خلوة ليوا.. دروس قائد

خلوة ليوا.. دروس قائد

ت + ت - الحجم الطبيعي

تحمل خلوة ليوا التي رسّخ من خلالها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم منهج عمله للمرحلة المقبلة، دروساً عملية لفريق عمله وهم الوزراء، فالخلوة ليست جلسة مجلس وزراء، وخروج، بقدر ما هي استذكار لما قام به الآباء المؤسسون، لوطن واحد، متماسك، متحد، استطاع أن يقف بوجه التحديات السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية، وأن يتحدى كل الظروف والتقلبات والمحن والتعرجات.

ولأن صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد لا تثنيه النوائب يعلم جيداً أن المجد لابد له من رجال تنقشه في صفحات التاريخ، ومن هنا يطلب من الوزراء عدم الركون إلى الانجازات والتغني بها «اليوم له مجد وانسى مجدك العامي»، ولهذا هو واضحٌ جداً في رسالته إلى وزرائه وصريح في إيصال مضمونها لأن العمل هو وحده الذي يشفع لصاحبه، لذا على الجميع العمل بجد لخدمة الوطن والشعب.

ورغم تأكيد سموه أنه لا يوجد تغيير وزاري في الوقت الحاضر إلا أن ذلك لا يعني قطعياً عدم التغيير، فهناك تقييم لكل وزير من خلال أداء وزارته وتنفيذها للاستراتيجية المعدّة وستكون مؤشرات الأداء واضحة أمام سموه وأمام الشعب وأمام الإعلام، والذي لن يستطيع خدمة وطنه وشعبه بفعالية وسيقصّر في أداء واجبه سيطاله التغيير.

ودروس خلوة ليوا لا تقف عند حدّ التغيير بل تستمر لتؤسس ثقافة الصراحة بين الوزراء وقائدهم بعيداً عن الروتين والأوراق والملفات، وتؤسس لبناء الرؤية المستقبلية لما سيكون عليه أبناء الإمارات، حيث تبدأ الرؤية بالإنسان وتنتهي بالإنسان.. فقد حدد سموه الرؤية الوطنية مستلهماً برنامج العمل الوطني الذي أسسه صاحب السمو رئيس الدولة والمعتمد في ركيزته الأساس على الإنسان الإماراتي.

ومن هذا المنطلق ستكون الرؤية للإنسان ومنصبة على تحقيق الخير والرخاء له من خلال تعزيز الصلات الاجتماعية القوية بين الأسر والأفراد لخلق شعب متعاضد متحد متلاحم يشعر بالانتماء لهذا الوطن العزيز.. فسموه حدد في الوثيقة الوطنية للإمارات لعام 2021 والتي حملت عنوان «نريد أن نكون من أفضل الدول في العالم» أربعة مكونات للوثيقة تركزت على شعب طموح واثق متمسك بتراثه، واتحاد قوي يجمعه المصير المشترك، واقتصاد تنافسي بقيادات إماراتية تتميز بالإبداع والمعرفة، وجودة حياة عالية في بيئة معطاء مستدامة.

ومكونات الوثيقة لابد لها من عمل، والعمل سيكون بيد فريق العمل وهم الوزراء، ومن هنا تكتسب خلوة ليوا أهميتها وقوتها ووضوحها، ولا يتبقى لنا أن نختم إلا بقول صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد:

غرّبت غالب ومن يبغي الغلا غرّب

ومن كان سامي سما للمركز السامي

واللّي يبا والنّعم لازم لجلها يتعب

واليوم له مجد وانسى مجدك العامي

Email