تخصيص 30% من أرباحه لنشر الدعوة وأسس الدين

اطلاق أول متحف اسلامي الكتروني عن الرسول الكريم

ت + ت - الحجم الطبيعي

ردا على ما تتعرض له سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم العطرة والأمة الإسلامية من هجوم شرس من جانب الكثير من الدول التي لا تعلم شيئاً عن الإسلام، جاءت فكرة مشروع أول متحف إسلامي الكتروني يعتمد على التكنولوجيا الحديثة بهدف الدفاع عن رسولنا صلى الله عليه وسلم بأساليب ولغة الآخر، كما يهتم المتحف بسيرة الرسول صلى الله عليه وسلم العطرة،

وما مر به الرسول من أحداث قبل وأثناء وبعد الدعوة. مشروع المتحف الالكتروني أعلن عنه مؤخرا بالقاهرة من قبل اتحاد المنتجين الخليجيين برئاسة يوسف العميري الذي أكد أن المشروع يخاطب الشباب الذي يعتمد على التكنولوجيا والإنترنت في كسب المعلومة باعتبارهم من أهم الفئات التي يجب أن نركز عليها في الفترة المقبلة، لأنهم جيل المستقبل.

المتحف الإلكتروني صمم على هيئة كلمة «محمد»، بدءًا من حرف الميم الذي يعتبر بوابة الدخول وانتهاءً بحرف الدال بوابة الخروج، متضمناً سيرة النبي كاملة، فالمتحف عبارة عن رحلة تبدأ بعرض لفظ الجلالة «الله»، ثم ظهور قسم ثانٍ لعرض أسماء الله الحسنى، كما تحتوي الرحلة على سوق تُظهر مرئيات وأصواتا خارجية كل منها يعبر عن الحدث الذي يظهر؛ مثل ظهور غار «حراء» وأصوات الكفار منه وصوت الحمام والخيول في الصحراء، وأيضاً صوت البرق والمطر والسيوف، فكل الوقائع التي مر بها الرسول صلى الله عليه وسلم تُعرض بأحداثها كافة سواء الصوتية أم الحركية.

أما عن العالم المادي الذي يجب أن تستشعره أثناء مشاهدتك لتلك الرحلة فوجد أصحاب فكرة المتحف طريقة مبتكرة لكي تستطيع أن تعيش أجواء الرحلة كافة دون الخروج عن مسارها الطبيعي؛ وذلك من خلال الكرسي الذي تجلس عليه، والمزود بأحدث أنواع التكنولوجيا؛ التي تساعدك على الشعور الحقيقي بمدى جمال الرحلة الإلكترونية، إلى جانب الانعكاسات الضوئية الخاصة بظهور الماء في بعض الوقائع الإسلامية وغيرها..

العميري يرى أن المشروع يرفع شعار «تمتع وتعلم»، كما أنه يدعو المسلمين وغيرهم والذين لا يدركون الكثير عن الإسلام باقتنائه، وذلك لأنهم عن طريقه يستطيعون أن يدركوا السيرة الصحيحة للرسول والإسلام بصفة عامة دون أي تزييف للحقائق، وذلك دون أي عناء.

ويشير العميري إلى أن الجمعية الخيرية القائمة على هذا المشروع سوف تخصص حوالي 30% من أرباحه على نشر الدعوة، وأسس الإسلام الصحيحة، بالإضافة إلى خدمة الأمور الدينية كافة.. متمنياً أن تصل هذه الفكرة جميع أرجاء العالم خاصة أوروبا والأمريكتين بفضل هذه التكنولوجيا الحديثة.. منوها على الدور الذي يجب أن يلعبه رجال الدين الثقات في مثل هذا المشروع لتوثيق هذه المعلومات دون أن تشوبها أي شائبة..

أما عن الدولة التي تم ترشيحها لتنفيذ المشروع أوضح العميري أنه تم اختيار السعودية التي سوف تقيم المشروع على نفقتها الخاصة والتي قد تتراوح ما بين 100 و 150 مليون دولار، تليها في ذلك مصر لأنها ملتقى تاريخي وإسلامي وسياحي جيد، وهذا يعتبر أحد دعائم ومتطلبات نشر المشروع.

وقد حضر المؤتمر الذي عقد بمناسبة هذا الحدث لفيف من الفنانين والمثقفين المصريين، وكان في مقدمتهم الفنان حسن يوسف الذي أكد أن المشروع بمثابة الحدث المهم الذي يقع في تاريخ الدين الإسلامي، متمنياً أن تلاقي الفكرة الدعم الكامل وتستمر لا أن تكون مجرد مبادرة سرعان ما تخمد دوافعها، وذلك لأننا في حاجة إلى مثل هذه المشروعات التي تساهم في نشر الدعوة الإسلامية بين المسلمين من جهة، والتعريف بحقيقة الإسلام وسماحته وأنه لا يقوم على سفك الدماء أو أنه دين إرهابي كما يردد الآخرون، وذلك لغير المسلمين من جهة أخرى.

أما سهير المرشدي فأعربت عن سعادتها بتلك الخطوة الجليلة، والتي لا تنفذ إلا عن طريق العلم والبحث والمعرفة من جهة، ووسائل الإعلام المختلفة التي تساعد في نشرها من جهة أخرى، وذلك يساهم بدوره في الحد مما حدث من إساءات لرسولنا الكريم عن طريق الكاريكاتير المزيف الذي نشر من ذي قبل.

«الفكرة ناجحة بكل المقاييس، وذلك لأن الشباب يبحثون دائماً عن التكنولوجيا وكسب المعلومة عن طريقها».. هذا ما يؤكده هادي الجيار.. موضحاً أن فكرة المشروع وجهان لعملة واحدة وهي التكنولوجيا من جهة، وكسب المعلومة الصحيحة عن دين يتم تشويهه بشكل مبالغ فيه من قبل الغرب من جهة أخرى، فقد آن الأوان أن نوّجه أداتنا الإعلامية والتقنيات التكنولوجية في خدمة هذا الدين الجلل، ومواجهة الشائعات التي لا تهدف إلا وضع السم في عقول شبابنا المسلمين، وانتشار «الإسلاموفوبيا» في عقول غير المسلمين.

أما الفنانة عفاف شعيب فأكدت أنها سعيدة بالفعل بهذا المشروع، وتتمنى أن يساهم الجميع في ولادته في عالم أصبح لا يعرف سوى لغة الصراع حتى يبث روح التسامح التي حث عليها الإسلام داخل كل أسرة مسلمة بعدت عن إسلامنا الحنيف نتيجة أسلوب الحياة السريع والمختلف، بالإضافة إلى العوامل الاقتصادية التي باتت المسيطر الأول على تلك الأسر، ما أدى إلى غياب الوازع الديني، وسيطرت الإنترنت والتكنولوجيا الحديثة، ولكن في اتجاه مغاير لعاداتنا وتقاليدنا، وما يحث عليه الدين الحنيف.

القاهرة ـ دار الإعلام العربية

Email