قانون التراخيص الجديد يلزم المقاولين بمعايير خاصة بالخزانات لتكون ذات جودة عالية

مياه دبي المنتجة للمنازل صالحة للشرب 100% والمشكلة في نظافة الخزانات القديمة

  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

أكدت بلدية دبي أن المياه المنتجة في الإمارة للمنازل صالحة للشرب 100% والمشكلة في نظافة الخزانات القديمة والتي شددت على أنها من مسؤولية المالك وأن هناك غرامات مالية كبيرة تفرضها على المخالفين لضمان التزامهم بهذا الأمر مشيرة إلى أن قانون التراخيص الجديد يلزم المقاولين بمعايير خاصة بالخزانات لتكون ذات جودة عالية.

كما أكدت البلدية أن المياه التعبئة من مصانع الإمارة أو تلك التي تدخل إلى الإمارة من خارجها جميعها صالحة تماما ومطابقة للمواصفات والشروط حيث تتم عليها رقابة مكثفة سواء خلال عمليات التعبئة أو النقل أو التخزين. في هذا الإطار سواء المتعلق بسلامة المياه أو زيادة الحاجة الملحة لطرق توفيرها كان ل«البيان» التحقيق التالي. وفي وقت يشهد فيه الطلب على الماء نموا متزايدا إضافة إلى إرتفاع تكلفة انتاج المياه المحلاة فإن هذا الأمر يدعو إلى الترشيد في الاستهلاك والبحث عن البدائل لتوفير احتياجات المستقبل.

نمو الطلب

وتمتلك الإمارات نحو 70 محطة لتحلية المياه توازي حوالي 14% من الطاقة الإنتاجية العالمية لتحلية مياه البحر، وتشكل إمارة ابوظبي أعلى نسبة من الطاقة الإنتاجية المحلية للتحلية حيث تصل إلى 67% تليها دبي بحوالي 18% والشارقة 10% ، فيما تبلغ في الامارات الشمالية 5% بحسب وزارة البيئة والمياه.

وفي دبي وحدها بلغ عدد المستهلكين العام الماضي 469 ألفا و 712 شخصا بعد ان كانوا 331 ألفا و 518 مستهلكا عام 2007، في حين بلغت كمية المياه المستهلكة 83613 مليون جالون عام 2009 ، بعد أن كانت 72588 جالون عام 2007 طبقا لمعلومات مركز دبي للإحصاء.

ومع التطور الكبير التي تشهده إمارة دبي في كافة المجالات ، كان لا بد من الوقوف على أكثر المجالات حيوية وعلاقة بكل أفراد المجتمع من مواطنين ومقيمين، كبارا وصغارا ويمس بشكل مباشر صحة كل تلك الفئات، وكان لابد من مقارنة الأرقام الخاصة بتكلفة إنتاج المياه وكميات الاستهلاك مع العادات الصحية السليمة للمحافظة على هذا المورد الهام والمكلف، وكيفية الاستثمار فيه على المدى القريب والبعيد.

ووفق ما تذكر الدكتورة مريم الشناصي المتحدث الرسمي باسم وزارة البيئة والمياه فان تكاليف الإنتاج السنوي لتحلية المياه في الدولة تبلغ ما يقارب 8. 11 مليار درهم، بمعدل 16. 7 درهم لكل متر مكعب ، فيما بلغ المجموع الكلي لاستخدام المياه في كافة القطاعات المستخدمة للموارد المائية بحسب وزارة البيئة والمياه، حوالي 405 مليار متر مكعب في عام 2008.

واضافت ان الطاقة الانتاجية لتحلية مياه البحر المتاحة في الخليج العربي تبلغ حوالي 41% من الطاقة الانتاجية العالمية لتحلية مياه البحر، وتشكل دول الخليج العربي حوالي نصف سوق الطلب على تقنيات التحلية الضخمة، داعية الى الحد من استنزاف المياه الجوفية وحماية الموارد المائية والنظم البيئية وترشيد استهلاك المياه، والتأكيد على ان الادارة المتكاملة للموارد المائية تعمل على المحافظة على هذا المورد الطبيعي لتحقيق التنمية المستدامة.

المياه المعبأة

واكد خالد شريف العوضي مدير ادارة الرقابة الغذائية في بلدية دبي ان كل مصانع المياه التي تنتج مياها معبأة سواء من مياه جوفية او مياه الامطار او تحلية مياه البحر، الموجودة في إمارة دبي وكافة إمارات الدولة وعددها نحو 30 مصنعا، تخضع لتطبيق المواصفات والاشتراطات الصحية الواجب توافرها في المياه، إضافة إلى أن المياه التي تدخل إلى الإمارة من الخارج تخضع لهذه المواصفات.

وقال ان بلدية دبي كانت السباقة في وضع اشتراطات خاصة بالمياه قبل 10 سنوات واخذت على عاتقها تطوير هذا الموضوع ليشمل خصائص المياه المعبأة ووسائل نقل المياه وحفظها وتخزينها، نظرا للاستهلاك العالي للمياه في الدولة.

واكد انه لا يسمح لاي شركة من شركات المياه في الدولة او الامارة بتوزيع المياه في دبي الا بعد التسجيل لدى بلدية دبي ، ويشمل التسجيل اعتماد اسماء الاشخاص الموزعين ايضا ، مشيرا في الوقت ذاته الى وضع آلية واجراءات عمل من اجل الكشف الدوري المنتظم على عينات المياه المنتجة والموزعة ايضا، بحيث لا تستقبل بلدية دبي اية عينات من الشركات وانما تقوم بنفسها باختيار العينات عشوائيا وبشكل مفاجئ من اجل ضمان صحة الفحص الذي يقوم به مختبر دبي المركزي.

كما أشار إلى ان ادارة الرقابة الغذائية في بلدية دبي تتأكد من ظروف النقل والتوزيع وكيفية حفظ المياه المنقولة سواء من امارات اخرى الى داخل دبي او منقولة داخل الامارة، إضافة إلى تأكد الادارة من ان المصانع الموجودة في الامارات الاخرى تحمل اوراقا تثبت انها خاضعة للتفتيش الدوري وبرنامج اخذ العينات من الامارة المعنية.

المياه المستوردة

وحول المياه المستوردة من خارج الدولة اكد العوضي ان الاجراءات ذاتها تطبق حتى على اشهر انواع المياه العالمية للتأكد من ظروف نقلها وعدم تعرضها لاي نوع من الطفيليات او البكتيريا اثناء نقلها وتخزينها وهي تخضع ايضا للفحص في مختبر دبي المركزي، اضافة الى ضرورة ارفاق شهادة تؤكد نوعها ما اذا كانت مياه جليدية او مياه امطار او جوفية او مياه مسطحات او محلاة، مشيرا الى ان الفحص المخبري لا يظهر الفرق بين انواع المياه فيما اذا كانت جوفية او مياه امطار او غيرها، انما يكشف ما اذا كانت صالحة للشرب ام غير صالحة.

واكد ان البلدية لديها نظام الكتروني يجب من خلاله تسجيل كافة المنتجات بأنواعها واحجامها قبل استيرادها وهذا ينطبق ايضا على المياه. وقال :«كل المياه المعبأة في الإمارة صالحة للشرب 100% ويمكن للناس الشرب وهي مطمئنة» موضحا ان البلدية لديها استراتيجية خاصة بمياه الشرب في امارة دبي تعد مؤشرا اساسيا وضعته البلدية للتأكد من سلامة المياه، وتم فصله عن الاغذية لما للمياه من اهمية على صحة الإنسان.

مواصفات خليجية

وأضاف العوضي ان هيئة المواصفات والمقاييس لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية وضعت مواصفات خاصة بمياه الشرب المعبأة تتضمن اشتراطات عدة أبرزها أن يكون مصدر المياه معتمدا من الجهات الرسمية ذات العلاقة وذلك بعد اخذ عينة منه وتحليلها للتأكد من انه صالح للاستخدام، ووجوب أن لا تغير عملية تجميع المياه من المصدر الخواص الفيزيائية او الكيميائية للمياه قبل المعاملات اللازمة.

ويجب ان تتم عملية نقل المياه من اماكن الاستخراج او التجميع الى اماكن التعبئة بطريقة لا تؤثر في في سلامة وخصائص تركيب المياه ويجب نقل المياه او تخزينها في خزانات ضخمة او معالجتها بمعدات او خطوط نقل مصنوعة من مواد مناسبة لا تؤدي الى تلوث المياه، ويتعين ان تكون وسيلة المعالجة سواء كانت فيزيائية او حرارية منفردة او مجتمعة كافية للقضاء على الميكروبات ، وان تكون مياه الشرب المعبأة المعالجة مطابقة للخصائص الميكروبيولوجية.

واشار الى وجوب وجود خصائص معينة في مياه الشرب المعبأة منها ما يتعلق بالجودة، اذ يجب ان لا تحتوي مياه الشرب المعبأة اي مواد تؤثر فيها من ناحية اللون او الطعم او الرائحة او المظهر، كما يجب ان تكون خالية تماما من المواد الغريبة او الشوائب التي يمكن مشاهدتها بالعين المجردة سواء كانت اتربة ام رمالا ام خيوطا ام شعيرات ام غيرها من الشوائب، كما حدد المواصفات المواد والخصائص ذات العلاقة بجودة المياه.

ويتعين ان تكون المكونات الكيميائية في مياه الشرب المعبأة طبقا للمواصفات والمعايير التي حددتها الهيئة، ويجب ان تكون المياه خالية تماما من الطحالب والفطريات والحشرات ومن يرقاتها او حويصلاتها او اجزائها ومن الحيوانات الاولية ومن ضمنها الاميبا، وان تكون خالية من الطفيليات والاحياء الدقيقة الممرضة، ومن مجموعة القولون بما فيها بكتيريا ايشيريشيا كولاي وسائر القولونيات، وذلك في أي عينة 250 مليلتر يتم فحصها، وخالية من الجراثيم الهوائية المختزلة للكبريتات في أي عينة مماثلة .

و من بكتيريا سيدوموناس ايروجينوسا في أي عينة مماثلة، ومن بكتيريا ستربتوكوكاي الغانطية في اية عينة مماثلة ، وان تؤخذ العينات طبقا للمواصفات القياسية واوضح ان الشروط تنص على اجراء كافة الاختبارات اللازمة على كل عينة ممثلة لتحديد مدى مطابقتها للمواصفة ، وتجرى الاختبارات الميكروبيولوجية والروتينية وغير الروتينية طبقا للمواصفات، وكذلك الاختبارات الطبيعية والكيميائية.

مواصفات التعبئة

وحول التعبئة تنص المواصفات على وجوب تعبئة المياه في عبوات صحية مناسبة ونظيفة ولا تسبب أي تغيير او تأثير في الخصائص الطبيعية والكيميائية لمياه الشرب المعبأة والمحكمة القفل لمنع حدوث أي تلوث او غش لمياه الشرب المعبأة ، ويجب ان تتم عمليات تعبئة العبوات وتداولها في ظروف صحية طبقا للمواصفات، ويجب ان يوضح على بطاقة العبوة عدة بيانات هي: اسم المنتج على انه «مياه شرب معبأة» ، ولا يسمح بكتابة اية عبارة تعطي انطباعا خاطئا بشأن طبيعة المنتج وخواصه.

ومحتوى الماء من المواد الصلبة الذائبة الكلية والانيونات والكاتيونات والعسر الكلي معبرا عنه كجزء من المليون، والرقم الهيدروجيني ، والحجم الصافي بالنظام المتري ، ومصدر المياه ويسمح بكتابة المكان الجغرافي لمصدر المياه على بطاقة العبوة ، وكتابة عبارة «مضاف فلورايد» اذا اضيف الفلورايد الى مياه الشرب المعبأة، وكتابة تاريخ التعبئة وتاريخ انتهاء الصلاحية باليوم والشهر والسنة بطريقة غير رمزية على ان لا تزيد مدة صلاحية المياه المعبأة في عبوات بلاستيكية على سنة واحدة من تاريخ الانتاج، وان تكتب جميع البيانات الايضاحية على العبوات ولا يكتفى بوضع البيانات على صناديق الكرتون او ما شابه ذلك.

واكد انه يجب الاعتناء بالنقل وآلياته لذلك تنص الشروط على وجوب تخزين مياه الشرب المعبأة بعيدا عن اية مواد سامة او ضارة او بعيدة عن مصادر الحرارة المرتفعة وعن مصادر التلوث وفي درجة حرارة الغرفة، وان تخزن مياه الشرب المعبأة في اماكن جيدة التهوية خالية من الروائح المميزة، وان لا تعرض عند بيعها او تسويقها خارج محلات البيع بحيث يؤدي ذلك الى تعريض مياه الشرب المعبأة الى اشعة وحرارة الشمس وظروف الطقس الاخرى.

خزانات المياه

وبالنسبة لمياه المنازل أكد خالد شريف العوضي ان المياه المنتجة من هيئة كهرباء ومياه دبي «ديوا» صالحة للشرب 100% لكن المشكلة تكمن في التوصيلات والخزانات القديمة لدى بعض السكان والذين لا يولون اهتماما لهذا الجانب ويستخدمون تلك المياه بغض النظر عن القيام بصيانة الخزانات او التوصيلات. وأوضح انه اذا قام الناس ببرنامج تنظيف دوري لخزانات المياه والتوصيلات لديهم لتمكنوا من استخدام المياه الموصلة إليهم عن طريق ديوا سواء باستخدام فلترات اضافية أو بدونها.

وبيَّن ان البلدية قامت بحملة تفتيشية على خزانات المياه في كافة مدارس الامارة قبل بدء العام الدراسي وارسلت توصياتها الى الجهات الخاصة من وزارة التربية والتعليم وهيئة المعرفة والتنمية البشرية في دبي لاستبدال البعض منها والقيام بالصيانة الضرورية لها، مؤكدا ان البلدية تركز على المدارس والمساجد والمباني الحكومية وتقوم بأخذ عينات من خزاناتها بشكل دوري للتأكد من نظافتها وسلامتها.

كما اشار الى ان البلدية اجرت منذ فترة برنامجا خاصا لأصحاب العقارات لالزامهم بأن يكون لديهم برنامج دوري لتنظيف الخزانات ، وتم عمل دليل خاص بالشركات المعتمدة في مجال تنظيف الخزانات من قبل البلدية وتم ارسالها لكل شركات العقارات، وتوجد مخالفات على عدم الملتزمين منهم بالتنظيف الدوري، مؤكدا ان هذا البرنامج مستمر وتقع المسؤولية في تنظيف الخزانات على المالك نفسه، وتفرض البلدية غرامات مالية على عدم الملتزمين بتنظيف الخزانات لخطورة ذلك على الصحة العامة.

وقال:«ليست لدينا اية مشاكل مع المباني الحديثة خاصة مع صدور قانون التراخيص الجديد الذي يلزم المقاولين بمعايير خاصة بالخزانات لتكون ذات جودة عالية ، لكن المشكلة تكمن في البنايات القديمة نظرا لكبر مساحة الامارة وكثرة المباني فيها»، مطالبا الجمهور بضرورة صيانة خزانات المياه لديهم مرتين سنويا على الاقل ، والتأكد من انها غير مكشوفة او بها عيوب او ثقوب وان تكون ذات جودة عالية تتحمل درجات الحرارة والرطوبة.

المباني الجديدة

من جهته قال المهندس خالد محمد صالح الملا مدير ادارة المباني في بلدية دبي ان لائحة شروط ومواصفات البناء تشترط في المادة (47) الخاصة بالامداد بالماء، وجوب ان تكون المواد المستخدمة ومواصفاتها وتصميم الشبكات والمصنعية الخاصة بتمديدات المياه مطابقة للشروط والمواصفات الخاصة بهيئة الكهرباء والمياه بدبي، ووجوب توصيل كل مبنى او منشأة بشبكة المياه العامة ما لم يتم تأمين امداده بالمياه بأية طريقة اخرى توافق عليها الادارة المختصة.

وأضاف ان المادة (48) من نفس القانون متعلقة بخزانات مياه الشرب ، حيث تنص على وجوب ان تصنع خزانات مياه الشرب من مواد غير قابلة للصدأ او للتآكل، وان لا تؤثر في الخواص الطبيعية او الكيميائية للمياه، وان لا تتأثر بالحرارة او الرطوبة وان تكون غير منفذة للضوء وليس لها أي تأثير ضار لصحة الإنسان.

ووجوب ان تزود الخزانات بفتحات للتنظيف بمقاس مناسب وذات قابلية للغلق المحكم ومن النوع المخصص لخزانات المياه، وان تكون هذه الفتحات بسعة تكفي لدخول شخص لإجراء النظافة الدورية داخل الخزان، وان يكون موقعها في منطقة نظيفة وبعيدة عن الحركة اليومية المباشرة وعن مصادر التلوث وان تكون مرتفعة عن منسوب الأرضية.

ويجب ان يراعى في تصميم الخزان عدم وجود زوايا حادة تتسبب في تراكم الأوساخ او الجراثيم او تعيق عمليات النظافة الدورية، ووجوب تزويد الخزانات بفتحات لملء الماء والتوزيع وتصريف مياه الغسيل والتهوية بمقاسات مناسبة لحجم الخزان، ويراعى ان تكون فتحات التوزيع على ارتفاع لا يقل عن 6 سنتيمترات من منسوب قاع الخزان ، وفتحات تصريف مياه الغسيل داخل قاع الخزان .

وفتحات ملء الخزان والتهوية في الجزء العلوي من الخزان، وان تكون هذه الفتحات مزودة بمحابس للتحكم في الفتح والاغلاق وان تكون ماسورة التهوية مصممة بطريقة تمنع دخول اية مواد او حشرات قد تلوث الخزان، وان تكون جميع هذه الفتحات والتوصيلات مصنوعة من مواد غير قابلة للصدأ وليس لها اية تأثيرات ضارة على صحة الانسان.

كما أشار إلى أن اللائحة تنص على وجوب وضع الخزان في اماكن نظيفة وبعيدة عن أي مصدر للتلوث، وان ترفع على قوائم بمسافة لا تقل عن (20) سنتيمترا من الارضية ، وان يراعى تثبيت الخزان بطريقة تشوه او تعيق الحركة على السطح، ووجوب تنظيف خزانات المياه مرة كل (ستة اشهر على الاقل) مع مراعاة ان لا تحتوي المواد المستخدمة في التنظيف على مواد سامة او ضارة بالصحة العامة

آثار بيئية سلبية لتحلية المياه

تحدث خبير المياه احمد غالي المدير العام لشركة ووتر بار الامارات حول تأثير تحلية مياه البحر على البيئة مشيرا إلى انه الى جانب كل محطة تحلية لابد من وجود محطة توليد طاقة مما يجعل هذا الاستثمار ضخما جدا ومكلفا ويؤثر سلبا على البيئة، حيث تؤخذ المياه من البحار ويتم التعامل معها ومن ثم يتم اخذ المياه الحلوة واعادة المياه المالحة للبحر من جديد مما يزيد من ملوحة المياه على المدى الطويل ، مشيرا الى تأثير هذا سلبا على البيئة البحرية من الاسماك ولكائنات الاخرى.

وقال ان الحل البديل عن تحلية مياه البحر يتمثل في توريد كميات هائلة من المياه الطبيعية غير المحلاة كاستراتيجية بديلة ، مؤكدا ان ذلك افضل من تحلية مياه البحر، ويساهم في الحفاظ على البيئة البحرية.

عقوبات مشددة

بلغ عدد عينات المياه التي كشف فحص بلدية دبي أنها غير مستوفية للمواصفات والمعايير المطلوبة منذ بداية العام وحتى شهر سبتمبر الماضي 101 عينة من اصل 686 عينة، بنسبة 7. 14% ، حيث بلغ عدد العينات غير المستوفية للفحوصات الميكروبية 31 عينة، و58 عينة غير مستوفية كيميائيا، و11 عينة غير مستوفية فيزيائيا.

وقال خالد شريف العوضي مدير ادارة رقابة الاغذية في بلدية دبي ان الشركات التي تثبت عيناتها عدم الاستيفاء يتم اخذ العينات منها لمدة اسبوع للتأكد من استيفائها، ويتم اعادة العينات غير المستوفية لها للتخلص منها، وفي حال تكرار المخالفات تتراوح العقوبات بين سحب المنتج، او ايقاف توزيع المنتجات كلها، او غرامة مالية تتراوح طبقا لحجم المخالفة ومدى تكرارها.

مياه طبيعية ومعدنية

حول الفرق بين المياه الطبيعية والمياه المعدنية، اشار خبير المياه احمد غالي الى ان المياه الطبيعية هي المياه التي تأتي من الطبيعة دون ادخال اية اضافات عليها، ولا تتضمن أي تدخل انساني او صناعي، وان المياه المعدنية هي التي تحتوي على معادن وتختلف من بلد لآخر وفيها معايير خاصة بكل بلد ، وقال انه كلما كانت نسب المعادن اقل كانت المياه افضل لصحة الانسان.

واكد غالي ان المياه الطبيعية في الامارات توجد بقدر ضئيل، مثل بعض المناطق في ليوا ، مشيرا الى انها ليست مهيأة للسحب منها بكميات كبيرة لتوفيرها على مستوى كبير وواسع ، مفضلا ضرورة الحفاظ عليها للاجيال القادمة واستخدام وسائل بديلة اخرى للحصول على مياه الشرب.

5 أنواع من المياه في العالم

أجرى أحمد غالي المدير العام لشركة ووتر بار الامارات خبير في المياه، دراسة على ما يقارب 900 نوع مياه حول العالم ، واشار الى ان انواع المياه في العالم خمسة انواع ، وهي مياه الامطار، والجليد الثلجي، والنبع النهري، والمياه الجوفية، والنبع الارتوازي ، ويمكن اعتبار مياه الامطار مياه جيدة اذا كان مصدر السحب من مناطق غير ملوثة، والمنطقة الماطرة يكون هواؤها نقيا وغير ملوث كي لا يؤثر ذلك على جودة الماء، مشيرا انه كلما كانت الامطار بعيدة عن الحضارة كلما كانت انقى.

واضاف ان مياه النبع النهري أيضا يتعين ان تكون بعيدة عن المصانع او التلوث الزراعي والمبيدات الحشرية المستخدمة لذلك ، مشيرا ان ما يميز النبع النهري عن مثيله هو درجة بعده عن التلوث وقوة الاندفاع ، بحيث يفضل ان تكون اكثر من 50 غالون في الثانية الواحدة.

واوضح ان النبع الارتوازي يتأثر ايضا بالتلوث ويفضل ان تكون مياهه بعيدة عن التلوث البيئي ، وما يميزه عن أي نبع ارتوازي اخر هو شدة درجة البرودة ، أي كلما كان النبع ابرد كانت مياهه افضل لأنها بذلك تحافظ على الاكسجين الموجود فيها طبيعيا ، وكذلك طريقة سحب المياه مهمة جدا من اجل المحافظة على جودة المياه والنبع ، مثل مياه زمزم التي تعد نبعا ارتوازيا.

وحول النوع الرابع وهو الجليد الثلجي ، قال ان ما يميز الماء الناتج من الجليد عن المياه الاخرى ان نسبة المعادن الصلبة الذائبة والاملاح قليلة جدا فيه مقارنة بالمنابع ومصادر المياه الاخرى، مشيرا الى ان ما يميز بين مياه جليدية واخرى هي نسبة الاملاح الصلبة الذائبة والمنطقة التي تؤخذ منها بحيث لا تكون ملوثة وبعيدة جدا عن اماكن التلوث.

واشار الى المياه الجوفية وهي من انواع المياه الموجودة في الدولة وبلدان كثيرة اخرى، ويفضل ان تكون هذه المياه على عمق 160 مترا تحت الارض، ويفضل ان يكون الحجر المحيط بها من نوع الجرانيت كي لا يتسرب الى اماكن اخرى ، ولان الجرانيت يحفظ الماء ويعد عازلا للتلوث الخارجي وهو يحفظ التوازن المعدني للمياه الجوفية ، موضحا انه كلما كانت المياه اعمق كلما كان ذلك افضل.

كما اشار الى نوعين من المياه فقط في الامارات هما المياه الطبيعية الموجودة في الابار والمياه الجوفية مؤكدا ان نسبتها قليلة، والنوع الثاني هو المياه غير الطبيعية وهي الاكثر انتشارا والناتجة عن تحلية مياه البحر او الآبار المالحة.

الماء أهم من الغذاء لحياة الإنسان

قالت وفاء عايش خبيرة التغذية السريرية في هيئة الصحة بدبي ان الماء من اهم العناصر لحياة الانسان على الاطلاق وهو يكون ثلثي وزن الجسم وبدونه لا تستمر الحياة طويلاً حيث ان الانسان يمكنه ان يعيش اسابيع طويلة بدون الغذاء و لا يقدر العيش لايام قليلة بدون الماء ، فقدان الجسم للماء يؤدي الى الهلاك اسرع من الجوع .

واوضحت ان الماء في جسم الانسان يوجد على شكلين احدهما خارج الانسجة ويمثل الجزء الاكبر ، والآخر داخل الانسجة ، مشيرة الى ان الماء خارج الانسجة يمثل السوائل الموجودة بالدم، واللمف ،وسائل النخاع الشوكي، والافرازات الاخرى مثل الافرازات المعدية ، والصفراء والبنكرياس وغيرها، اما الماء داخل الانسجة فيمثل السوائل المحيطة بالخلايا في المساقات البينية والسوائل المكونة للبروتوبلازم داخل الخلايا نفسها .

واشارت الى ان المياه خالية من السعرات الحرارية، الدهون، والكوليستيرول وهي قليلة الصوديوم ولها الكثير من المنافع الصحيه للماء لأجسامنا وأعضائنا الحيوية، اهمها انها تعدل حرارة الجسم، فهي تقوم بدور هام في المحافظة على ثبوت درجة حرارة الجسم عند حدها الطبيعي ففي الاجواء الحارة وعند شعور الشخص بارتفاع درجة الحرارة لاصابته بحمى مثلاً تحدث عملية التعرق التي ترطب الجلد وتوازن درجة حرارته وتؤدي الى انخفاضها .

ومن منافعها انها تحمل العناصر الغذائية والأوكسيجين إلى الخلايا مشيرة الى ان الماء هو الوسط الذي يذوب فيه وتنتقل بواسطته جميع عناصر الغذاء من عضو لآخر حيث تؤدي وظائفها، وهو يحمي من الإمساك اذ يؤمن الرطوبة للبشرة والأنسجة الأخرى ،ويعتبر الماء عنصراً هاماً في عملية بناء الخلايا ويساعد على سرعة التئام الانسجة عند اصابتها بالجروح او الامراض، كما يقوم الماء بدور الملين للمواد الغذائية فيسهل عملية مضغها لوجوده باللعاب وبالتالي بلعها وهضمها.

وحول احتياج الجسم للماء اشارت الى ان الجسم يحتاج من لترين الى ثلاثة لترات من الماء يوميا، وعلى الشخص البالغ أن يشرب 8 أكواب من المياه على الأقل كل يوم وزيادة هذه الكمية في فصل الصيف وفي حال ممارسة الرياضة.، مؤكدة إن شرب كوب من الماء قبل تناول الطعام يحد من الشهية المفرطة، وانه من السهل أن يختلط الشعور بالجوع والشعور بالعطش. لذا تنصح بشرب الماء أولاً، فالماء يساعد على الشعور بالنحافة.

تحقيق ـ فادية هاني

Email