اللوكيميا أكثر السرطانات انتشاراً بين الرجال في الدولة

اللوكيميا أكثر السرطانات انتشاراً بين الرجال في الدولة

  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

أوضح الدكتور غازي عمر تدمري مساعد مدير المركز العربي للدراسات الجينية التابع لجائزة حمدان للعلوم الطبية ان مرض اللوكيميا يعد رابع أكثر السرطانات انتشاراً بين الرجال في الدولة والثالث بين النساء.

كما انه الاكثر انتشاراً بين الأطفال، ويستحوذ على حصة ثلثي الإصابات في تلك الفئة متبوعاً بسرطان الدماغ والليمفوما. وتزداد نسبة الإصابة به بين الأطفال من أصول آسيوية (باكستان والهند تحديداً) مقارنة مع نسب أقل بين الأطفال العرب في الدولة. واشار الى ان المرض ينعكس سلباً على نظرة المريض لنفسه وعلى قبوله اجتماعياً، كما تنحدر كفاءته الرياضية ومظهره الخارجي ونمطه السلوكي. ولكن لا ينطبق هذا القول على القدرات الذهنية والدراسية. وفيما يتعلق بالأسرة، فعليها دور مهم في التفاعل مع المريض للتعبير عن مشاعره والمساهمة في تحسين التعامل مع الطفل المريض.

وقد بينت دراسة حديثة أُجريت في الإمارات ارتفاعاً في معدل الإصابة بسرطان الخلايا الليمفاوية الحاد (ALL) بين الذكور . تزداد احتمالات الإصابة بسرطان الدم الحاد عند الأفراد الذين يتعرضون لمواد كيميائية خطرة (مثل البنزين)، أو لمواد مشعّة كما نفيد البيانات بأن كثيراً من البالغين المصابين بسرطان الدم هم من المدخّنين.

وقال الدكتور تدمري في لقاء خاص مع «البيان» ان آخر البيانات التي تم توثيقها في المركز تشير الى ان سرطان الدم هو أحد الأمراض الخبيثة العشرة الأكثر شيوعاً في كل من الأردن، ولبنان، والبحرين، ومصر، والعراق، وليبيا، والكويت، وعُمان، وقطر، والمملكة العربية السعودية، وسوريا، والإمارات. وفي معظم هذه الدول يشكّل سرطان الدم نوعَ السرطان الأكثر شيوعاً لدى الأطفال.

وأكثرُ أنماطه انتشاراً هو سرطان الخلايا الليمفاوية الحاد (ALL)، يليه سرطان الدم الشوكاني الحاد (AML) على النحو الآتي: الكويت )44% للنمط اللمفاوي و32% للنمط الشوكاني ، السعودية 34% للنمط اللمفاوي و25% للنمط الشوكاني. وبيّنت دراسة حديثة أُجريت في دولة الإمارات العربية المتّحدة ارتفاعاً في معدل الإصابة بسرطان الخلايا الليمفاوية الحاد (ALL) بين الذكور.

ونفت العديد من الدراسات التي أُجريت في البلدان العربية أية صلة بين ارتفاع معدل زواج الأقارب ومعدّل الإصابة بسرطان الدم. وتجري حالياً العديد من الدراسات الوراثية الحديثة في كل من الإمارات ، ولبنان، والمغرب لتحسين طرق تشخيص وعلاج سرطان الدم.

وأوضح الدكتور تدمري ازديادُ عدد حالات مرضى سرطان الدم في العراق بشكل ملحوظ في أعقاب حرب الخليج، وقد يرجع السبب في ذلك إلى تعرض السكان لليورانيوم المخصب (وهو عنصر مشعٌ يستخدم في تصنيع الذخائر) وللأبخرة السامة الناجمة عن حرائق آبار البترول أثناء الحروب.

عوامل الإصابة

وقال الدكتور تدمري ان عوامل الاصابة بالمرض تنشأ عندما يتلف الحمض النووي (DNA) لخلية بيضاء أو أكثر، حينها تنشط المورثات المسرطِنة، وتتوقف المورثات الكابحة للأورام (الجينات الواقية من السرطان).

وعندما تنقسم تلك الخلايا، يتم نسخ الحمض النووي التالف لينتقل إلى أجيال عديدة من تلك الخلايا، وبدلاً من أن تتشكّل هذه الخلايا ثم تموت بعد فترة إلاّ أنها تتضاعف وتتراكم داخل الجسم بدون رقيب مسبِّبة مضاعفات سرطان الدم.

تتسبب مجموعة من العوامل الجينية والبيئية في تلف الحمض النووي: واضاف ان للعمر ايضا دور اذ بينت الدراسات ان 60-70% من المصابين بسرطان الدم هم فوق الخمسين سنة ، كما تزداد احتمالات الإصابة بسرطان الدم الحاد عند الأفراد الذين يتعرضون لمواد كيميائية خطرة (مثل البنزين)، أو لمواد مشعّة.

كما تفيد البيانات أن كثيراً من البالغين المصابين بسرطان الدم هم من المدخّنين ، كما يسبب فيروس خلية -T" TLV-I)) سرطان الخلايا الليمفاوية الحادّ (ALL). وبالمثل فإن العديد من المعلومات تفيد بأن أنواعاً أخرى من سرطان الدم تصيب العمال المعرَّضين لفيروسات حيوانية.

وقال الدكتور تدمري ان الوراثة تلعب دورها ايضا اذ يزيد خطر الإصابة بسرطان الدم بخمسة عشر ضعفاً عند الأطفال المصابين بمتلازمة داون (البَلَهْ المنغولي). كما توجد أمراضٌ وراثية أخرى مصحوبة بخطر الإصابة بسرطان الدم مثل: فقر الدم المصحوب بكسور كروموسومية، متلازمة بْلاوْم (تخلّف في النمو مصحوب بكسور كروموسومية كثيرة)، مرض رَنَحُ تَوَسُّعِ الشُّعَيرات (مرض يصيب الجهاز العصبي المركزي).

وأمراض سرطانية وراثية كمتلازمة الوُرام اللِيفِيٌّ العَصَبِيّ، ومتلازمة ويسكوت-ألدريش (نقص مناعة وراثي)، ومتلازمة كلينفيلتر (مرض يصيب الذكور ويرتبط بوجود نسخة إضافية من الكروموسوم X)، ومتلازمة شواشمان (مرض وراثي يتصف بخلل في امتصاص الدهون والعناصر الغذائية الأخرى بسبب خلل في نمو البنكرياس وخلل وظيفي في نخاع العظام).

واشار الى ان سرطان الدم يتسبب بالحمى والإصابة بالعدوى الجرثومية وذلك بعد تعطيله لوظائف الجهاز المناعي. كما أنه يعيق إنتاج كريات الدم بأنواعها مسبباً فقر الدم ومشاكل نزف الدم. ويبدو الطفل المصاب بسرطان الدم شاحباً، وكثيراً ما يشكو من عسر التنفس وظهور الكدمات وسهولة النزف بشكلٍ مزمن.

كما يمكن لخلايا الدم السرطانية أن تتراكم في الأعضاء المختلفة من جسم الإنسان مما يتسبب في ظهور مجموعة من الأعراض كالصداع، والاضطراب، وألم المفاصل أو العظام، وتنفخات وتورمات مؤلمة.

أنواع من السُلالات الخلوية

يحتوي الدم على أنواع مختلفة من الخلايا مثل كريات الدم الحمراء، وكريات الدم البيضاء، والصفائح الدموية. يتحكم نخاع العظام بشكل جزئي بدورة حياة هذه الخلايا بما فيها من مراحل التكوين، والنمو، والعمل، والموت.

ويصاب الإنسان بسرطان الدم، أو اللوكيميا، عندما يختل ذلك التحكم. وعندها يصبح عدد كريات الدم البيضاء أكثر بكثير من عدد خلايا الدم الأخرى، والتي تتوقف عن التجدد بشكل طبيعي، ولا تؤدي وظائفَها الطبيعية في الجسم كمحاربة الجراثيم وشفاء الجروح.

تنشأ كريات الدم البيضاء من أنواع مختلفة من السُلالات الخلوية. يحدد نوعُ السلالة الخلوية المصابة بالسرطان نوعَ اللوكيميا أو نوعَ سرطان الدم، حيث يمكن للإصابة ان تكون فجائية، أو حادّة ووجيزة، أو قد تتطور ببطء، أو أن تكون مزمنة.

وتبعاً لذلك يُقَسَّم سرطان الدم إلى أربع أنواع هي: سرطان الخلايا اللمفاوية الحادّ (ALL)، وسرطان الدم الشوكاني الحادّ (AML)، وسرطان الخلايا اللمفاوية المزمن (جج)، وسرطان الدم الشوكاني المزمن (ML). ومعظم هذه الأنواع تفتك بالبالغين ما عدا سرطان الخلايا اللمفاوية الحادّ وهو مرض أغلب ضحاياه من الأطفال.

دبي - عماد عبد الحميد

Email