

وقال اللواء خميس مطر المزينة نائب القائد العام لشرطة دبي إن الإدارة العامة للتحريات والمباحث الجنائية تولي اهتماما ملحوظاً في التصدي للجرائم الإلكترونية المتنوعة وذلك مواكبةً لعصر التطور التقني الحديث على مستوى العالم حيث تنفرد إدارة المباحث الإلكترونية بوجود ضباط قانونيين ومهندسين مختصين في التعامل مع التقنيات الحديثة فيما رصدت الإدارة العديد من البلاغات وتم الكشف عن مرتكبيها سواء داخل الدولة أو خارجها.

ويرجع السبب في ذلك إلى الجهد المبذول من القيادة العامة لشرطة دبي في مواجهة الجرائم المستحدثة عن طريق تدريب وتأهيل الضباط والأفراد لتمكينهم في الحد من الجرائم الإلكترونية الواقعة في إمارة دبي، ولا ننسى بالذكر نظرة القائد العام لشرطة دبي والمسؤولين وحرصهم على متابعة أحدث ما توصل إليه العلم في المجال التقني وتكريس جميع السبل سواء كانت علمية أو مادية أو إدارية للحد من الجريمة الإلكترونية .

وكشف اللواء المزينة أن إدارة المباحث الإلكترونية تمكنت من إلقاء القبض على عصابة احتيال من الجنسية الآسيوية والأفريقية تعمل على تجنيد القرصان "المخترق الإلكتروني" للعمل لصالحهم وذلك مقابل دفع مبالغ مالية من أجل اختراق وزرع برامج لكشف المعلومات الخاصة بالشركات وسلب أموالها داخل الدولة وخارجها وذلك عن طريق إنشاء حسابات لشركات وهمية أو عبر وسطاء تم التغرير بهم لقبول الأموال في حساباتهم ومن ثم إعادة إرسالها إلى حسابات أخرى حيث استطاعت هذه الإدارة من ضبط أوراق تجارية (شيكات) تستخدم للاحتيال بما يقارب 6 مليارات درهم، كما نتج عنها تحويل مبلغ ٢ مليون دولار لحساب إحدى الشركات التابعة للمتهمين.

تفكيك

ولفت العميد خليل إبراهيم المنصوري مدير الادارة العامة للتحريات والمباحث الجنائية في شرطة دبي إلى قدرة رجال مكافحة الجرائم الالكترونية على تتبع مثل هذه العصابات مشيدا بالجهود التي بذلت من قبل الفريق المكلف بالبحث وتفكيكها لمخطط العصابة وإلقاء القبض عليهم.

ووجه بضرورة تفادي وعدم قبول حوالات مالية وتحويلات حسابية من أشخاص مجهولين بحجج مختلفة كون ذلك قد يعرضهم للمساءلة القانونية، كما ينصح أصحاب الحسابات البنكية بعدم إعطاء الثقة للأشخاص الذين يقومون بإغرائهم لتحويل أموال ربما تكون مسروقة على حساباتهم مقابل إعطائهم نسبة منها، وعليهم التأكد بشكل شخصي من بيانات الطرف الثاني قبل عملية تحويل الحسابات والمعاملات. ونوه أنه على أصحاب الشركات عدم استخدام أجهزة قديمة في المراسلات وعليهم بعدم الرد على أي مستفسر يطلب بإرسال البيانات الخاصة بالشركة .

ولفت إلى أن جميع مستخدمي الحواسيب بتحديث أنظمة التشغيل وتنزيل أنظمة لمكافحة الفيروسات وتحديثها بشكل دوري حتى لا يتمكن المخترقون من إيجاد ثغرة أمنية تسمح لهم بالولوج للبيانات الشخصية سواء للأفراد أو الشركات أو المؤسسات.

كما ينصح باستخدام البريد الإلكتروني المعتمد من مؤسسات الاتصالات العاملة في الدولة وعدم استخدام البريد الإلكتروني المجاني، منوها بانه على مستخدمي البريد الإلكتروني عدم فتح روابط أو أية ملفات غير معروفة المصدر وذلك لتفادي وجود فيروسات مما يتيح للمخترقين من استخدام هذه الثغرات الأمنية. وناشد الجمهور بعدم التردد في الإبلاغ عن مثل هذه العمليات الاحتيالية وذلك بالاتصال على الرقم المجاني للإدارة العامة للتحريات 800243 أو CID008 .

تفاصيل

من جانبه قال العقيد سالم خليفة الرميثي، نائب مدير الإدارة العامة للتحريات والمباحث الجنائية لشؤون البحث والتحري أن تفاصيل القضية تعود إلى مطلع الشهر الجاري، حيث ورد بلاغ عن وجود احتيال إلكتروني نتج عنه تحويل مبلغ ٢ مليون دولار لحساب إحدى الشركات، وقد تم ذلك عن طريق اختراق البريد الإلكتروني من خارج الدولة للشركة المتعاملة والعائدة للمجني عليه وتغيير بيانات المعاملات والحوالات الحسابية والاحتيال على الطرف الثاني لتحويل الحساب.

وأضاف الرميثي إنه ألقي القبض على المتهم الأول المدعو(خ. س) آسيوي الجنسية حيث تلخص دوره باستلام المبالغ المالية المحولة والناتجة عن العملية الاحتيالية بعد أن يقوم باستقطاع حصته منها ( 7% ) من المبلغ المالي المستولى عليه وقد تبين أنه يمتلك 3 سيارات فارهة ، الأولى من نوع بنتلي .

والثانية من نوع رولز رويس والثالثة من نوع : تويوتا اسكويا، وبمتابعة الواقعة تم التوصل وإلقاء القبض على المتهم الثاني المدعو- (ش. ك) آسيوي الجنسية - والذي كان دوره هو توفير أرقام حسابات بنكية للعصابة لتحويل مبالغ مالية إليها عن طريق استحداث شركات وهمية على شبكة الانترنت والتعامل مع أصحاب هذه الحسابات.

وبالتحقيق مع المتهم الثاني اعترف بتزويد العصابة الاحتيالية برقم الحساب البنكي العائد للمتهم الأول (خ. س) ، وبعد عملية تحويل المبلغ المالي لحساب المتهم الأول قام المتهم الثاني (ش. ك) باستلام المبلغ وأخذ نسبة منها (3% ) وإعطاء المبلغ المتبقي لشخص أفريقي وهو العقل المدبر للعملية الاحتيالية.

ولفت الرميثي إلى أن شرطة دبي اتخذت الإجراءات اللازمة للحصول على معلومات كافية عن بقية أفراد العصابة الذين يمارسون نشاطهم الإجرامي خارج الدولة في بعض الدول الأفريقية وذلك عن طــريق الشــرطة الجنائية الدولية (الانتربول )، مؤكدا أن المبالغ المحولة ضخمة جدا وأنه تم احباط خطط العصابة قبل تنفيذ المزيد منها.

4 مليارات

وأضاف المقدم سعيد الهاجري ، مدير إدارة مكافحة الجرائم الالكترونية بالإدارة العامة للتحريات والمباحث الجنائية أنه وبعد عملية بحث واسعة وشاملة عن المتهم الثالث وحراسة أماكن تردده لمدة أربعة أيام على التوالي .

تم إلقاء القبض عليه ويدعى - (د. س) أفريقي الجنسية - والذي كان دوره كوسيط بين المتهم الثاني وعصابة في أفريقيا تقوم باعتراض البريد الإلكتروني المتداول بين الشركات العالمية عن طريق التلاعب في العمليات التجارية وتغيير أرقام الحسابات البنكية وتوجيه المبالغ لأي حساب آخر. واعترف المتهم بأنه شارك في العملية الاحتيالية، وبتفتيشه تم العثور على حوالات مالية بمبالغ ضخمة وشيكات مزورة تقدر بحوالي ٤ مليارات و6 ملايين درهم إماراتي بالإضافة إلى هويات بأسماء مختلفة .

ونوه الهاجري بأنه ومن خلال عمليات البحث عن المبلغ المالي المسروق في إحدى الشقق العائدة للمتهم الثالث (د. س) والتي يتردد عليها بكثرة أسفر ذلك عن إلقاء القبض على المتهم الرابع المدعو (ج. د) أفريقي الجنسية وتم ضبط جواز مزور بحوزته وجهاز لمضاعفة الأموال.

علماً بأن عناصر العصابة كانوا على حرص شديد من الوقوع في قبضة رجال الأمن ، إلا أن فريق المباحث الإلكترونية قد تفوق على أساليبهم الإجرامية المتعددة، وذلك عن طريق استخدام أحدث الأساليب التقنية والخبرة العالية التي قد اكتسبتها الإدارة والاطلاع على آخر ما توصل إليه المجرمون من أساليب للوصول إلى الجريمة سواء على النطاق المحلي أو العالمي .

Email