شهد افتتاح مؤتمر«التحديات العربية الداخلية»

سلطان القاسمي: أبناء الأمة يتعرضون لتسطيح الفكر

ت + ت - الحجم الطبيعي

أكد صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة أن مهمة تربية الأجيال في السابق كانت سهلة، لأنه لم يكن هناك زيف أما اليوم فأبناء الأمة مشكلتهم اكبر لأنهم أصبحوا الهدف لسياسات غربية لتسطيح الفكر والانتماء العربي.

جاء ذلك في كلمة ألقاها سموه في الحفل الذي أقامه مركز «الخليج» للدراسات لتكريم الفائزين بجائزة تريم عمران الصحافية في دورتها السابعة عن العام،2010 في حقولها المختلفة، حيث كرم سموه عددا من رواد الثقافة والإعلام، ومنح الجائزة التقديرية لعدد من الشخصيات الإعلامية وذلك في مقر دار الخليج للصحافة والنشر في الشارقة.

وأكد صاحب السمو حاكم الشارقة أن أهل جريدة الخليج لا يتصنعون القول ولا يزيفون الحقيقة، مشيرا سموه إلى أن سموه أدرى الناس بهم، تربيت معهم منذ الطفولة.وقال سموه «لقد كنا مجموعة من الطلبة تجمعنا كلمة واحدة وأعطينا مسميات كثيرة ولكن بقينا عربا قوميين موحدين» وتمنى سموه أن يستمر الموروث من هذا المنطلق للأجيال القادمة.

وقد افتتح سموه فعاليات المؤتمر الذي أقيم تحت عنوان «التحديات العربية الداخلية» في دار «الخليج» بحضور سعادة عبدالعزيزالغرير رئيس المجلس الوطني الاتحادي ومعالي الدكتور حنيف حسن وزير الصحة ومعالي عبدالرحمن العويس وزير الثقافة والشباب وتنمية المجتمع ونخبة من المفكرين والمشاركين وضيوف المؤتمر الذين رحب بهم رئيس مجلس دار الخليج للصحافة والطباعة والنشر الدكتور عبدالله عمران.

وأشار صاحب السمو حاكم الشارقة في كلمته إلى انه مع جريدة «الخليج» منذ ولادتها متذكرا يوم صدر قرار بإيقاف «الخليج» قائلا.. كنت مديرا لمكتب المرحوم الشيخ خالد وبقي القرار في جيبي انقله من ثوب إلى ثوب وتمنيت لو نسيته فذوبه الصابون والماء لكن الأحداث تغيرت وبقيت «الخليج» وكانت في ريعان شبابها فكنت أرعاها حتى إذا ما اكتمل رشدها تركت حبلها على غاربه مطمئنا للأيادي التي تدير هذا الصرح الكبير.

وقد انطلقت فعاليات المؤتمر العاشر لمركز «الخليج» للدراسات، تحت عنوان «التحديات العربية الداخلية» الذي تزامن عقده مع مرور 40 عاما على تأسيس الصحيفة حيث ناقش على مدار جلساته، ثلاث أوراق قدمها باحثون مختصون بالشؤون الاقتصادية والسياسية في الوطن العربي، إذ ناقشت الجلسة الأولى «تحديات الفقر والبطالة«، بينما ناقشت الجلسة الثانية «تحديات المشاركة السياسية«، وتتناولت الجلسة الأخيرة «تحديات الانقسامات العرقية والطائفية».

وناقشت المائدة المستديرة التي تلت الجلسات الثلاث، المقترحات والتوصيات لمواجهة التحديات العربية الداخلية، في إطار الجلسات السابقة، وشارك فيها نخبة من المفكرين والكتاب من داخل وخارج الدولة.

عناصر مترابطة

وأوضح معالي الشيخ نهيان بن مبارك، وزير التعليم العالي والبحث العلمي أن الموضوعات الثلاثة المطروحة على أجندة أعمال المؤتمر تشير إلى التنمية الاقتصادية والتنمية السياسية والتنمية المجتمعية باعتبارها عناصر مترابطة في منظومة واحدة متكاملة، مشيراً إلى أن تقدم المجتمع العربي يستلزم أن يكون الإنسان متحرراً من الفاقة والعوز وان تكون لديه الفرصة الكاملة للمشاركة والإسهام في كافة الأنشطة الاقتصادية والمجتمعية التي تتصل بحياته ومعيشته.

وقال إن قوة الدول العربية لا تتحقق فقط بالحفاظ على أمن الدولة وحماية حدودها بل تتطلب الحفاظ على امن الفرد المعيشي والاقتصادي والمجتمعي وأمنه في الحياة داخل وطن تسوده قيم التسامح والانتماء وتحكمه المساواة وسيادة القانون.

وتحدث معاليه عن ابرز التحديات والمشكلات المهمة التي تواجه الوطن العربي في مقدمتها انخفاض معدلات النمو الاقتصادي وانخفاض إنتاجية القوى العاملة وارتفاع معدلات البطالة وانتشار الأمية وعدم كفاءة نظام التعليم بالإضافة إلى ارتفاع معدلات النمو السكاني منوها إلى أن عدد سكان العالم العربي حوالي 340 مليون نسمة بحسب احصائيات الأمم المتحدة.

وقال: يشير الباحثون إلى أن توفير الاحتياجات الأساسية من غذاء ومسكن وتعليم ورعاية صحية وفرص توظيف يتطلب نموا اقتصاديا في كل بلد عربي بمعدل 6% . وذكر أن حوالي 40% من سكان المنطقة العربية يعيشون تحت خط الفقر بمظاهره المتعددة ما يستدعي التدخل الفوري لإيجاد حل عاجل من خلال استراتيجية متكاملة تأخذ من الاستثمار في التنمية البشرية طريقا للتغلب على الفقر ورفع مستوى الدخول فضلا عن تحقيق الكفاءة والفعالية في أداء مؤسسات الدولة وتعميق دور القطاع الخاص في مجالات التدريب والتأهيل ونشر المعرفة والتقنيات الحديثة.

مشيرا إلى أن ظاهرة الفقر ترتبط بظاهرة البطالة التي تنتشر بمعدلات مرتفعة للغاية في الوطن العربي مشيرا إلى أن معدلات البطالة بين خريجي الجامعات العربية تزيد عن معدلات البطالة بين خريجي الجامعات في دول أخرى.

القضاء على البطالة

وأكد أن القضاء على البطالة يتطلب السعي إلى تحقيق نمو اقتصادي مستدام والأخذ بإصلاحات اقتصادية ومجتمعية حقيقية وبناء أساس صناعي قوي في دول المنطقة بقصد توفير فرص عمل للأعداد المتزايدة من السكان .

وأشار معاليه إلى أن المواجهة الناجحة لتحديات العصر إنما تعتمد على مجتمع عربي قوي يتمتع باقتصاد ناجح وحياة نشطة وسكان منتجين ويتطلب ذلك وجود مناخ عام يحقق المشاركة الحقيقية للجميع. وأكد أن الوحدة الوطنية هي الأساس المتين لبناء مجتمع ناجح بمعزل عن دعوات وصيحات عرقية وطائفية واصفا إياها بظاهرة سلبية تؤدي إلى التطرف والعنف والعودة إلى عصور ظلامية ومتخلفة.

الشارقة ـ فهمي عبدالعزيز

Email