جهود لحماية ‬12 نوعاً من الحيوانات من الانقراض

ت + ت - الحجم الطبيعي

‬12 نوعاً من جواهر الطبيعة الإماراتية المعرضة لخطر الانقراض أو تناقض أعدادها في الطبيعة كانت عنوانا لمعرض الصور الدائم الذي أقامته هيئة البيئة في متنزه العين للحياة البرية بالتعاون مع مكتبة «أركايف»، الرقمية الرائدة التي تشتهر باقتنائها مجموعة متميزة من الصور الفوتوغرافية وأفلام الحياة البرية لتسليط الضوء على تلك الحيوانات.

 

إضافة إلى إطلاق موقع الكتروني يحكي قصتها وصفاتها ومميزاتها لتوعية الجمهور بأهمية هذه الكنوز الطبيعية الإماراتية. سلحفاة البحر الجميلة وبقر البحر و القط البري والفلامنجو والمها العربي وغيرها من الكنوز الطبيعية شكلت محورا للمعرض الدائم في خطوة تهدف الى تشجيع مجتمع الامارات على التعرف على هذه الحيوانات والحفاظ عليها.

 

هذه الخطوة الهامة من قبل هيئة البيئة تأتي في اطار التزامها البيئي نحو الحفاظ على تلك الانواع في الطبيعة في الوقت الذي تعاني العديد من الأنواع في العالم من خطر الانقراض وفق القائمة الحمراء للأنواع المهددة بالانقراض والتي أكدت دخول أنواع جديدة من الحيوانات والنباتات في العالم الى القائمة الحمراء للأنواع المهددة بالانقراض خلال السنوات الأخيرة الامر الذي يشكل تحديا خطيرا أمام الشعوب والحكومات ليس فقط حفاظا على وجود هذه الانواع في الطبيعة بل العمل على اكثارها.

 

تقارير عالمية

ووفقا لتقرير صدر من قبل الاتحاد العالمي لصون الطبيعة فقد ارتفعت أعداد الحيوانات والنباتات المهددة بالانقراض في العالم بنسبة ‬92٪ خلال الخمس سنوات الماضية ومن المتوقع ان يختفي عن سطح الأرض ‬71 ألفا و‬192 من الحيوانات والنباتات من أصل ‬47677 صنفاً جرى تقييمها. ويوضح التقرير أن ‬21٪ من كافة الثدييات المعروفة و‬30٪ من جميع البرمائيات المعروفة و‬12٪ من كافة الطيور المعروفة و‬28٪ من الزواحف و‬37٪ من أسماك الماء العذب و‬70٪ من النباتات و‬35٪ من اللافقاريات ما تزال مهددة حتى الآن.

جهود كبيرة ومبادرات تبذلها الجهات المعنية بالبيئة للحفاظ على الحيوانات من خطر الانقراض تلك التي تعاني من الزحف العمراني والصيد الجائر تهدد بيئتها الطبيعية والتلوث الأمر الذي دفع هيئة البيئة إلى تنفيذ مبادرات ومشاريع للحفاظ على هذه الأنواع التي يشكل انقراضها تهديدا للتنوع البيولوجي الذي تتميز به البيئة المحلية. سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان ممثل حاكم أبوظبي بالمنطقة الغربية ورئيس مجلس إدارة هيئة البيئة أكد أكثر من مرة على موضوع حماية البيئة وتحقيـق التوازن بين التنمية الشاملة لمختلف قطاعات الاقتصاد والمجتمع وحمايـة البيئة والحفاظ على مواردهـا المتجددة وتنميتها بشتى الطرق والوسائل.

وكان سموه قد وجه مجلس إدارة هيئة البيئة بوضع خارطة وطنية للتنوع الحيوي بالتعاون مع وزارة البيئة والمياه للاستفادة منها في عملية اتخاذ القرارات وإدارته بشكل مستدام والحفاظ على البيئات الطبيعية واستعادة النظم البيئية المتدهورة وحماية الأنواع المهددة بالانقراض في هذه النظم. كما وجه المجلس بأهمية الاستفادة من قاعدة البيانات البيئية التي وضعتها الهيئة وحددت فيها أنواع الحيوانات والنباتات التي تعيش في دولة الإمارات والأنواع المهددة بالانقراض.

ووضعت هيئة البيئة استراتيجية متكاملة للحفاظ على التنوع البيولوجي لإدارته بشكل مستدام من خلال وضع برامج الحماية والمحافظة على الأنواع البرية والبحرية المهددة بالانقراض وإدارة المحميات الطبيعية والحفاظ على البيئات الطبيعية وتطبيق القوانين في مجال البيئة البرية والبحرية.

ومن أهم هذه الحيوانات المهددة سلحفاة الصقر الجميلة والتي تعرضت الى الاستغلال منذ آلاف السنين كمصدر وحيد للتجارة في دروع السلاحف، اما النوع الثاني فهو بقر البحر (الاطوم) والتي تم إدراجها كأنواع معرضة لخطر الانقراض ضمن قائمة الاتحاد العالمي لصون الطبيعة و هي الثدييات البحرية الوحيدة التي تتغذى على النباتات، كما يندرج في قائمة الحيوانات المهددة بالانقراض بالدولة الفلامنجو الكبير (الفنتير) الذي يعتبر من أكبر أنواع طيور الفلامنجو ومحمية بحيرة الوثبة في إمارة أبوظبي معروفة منذ القدم بأنها أنسب الأماكن في دولة الإمارات لإكثار وتغذية طائر الفلامنجو الكبير.

 

المها العربي

بعد أن أصبح المها العربي الهدف الرئيسي للصيادين الذين كانوا يبحثون عنه للحصول على لحمه وجلده والخصائص العلاجية التي يتميز بها دمه، أصبح بالإمكان الآن رؤيته مرة أخرى وهو يتجول حراً طليقاً في أجزاء من بيئاته الأصلية في شبه الجزيرة العربية وبعض الدول المجاورة لها. ما بدأه الشيخ زايد رحمه الله من مشروعات وبرامج للحفاظ على البيئة تبناه ورعاه ودعمه صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان والفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الاعلى للقوات المسلحة.

ومن بين هذه المشروعات برنامج الحفاظ على المها العربي، الذي يعتبر أحد أنجح البرامج في العالم للمحافظة على المها العربي من خطر الانقراض حيث أنشأت هيئة البيئة - أبوظبي عام ‬2008 محمية طبيعية لهذا الحيوان الجميل على مساحة ‬8,000 كيلومتر في أم الزمول بالمنطقة الغربية، وتعتبر هذه المحمية ملاذا لأكثر من ‬250 رأسا من المها العربي حيث يتم رصدها باستخدام تقنيات نظم المعلومات الجغرافية والأقمار الصناعية.

Email