قال غالب درابيه، مدير التعليم التنفيذي في كلية دبي للإدارة الحكومية، إن الكلية منذ تأسيسها عام 2005 برعاية كريمة من صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، تقدم مجموعة من برامج التعليم التنفيذي الخاصة والمفتوحة، والتي تستهدف كبار المسؤولين الحكوميين وغير الحكوميين الذين يسعون لصقل مهاراتهم القيادية وتوسيع مجال معرفتهم حول أحدث التطورات في السياسات العامة، وتتميز هذه البرامج القصيرة والمكثفة بمناهج حديثة وأساليب تعليم مبتكرة تعتمد على المحاضرات الأكاديمية ودراسات الحالة والمناقشات الجماعية والتمارين العملية.
وأضاف، في حوار مع «البيان»، أن الكلية تحرص على اختيار هيئة تدريس متخصصة من أبرز الجامعات في العالم وعلى كفاءة عالية في مجالات عدة، منها السياسات العامة والقيادة والإدارة، كما تتعاون الكلية مع مجموعة من المؤسسات التعليمية المعروفة دولياً، على رأسها كلية كينيدي للإدارة الحكومية بجامعة هارفارد، مشيراً إلى أن عدد خريجي البرامج المتخصصة بلغ 1360 مشاركاً، بينما بلغ عدد خريجي البرامج المفتوحة 724 مشاركاً، أي أن العدد الإجمالي يصل إلى 2084 خريجاً... وتالياً نص الحوار..
تعزيز الحكم الرشيد* ما المقصود بالتعليم التنفيذي؟ ــ هدف كلية دبي للإدارة الحكومية الأساسي، تعزيز فهم وفكر الحكم الرشيد في العالم العربي، ومن هذه الرؤية ينطلق عمل الكلية التي توفر في المجال الأكاديمي «ماجستير» في الإدارة العامة، وتطمح إلى تخريج جيل جديد من القيادات العربية القادرة في المستقبل على تعزيز الحكم الرشيد. والتعليم التنفيذي يستهدف القيادات الحالية في الدوائر الحكومية في الدولة والدول العربية ويهتم بإعداد القادة في الوطن العربي.
خاصة أن الحكومات والمؤسسات في الوطن العربي تواجه العديد من التحديات، ولا سيما في ما يتعلق بوضع السياسات العامة، الأمر الذي يستدعي وجود قادة يتميزون بالمعرفة والابتكار والقدرة على المساهمة في تطوير مجتمعاتهم، ومن هذا المنطلق تلتزم الكلية بتنمية القدرات المؤسسية للمنطقة، وتقدم برامج تعليم تنفيذي للمساعدة على تمكين قادة القطاعين الحكومي والخاص من مواجهة تحديات وضع السياسات وتعزيز قدرات الوطن العربي في هذا المجال.
برامج التعليم التنفيذي
ما البرامج التي يقدمها التعليم التنفيذي؟
نقدم مجموعة من برامج التعليم التنفيذي الخاصة والمفتوحة، والتي تستهدف كبار المسؤولين الحكوميين وغير الحكوميين الذين يسعون لصقل مهاراتهم القيادية وتوسيع مجال معرفتهم حول أحدث التطورات في السياسات العامة، تتميز هذه البرامج القصيرة والمكثفة بمناهج حديثة وأساليب تعليم مبتكرة تعتمد على المحاضرات الأكاديمية ودراسات الحالة والمناقشات الجماعية والتمارين العملية.
وحرصت كلية دبي للإدارة الحكومية على انتقاء هيئة تدريس متخصصة من أبرز الجامعات في العالم، وعلى كفاءة عالية في مجالات عدة، منها السياسات العامة والقيادة والإدارة، كما تتعاون الكلية مع مجموعة من المؤسسات التعليمية المعروفة دولياً، على رأسها كلية كينيدي للإدارة الحكومية بجامعة هارفارد.
هل يعني ذلك وجود نوعين من البرامج التي تقدمها الكلية؟
نعم تنقسم برامج التعليم التنفيذي في الكلية إلى نوعين، النوع الأول البرامج المفتوحة والتي تستهدف جميع الأفراد من قيادات الفئة العليا من جميع الدول العربية، أما النوع الثاني فهي برامج مفصلة خصيصاً للجهات الحكومية في الدول العربية وتستهدف الفئة العليا في هذه الجهات سواء في الإمارات أو بقية الدول العربية.
كم عدد خريجي البرامج المتخصصة والمفتوحة؟
يبلغ عدد الدارسين الذين تخرجوا في البرامج المتخصصة 1360 مشاركاً، بينما يبلغ عدد الدارسين الذين تخرجوا في البرامج المفتوحة 724 مشاركاً.
ماذا عن البرامج المفتوحة؟
تتعاون الكلية مع كلية كيندي للإدارة الحكومية في جامعة هارفارد، لتوفير بعض من هذه البرامج، ونقدم عدة برامج مفتوحة منها: «برنامج القيادة في القرن «21»، وهو برنامج متخصص في صقل المهارات القيادية لدى أفراد الفئة العليا مدته أسبوع يبدأ من الساعة الثامنة صباحاً ولغاية الخامسة مساء.
وتم عقد هذا البرنامج ثلاث مرات في السنوات السابقة، وتخرج فيه ما يعادل 150 مشاركاً يتبوأون مناصب عليا في دبي والإمارات والدول العربية والغربية، حيث استقطب البرنامج قيادات من الوطن العربية ومن الولايات المتحدة الأميركية وأوربا والصين وروسيا وكندا وعدد من الدولة الإفريقية، نظراً لأهميته، حيث يعتبر أشهر برنامج للقيادات في جامعة هارفارد، ويبلغ عمره فيها أكثر من 15 سنة، وتم جلبه إلى المنطقة منذ أربع سنوات.
تدريس خلاق
ما الذي يتميز به برنامج القيادة في القرن 21؟
يتميز «برنامج القيادة في القرن 21» بأسلوب التدريس الخلاق الذي يعتمد على قدرة المحاضر على استثارة الحواس والعقول، وإدخال كل من في القاعة الدراسية في حالة استنفار مع الذات، يمتد أثرها لساعات طويلة أخذها الكثير معهم إلى حياتهم وأعمالهم، والبرنامج يخلق تغيراً حقيقياً في سلوكيات هذه القيادات، تمنحهم الجرأة للنظر في أعماق أنفسهم والتعرف إلى الذات والقيم والعادات والتقاليد التي تسيطر على الكثير من أفعالنا وتشكل العدسة التي من خلالها نرى العالم.
كما أن هذا البرنامج يعتمد على معرفة الذات كونها مهمة قبل الغوص في بحار القيادة، ويطلق على هذا الأسلوب في اللغة الإنجليزية «كيس ان بوينت»، والذي يعني خلق مجال آمن داخل قاعة الدراسة يكون طبق الأصل عن الحياة خارج الفصل الدراسي بكل مشكلاتها وتحدياتها.
إلى جانب ذلك، فإن المنهج المتبع في البرنامج يعتمد بشكل أساسي على التفريق ما بين السلطة وبين القيادة، وخصائص كل منهما، ويتعرف المشاركون من خلال البرنامج على كيفية ممارسة القيادة من دون سلطة، ويميز البرنامج ما بين المشكلات التقنية والتحديات التأقلمية التي تتطلب منا التأقلم مع واقع جديد يتطلب ابتكار حلول وطرق جديدة للتعامل معها.
كما تقدم الكلية في البرامج المفتوحة برنامج إعداد القيادات النسائية بالتعاون مع هارفارد، واطلق البرنامج منذ عامين ومدته ثلاثة أيام وتم تخريج نحو 90 مشاركة من جميع الدول العربية. كما تم تفصيل هذا البرنامج خصيصاً لتمكين المرأة في المجتمع العربي وتوفير الاحتياجات للقيادات النسائية لممارسة دور قيادي فعال في المؤسسات والمجتمع بشكل عام.
ويستخدم البرنامج أسلوب هارفارد المعروف باسم دراسة الحالات في مجالات مختلفة ويركز على صقل مهارة المشاركات في فن التفاوض وأخذ القرارات الفعالة، ونحاول من خلال هذا البرنامج تحديد أهم التحديات التي تواجه المرأة في العالم العربي من خلال دعوة متحدثين مرموقين في هذا المجال، ومن بين المتحدثين كانت الشيخة هنادي آل ثاني، المديرة التنفيذية لشركة أموال في قطر، التي تمت دعوتها في الدورة الأخيرة من البرنامج.
تعزيز الابتكار
هل هناك برامج أخرى مفتوحة تقدمها الكلية؟
بالطبع هناك برنامج الابتكار في القطاع الحكومي، ويقدم هذا البرنامج بالشراكة مع «مايكروسوفت»، ويهدف إلى صقل مهارات القيادات في مجال تعزيز الابتكار في العمل الحكومي العربي باستخدام التكنولوجيا الحديثة، ويتناول البرنامج تجارب تتراوح بين الحكومات الإلكترونية واستراتيجيات تعزيز الابتكار في القطاع الحكومي، حيث تطرق البرنامج إلى بعض من الحالات الدراسية في كل من دبي وعدد من الدول العربية والعالمية في هذا المجال.
وبدأ البرنامج خلال العام الجاري بثلاثين مشاركاً، والدورة الثانية ستكون في الربع الأول من العام المقبل.
إلى جانب ذلك نقدم أيضاً في البرامج المفتوحة برنامج فن التفاوض، الذي انطلق قبل عامين وتم تخريج 100 مشارك حتى الآن، ويهدف البرنامج إلى صقل مهارات المشاركين في فن إدارة المفاوضات وذلك بالتعاون مع برنامج جامعة هارفارد للمفاوضات، ويعتمد البرنامج بشكل اساسي على اسلوب التعليم الخاص بجامعة هارفارد، وذلك من خلال دراسة الحالات، ومدة البرنامج يومين وتم تخريج 90 مشاركاً.
برنامج إدارة المال العام
برنامج إدارة المال العام برنامج متخصص بدأ في مطلع العام الجاري، بالتعاون مع الدائرة المالية لحكومة دبي ومدة الدراسة فيه سنة، والتحق بالبرنامج 65 مشاركاً، ويستهدف البرنامج القيادات المالية في الدوائر الحكومية في إمارة دبي وينقسم إلى خمسة مساقات اساسية، التطورات والسمات الرئيسية لاقتصاد دبي، الجوانب الاقتصادية للسياسة المالية، تخطيط وإعداد الموازنة العامة، تنفيذ الرقابة على الموازنة العامة، التقييم الاقتصادي لمشروعات البنية التحتية.
ووضعت الكلية منهجية خلاقة في أسلوب التدريس من خلال مطالبة المشاركين بالعمل على أبحاث تطبيقية عن الأزمة المالية الحالية ووضع خطط وآليات للتعامل معها.
مميزات
ــ هيئة تدريس على مستوى عالمي
ــ اتفاقيات شراكة مع مؤسسات معروفة دولياً
ــ مقر الكلية دبي، المدينة الأسرع نمواً في الوطن العربي
ــ فرص للتواصل مع صناع السياسات المعروفين
ــ إمكانية استخدام بوابة المعرفة الشاملة للسياسات العامة
مهارات
أهم البرامج المتخصصة في كلية دبي للإدارة الحكومية
هناك برامج عدة قدمتها كلية دبي للإدارة الحكومية لدوائر حكومة دبي والدوائر الحكومية في الدولة والدول العربية، وبرامج التعليم التنفيذي الخاصة هي برامج يتم تصميمها وفق احتياجات كل مؤسسة، وتهدف هذه البرامج إلى مساعدة المؤسسات على استغلال كامل إمكاناتها من خلال تقديم حلول متكاملة لبناء القدرات وأهم هذه البرامج: برنامج الطلائع لإعداد القيادات في هيئة كهرباء ومياه دبي.
ويتضمن البرنامج برنامجاً لإعداد القيادات النسائية لشغل مناصب قيادية في الهيئة، ويعتبر الأول من نوعه على مستوى العالم العربي، وانطلق البرنامج منذ اربع سنوات ومدته سنة ونصف السنة، وتم تخريج 30 موظفاً وموظفة في الهيئة، وهم يتبوأون حالياً مناصب قيادية في الهيئة.
وتوفر الكلية في هذا البرنامج مساقات دراسية مختلفة تعنى بتنمية مهارات الموظفين القيادية والادارية، مثل التعرف إلى الذات الذي يتضمن التقييم الذاتي، ودرات متخصصة في الذكاء العاطفي إلى جانب مساقات في الإدارة كالتخطيط الاستراتيجي وقياس الأداء المتميز والإدارة المالية ومهارات فن التفاوض، القيادة، فن التواصل.
كما يتضمن البرنامج زيارة لسنغافورة للتعرف إلى أفضل الممارسات في إدارة قطاع الكهرباء والمياه وزيارة أخرى إلى الدانمارك للتعرف إلى أفضل الممارسات في المجال نفسه.
وثمة برنامج آخر وهو إعداد القيادات لدائرة السياحة في دبي، ومن خلاله يتم إعداد قيادات الصف الثاني مدته سنة ونصف السنة، ويعتمد البرنامج على منهجيات برنامج الطلائع لإعداد القيادات، ويدرس فيه حالياً 20 مشاركاً سيتخرجون بداية العام المقبل.
وهناك برنامج إعداد قيادات الصف الثاني في دائرة الشؤون الإسلامية في دبي، مدته سنة وسيتم تخريج 20 مشاركاً العام المقبل، وبرنامج إعداد القيادات الإعلامية الذي طرح في 2006 ومدة الدراسة فيه سنة ونصف السنة وتم تخريج نحو 60 من القيادات الإعلامية في دبي بالتعاون مع المجموعة الإعلامية العربية ومؤسسة دبي للإعلام، ومعظم خريجي الدفعة الأولى من البرنامج يقودون الآن القطاع الإعلامي في الإمارة.
كما طرحت كلية دبي للإدارة الحكومية برنامج الفرسان لمحاكم دبي، مدة الدراسة فيه سنة، ويستهدف البرنامج القضاة والإداريين في محاكم دبي، وتم تفصيله خصيصاً لتأهيل المشاركين لتسلم مناصب قيادية داخل محاكم دبي ويتضمن البرنامج منتدى لأفضل الممارسات.
حوار ـ وائل نعيم