جامع الشيخ زايد صرح حضاري يرسخ الثقافة الإسلامية

جامع الشيخ زايد صرح حضاري يرسخ الثقافة الإسلامية

ت + ت - الحجم الطبيعي

ووري المغفور له الشيخ زايد الثرى بالقرب من أحد أكبر مساجد العالمين العربي والإسلامي.. حيث وجه المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان ببناء هذا المسجد في عام 1996 ليكون صرحا إسلاميا يرسخ ويعمق الثقافة الإسلامية ومفاهيمها وقيمها الدينية السمحة ومركزا لعلوم الدين الإسلامي وتم اختيار موقع المسجد في وسط أبوظبي الجديدة بين جسر المصفح وجسر المقطع.

ساهمت حوالي 39 شركة مقاولات و1500 عامل بناء في إنجاز هذا المشروع الضخم على مدى 12 عاماً تقريباً وفي العشرين من ديسمبر 2007، تمّ الافتتاح الأولى للمسجد أمام جمهور المصلّين وأقيمت الصلاة الأولى في المسجد بحضور صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله.

المسجد يمثل صرحا حضاريا إسلاميا بارزاً في الدولة، يقع في مدينة أبوظبي ويعرف محليا بمسجد الشيخ زايد أو المسجد الكبير أو مسجد الشيخ زايد الكبير.. ويعد مسجد الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان ثالث أكبر مسجد في العالم من حيث المساحة الكلية بعد المسجد الحرام والمسجد النبوي بمساحة تبلغ 412 ألفا و22 مترا مربعا بدون البحيرات العاكسة حوله، وأحد أكبر عشرة مساجد في العالم من حيث الحجم ويتسع لأكثر من 7000 مصل في الداخل ولكن من الممكن مع استعمال المساحات الخارجية أن يتسع لحوالي 40 ألف مصل.

بدأت أعمال البناء في 1998 تحت إشراف دائرة البلدية وانتهت في مارس 2008، وبلغ إجمالي تكلفة المشروع مليارين و167 مليون درهم إماراتي.. نفذ المشروع على مرحلتين، تضمنت الأولى بناء الأساسات والهيكل الخرساني وبلغت تكلفتها 750 مليون درهم، أما المرحلة الثانية فتضمنت أعمال التشطيب والزخرفة الداخلية والخارجية، وكلفت ملياراً و267 درهما.. وتم بناء المسجد على ارتفاع 9 أمتار عن مستوى الشارع بناء على أوامر المغفور له الشيخ زايد، بحيث يمكن رؤية المسجد من زوايا مختلفة ومن مسافة بعيدة.

التصاميم والألوان

قام فنانون إيطاليون بتصميم أكاليل الزهور ذات الألوان الزاهية التي تحمل سمات الفن الحديث الذي يشتهر بتصميماته المتجددة والمتدفقة.. وقام الفنيون بمعالجة واستخدام نحو 24 نوعاً من الرخام.. وتعتبر المآذن الأربع هي الوحيدة التي تمتاز بطراز عربي خالص، فعقود الأعمدة مستوحاة من الفن الموريسكي، أما الحليات فيغلب عليها الطابع المغربي، بينما تتضح تأثيرات الفن المغولي في الهند على المخطط الهندسي للمسجد.

وجدار القبلة هو الجدار الرئيسي في بيت الصلاة المتجه نحو مكة المكرمة ويسكنه المحراب وتم صنع أكبر سجادة في العالم في طهران خصيصا لمسجد المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان في مدينه أبوظبي.. بلغت مساحتها 5 آلاف و700 متر مربع واستغرق العمل بها 12 شهراً، وقال مدير شركة السجاد الإيرانية إن 1200 حائك عملوا في هذه السجادة التي صنعت بشكل يكون فيه مركزها تحت قبة المسجد مستخدمين 35 طناً من الصوف و12 طناً من القطن وتعدّ أكبر سجادة في العالم.

حيث تتكون من مليونين و268 ألف عقدة ويُقدّر سعرها بحوالي 30 مليون درهم، تتضمن السجادة 25 لوناً طبيعياً يغلب عليها اللون الأخضر الذي كان المفضل عند الشيخ زايد، وتتميز بوجود خطوط أفقية ترتفع قليلاً عن سطحها الرئيسي، والغرض من هذه الخطوط هو تنظيم المصلين ونتيجةً لأسلوب الحياكة الخاص، لا يمكن رؤية هذه الخطوط عن بعد، وإنما يراها المصلون فقط، وفي أغسطس 2007، تم تقسيم هذه التحفة الإيرانية وإحضارها إلى أبوظبي حيث تم تجميعها من جديد في المسجد.

مواعيد الزيارة

ويفتح مسجد الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان أبوابه للمصلين طوال اليوم من الساعة الخامسة صباحاً وحتى العاشرة ليلاً، كما يفتح أبوابه للزوار المسلمين على الدوام باستثناء أوقات الصلاة أما غير المسلمين فقد تم تحديد وقت الزيارة لهم ما بين الساعة العاشرة صباحاً والثانية عشرة ظهراً.

وتعتبر قبة المسجد الرئيسية أكبر قبة في العالم حيث يبلغ ارتفاعها 83 مترا وبقطر داخلي يبلغ 8,32م. وتزن القبة ألف طن، وتمت زخرفتها من الداخل بالجبس المقوى بالألياف صممه فنانون مغاربة بزخارف نباتية فريدة صممت خصيصا للمسجد بالإضافة إلى كتابة آيات قرآنية.

وتم استخدام 33 ألف طن من الحديد و250 ألف متر مكعب من الأسمنت، كما يقوم المسجد على 6500 عمود أساس، ويبلغ عدد أعمدة الصحن الخارجي الموجودة بالأروقة المحيطة بالصحن ألفاً و48 عموداً مكسيا بالرخام المطعم بالأحجار شبه الكريمة وبتصميمات نباتية وأزهار ملونة ولها تيجان معدنية مطلية بالذهب، يوجد في المسجد 82 قبة، وبالنسبة للتصميم الداخلي، أشرف خطاطون من دولة الإمارات وسوريا والأردن، حيث تمت كتابة آيات من القرآن الكريم بثلاثة أنواع من الخط العربي وأشرف على العمل مجموعة من الفنانين من مختلف أنحاء العالم.

وتغطي القباب في المسجد مختلفة الأحجام تغطي الأروقة الخارجية والمداخل الرئيسية والجانبية وجميعها مكسوة من الخارج بالرخام الأبيض المتميز ومن الداخل بالزخارف المنفذة من الجبس التي قام بتنفيذها فنيون مهرة متخصصون بمثل هذا النوع من الأعمال.

الصحن الخارجي

وروعي في تصميم أرضية الصحن الخارجي للمسجد أن تكون بنظام بلاطات خرسانية ضخمة محمولة على ركائز خرسانية ومكسوة بأجود أنواع الرخام المزخرف بتصاميم نباتية ملونة وباستعمال الفسيفساء لتغطية مساحة الصحن بالكامل البالغة 17 ألف متر مربع من ضمن أكبر المساحات المكشوفة الموجودة في المساجد بالعالم الإسلامي.

Email