إنقاذ 333 شخصاً حاصرتهم السيول والوديان

250 ألف متر مكعب من المياه خلف سد غليلة

ت + ت - الحجم الطبيعي

فاقت كميات الأمطار التي هطلت على إمارة رأس الخيمة أول من أمس كل التوقعات ما أدى إلى كثير من الأضرار في المنطقة، في وقت بلغت فيه المياه المجمعة خلف سد وادي غليلة 250 ألف متر مكعب من المياه. وأدى خروج الكثير من الأشخاص من بيوتهم في ذلك الوقت إلى محاصرتهم بمياه الأمطار رغم نداءات التحذير من الجهات المسؤولة، كما تضررت الكثير من البيوت القديمة جراء السيول.

ومن جهته أكد العقيد محمد عبد الله الزعابي مدير إدارة الدفاع المدني برأس الخيمة ل«البيان» ان السيول التي تعرضت لها المناطق الشمالية من الإمارة أول أمس فاقت كل التوقعات وأدت إلى جريان الأودية بحالة لم تمر بها منذ عشر سنين، ولفت إلى ان التعليمات صدرت لكافة المراكز لتكون على أهبة الاستعداد لمواجهة كافة الظروف التي صاحبت السيول.

وأوضح ان المتضررين في خور خوير تم نقلهم من منازلهم التي غمرتها المياه إلى أماكن آمنة بمساعدة أهالي المنطقة الذين سارعوا لتقديم يد العون. وأكد مدير الدفاع المدني على أن إصرار بعض الأهالي على دخول بعض الأودية الخطرة وعدم امتثالهم للتحذيرات التي أطلقت عبر مكبرات الصوت بضرورة الابتعاد عن هذه المناطق زاد من أعداد العالقين سواء في أعالي الجبال أو في بطون هذه الأودية والطرق المؤدية إليها، ونظرا لصعوبة الوصول إليهم برياً استعنا على الفور بالشرطة التي حركت فريقاً من الإنقاذ الجوي لإنقاذ الأهالي الذين كان بينهم عدد من المصابين.

وبين ان هناك خطة طوارئ للتدخل السريع في حال تطلب الموقف ذلك عن طريق فريق عمل الذي يعمل على مدار الساعة لتلبية أي بلاغات واردة للإدارة، وهناك دعم من فرق الورديات الأخرى عند الضرورة فضلا عن المتابعة المستمرة مع إدارة العمليات بالإدارة العامة للدفاع المدني بأبوظبي.

وقال الرائد سعيد راشد اليماحي رئيس قسم الطيران بشرطة رأس الخيمة إن الساعات الأخيرة من نهار أول أمس شهدت زيادة أعداد العالقين في الاودية والجبال من المواطنين والأهالي ونجح القسم في إنقاذ 330 شخصاً في وادي البيح و3 أشخاص من وادي غليلة بعدما حاصرتهم الوديان والسيول في تلك المناطق وتم استخدام طائرتين »هيلوكبتر» في عمليات الإنقاذ للعالقين الذين كان أغلبهم من كبار السن والنساء الحوامل والأطفال ونقل 30 شخصاً في كل مرة بالإضافة وتم نقل بعضهم إلى المستشفيات لتلقي العلاج اللازم .

من ناحية أخرى أسفرت السيول عن وقوع « 65» حادثاً مرورياً اصيب خلالها 6 أفراد وتوفي آسيوي على طريق الساعدي حينما انحرفت السيارة التي كان يقودها لتصطدم بسيارة أخرى أدت إلى وفاته على الفور، كما انحرفت سيارة تاكسي على طريق الجزيرة الحمراء وانقلبت عدة مرات وأصيب سائقها بإصابات متوسطة. وأنقذ قسم الإسعاف والإنقاذ 10 عائلات في وادي البيح . وقال الرائد الشيخ ماجد بن سالم القاسمي رئيس قسم الإسعاف إن عدداً من سيارات الإسعاف والإنقاذ جابت المناطق المتضررة والشواطئ لإنقاذ المحاصرين في الأودية ولتقديم الإسعافات الأولية اللازمة لهم بالسرعة الممكنة.

وقال محمد زيد الشحي مدير فرع الهلال الأحمر برأس الخيمة إن المياه داهمت البيوت وأدت إلى تلف أثاثات المنازل التي تضرر العديد منها ولم يعد صالحا للسكن وأصبحت آيلة للسقوط خاصة بمنطقة خور خوير نظرا لأن هذه المنازل قديمة حيث بنيت في العام1975، وتأثرت أسقف وجدران الكثير منها.

وأوضح ان اللجنة المشكلة من الهلال الأحمر لدراسة آثار السيول زارت منزل أرملة مواطنة واكتشفت وجود المياه بالمنزل لأكثر من نصف متر نظرا لانخفاض البيت عن الطريق بأربع درجات ، وهناك 8 منازل أخرى تعرض أثاثاتها للتلف بالكامل.

وذكر الشحي أن بعض المزارع تضررت أيضا جراء السيول ويجري حصرها إلى جانب تبليغ البعض عن نفوق العديد من الحيوانات. وقال المهندس سيف الشرع المدير التنفيذي لشؤون الموارد المائية والمحافظة على الطبيعة بوزارة البيئة ان سد 250 ألف متر مكعب من المياه تكونت خلف سد غليلة الذي يبلغ طوله حوالي 8 أمتار وقد فاض السد إلى الوادي إلى جانب الأودية الأخرى التي فاضت جراء السيول التي تعرضت لها الإمارة أول أمس ولفت إلى أن هناك لجنة ستتوجه صباح اليوم لزيارة هذه السدود.

من ناحيتها أعلنت دائرة الأشغال برأس الخيمة عن تواصل العمل على مدار الساعة لشفط المياه المتجمعة في الطرق والذي ساهم بشكل كبير في عودة الحركة المرورية في شوارع الإمارة إلى كثافتها الطبيعية. وقال عبد الله يوسف مدير الدائرة ان تناكر شفط مياه الأمطار تعمل على مدار الساعة في الطرق الداخلية للإمارة وكذلك من البيوت المتضررة، ولفت إلى انه سيتم عقب شفط هذه المياه إصلاح كافة الطرق التي تعرضت للأضرار نتيجة لهذه السيول.

متابعة : محمد صلاح

Email