فتوى اجازة الغناء تثير جدلاً في السعودية

فتوى اجازة الغناء تثير جدلاً في السعودية

ت + ت - الحجم الطبيعي

تواصلت ردود الفقهاء والدعاة وعلماء الدين الإسلامي والمفكرين الإسلاميين والعلمانيين في السعودية، على الشيخ عادل الكلباني إمام المسجد الحرام في مكة المكرمة سابقاً، إثر فتواه الأخيرة التي نادى فيها بجواز الغناء مع المعازف (الآلات الموسيقية) وتأكيداته على عدم وجود دليل شرعي يحرمها .

ورغم أن الكلباني لم يكن أول داعية إسلامي في العالم، يجيز الاستماع إلى الغناء والموسيقى، إلا انه الأول في السعودية في هذا الجانب، خصوصاً أنه كان في الثمانينات من الدعاة المتشددين الذين كانوا يسمون ب(فرسان الصحوة)، مما جعل فتواه بالإباحة، تمثل صدمة للكثير من أنصاره وتلاميذه، الذين فوجئوا بهذا التحول حسب تصورهم .

وتباينت آراء عدد من العلماء والدعاة الإسلاميين والمثقفين والكتاب السعوديين من ناحية أخرى الذين تحدثوا ل«البيان» حول البيان الذي أصدره إمام الحرم المكي الشيخ عادل الكلباني، وأجاز فيه الغناء والموسيقى بين معرض ومؤيد، غير أن الكلباني تعرض لسيل من الانتقادات، خصوصاً على المواقع الإلكترونية، ومنتديات الحوار، على الشبكة العنكبوتية، حيث اعتبرته هذه المواقع خارجا على جماعة المسلمين .

يُشار إلى أنَّ السواد الأعظم من رجال الدين في المملكة العربية السعودية، سواء كانوا من داخل المؤسسة الدينية الرسمية أو خارجها، يُجمعون على تحريم الموسيقى والغناء، بالرغم من تبني الجهات الرسمية لأوبريت غنائي ضخم، يقدم كل عام في مهرجان الجنادرية.

وكان الشيخ عادل الكلباني قد أجاز في بيان صحافي الغناء بشرط أن يكون بنية الترويح، وألاّ يكون الكلام فاحشاً حسب قول ابن حزم، وقال: يجب ألاّ يكون الغناء الهم الأوحد للشخص، وأنه لا مانع من الأغنيات، إذا كانت بدون نساء ولم يكن كلامها فاحشاً.

وقال الكلباني الذي يلقب ب(أوباما السعودية): (إن التحريم المطلق سواء في التمثيل أو الأغاني غير صحيح، والإجازة المطلقة كذلك غير صحيحة، ولذا يجب أن يكون الأمر بالوسطية في كل شيء. كما أجاز الرقصات الفلكلورية السعودية، والتي تسمى (العرضة النجدية)، و(الخبيتي)، و(السامري)، و(المزمار الحجازي) . واستشهد الكلباني بالإمام النووي وابن كثير، في جواز ذلك في المناسبات والأفراح والختان.

وحذر إمام وخطيب المسجد الحرام في مكة المكرمة الشيخ الدكتور عبد الرحمن السديس المسلمين في خطبة الجمعة الماضية من أصحاب الفتاوى الشاذة، وطالب بضرورة الحجر عليهم . واعتبر السديس أن الحجر عليهم من الحزم، لأن الحجر لاستصلاح الأديان أولى من الحجر لاستصلاح الأبدان.

وحذر الشيخ السديس من غش الأمة في فكرها الصافي بأفكار ملوثة، تثير الفتن والبلبلة وتنشر الفتاوى الشاذة والأقوال الغريبة، خروجا على جماعة الأمة وجمهورها والنيل من علماء الأمة الربانيين، وأئمتها الراسخين في عالم يموج بفوضى الفتاوى وعبث التعاليم. ومن جهته، أشار رئيس المجلس الأعلى للقضاء السابق وعضو هيئة كبار العلماء الشيخ صالح اللحيدان الى أن الكلباني إمام مسجد وليس عالماً مؤهلاً لتقديم الفتاوى. وقال: (لا دخل له في مسائل الإفتاء، وعليه أن يبقى في مسجده يقوم بإمامة المصلين ويقرأ القرآن).

ووصف الشيخ الدكتور عبد العزيز الفوزان الكلباني بأنه ممن ابتليت بهم الساحة الشرعية ونصبوا أنفسهم مفتين بغير علمٍ ولا تورّع.

كما دعا الباحث الإسلامي الدكتور محمد الحمود النجدي إلى عدم الأخذ بقول إمام الحرم المكي السابق الشيخ عادل الكلباني بتحليل الغناء بمعازف أو بغيرها. وقال: كيف يذهب الشيخ إلى ذلك؟!

وأئمة المسلمين المشهورون، ومنهم أئمة بلاد الحرمين وعلماؤهم على القول بتحريم المعازف والغناء؟ بل والكلباني كان منهم إذ يقول: قرأت أقوال المحرمين قبل وبعد، وكنت أقول به، ولي فيه خطبة معروفة، ورجعت عن القول بالتحريم لما تبين لي أن المعتمد كان على محفوظات، تبين فيما بعد ضعفها، بل بعضها موضوع ومنكر؟!

وفي الاتجاه المقابل، رحب مؤيدو الاغاني والموسيقى برأي الشيخ الكلباني، حيث وصف الناشر والإعلامي السعودي المعروف عثمان العمير في مقابلة مع قناة ح، أنَّ الموسيقى المتطوِّرة هي الدليل على رقي وحضارة المجتمعات.

الرياض- عبد النبي شاهين

Email