عوائد الثروة الجديدة تظهر على الاقتصاد خلال عام

ضوء أخضر لمواصلة مشاريع النهضة العمرانية

  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

أجمع رؤساء ومديرو دوائر وشركات عقارية على أن الكشف النفطي الجديد في إمارة دبي سيساهم في زيادة قوة الاقتصاد الوطني للإمارات عموماً ومكانته العالمية، وفي ترسيخ سياسة دبي على وجه التحديد في تنويعها لمصادر الدخل وزيادة الناتج المحلي.

وقالوا في أحاديث ل«البيان» ان الاكتشاف النفطي الذي أعلن عنه أمس، يعطي الضوء الأخضر لمواصلة مشاريع النهضة العمرانية التي وضعتها دبي في حاضر ومستقبل خطتها التنموية المتفردة.

قوة للاقتصاد

عبر سلطان بن بطي بن مجرن مدير عام دائرة أراضي وأملاك دبي، عن غبطته بذلك الاكتشاف وقال انه «سيساهم بشكل فعال في زيادة قوة ومتانة الاقتصاد الوطني ومكانته العالمية، كما وسيدعم الخطط الإستراتيجية التي وضعتها الدولة عموماً ودبي خصوصاً لتحقيق النقلة النوعية التي تضمن أعلى مستويات الحياة الإنسانية الكريمة لأبناء الشعب».

وأضاف بن مجرن ان أهمية الكشف الجديد لا تنحصر في البيانات الفنية التي سيجري الإعلان عنها فيما يتعلق بمساهمة الحقل الجديد في زيادة الاحتياطي النفطي بل تتعداها لتمثل عامل قوة جديدا للإمارات في ظل الهم العالمي المتزايد والمتعلق بالطاقة».

وأشار إلى أن الكشف النفطي يتخذ أهمية أخرى كونه يأتي في «الوقت الذي يواجه فيه النظام الاقتصادي العالمي تحديات لم يسبق لها مثيل، فيما تواصل قيادة هذا البلد إظهار بصيرتها الثاقبة ورؤيتها الشاملة بما يضمن استقرار ومتانة الاقتصاد الوطني».

وأضاف ان اقتصاد الدولة يمتاز بالقوة كما هو معروف، ويمثل الكشف النفطي دعماً ضخماً يجدد قوة ذلك الاقتصاد ويعزز مكتسباته ويلغي تماماً أية فكرة تتعلق بالآثار السلبية للأزمة العالمية.

وعبر بن مجرن عن ثقته بأن يجري توجيه عوائد الحقل الجديد إلى مجالات الاستثمار في الأجل الطويل التي تخلق فرص عمل جديدة وتؤمن تحقيق قيمة مضافة بشكل جدي، لتصبح النتيجة زيادة الناتج المحلي، والتي بدورها ستواصل توجيه الاستثمارات إلى بناء قاعدة إنتاجية تخدم تطلعات الدولة.

مواصلة الطموح

اكد رجل الأعمال الدكتور احمد سيف بالحصا رئيس جمعية المقاولين، ان الاكتشاف النفطي الجديد سيؤدي إلى انتعاش اقتصادي واسع في الإمارات عموماً ودبي خصوصاً ليشمل بمكاسبه كافة القطاعات، هذا غير تأثيره المباشر والإيجابي على أسواق المال والأسهم والصناعات المرتبطة بالنفط.

ولفت الدكتور بالحصا إلى أن حصة قطاع الإنشاءات المحلي من الانتعاش ستكون كبيرة على خلفية هذا الاكتشاف. فالقيادة لن تتأخر في زيادة قنوات الإنفاق على مشاريع البنية التحتية والمشاريع التنموية وتلك الريادية والإستراتيجية التي خططت لها ونفذت قسماً كبيراً منها في إطار خطتها الطموحة لزيادة رخاء الوطن والمواطن. وذلك يعني من جهة أخرى فرصا واعدة جديدة لقطاع الإنشاءات والصناعات العديدة المرتبطة به.

وأضاف بالحصا أن دبي نجحت في تنويع مصادر دخلها عبر التجارة والتصدير وإعادة التصدير والسياحة وغيرها من الفعاليات غير النفطية، لذلك سيكون الاكتشاف النفطي الجديد وسيلة مضافة لتعزيز سياسة التنويع التي قامت في الأصل لمواجهة تراجع دور نفط الإمارة في التأثير الاقتصادي المرجو.

وتم اكتشاف البترول في إمارة دبي بكميات تجارية عام 1966 في حقل «فتح» وتم تصدير أول شحنة منه عام 1969، وفي عام 1972 أجريت عملية حفر بئر استكشافية في حقل «فلاح» وبدأ الإنتاج في يونيو 1978، كما اكتشف حقل «راشد» عام 1973 وبدأ الإنتاج في مارس 1979، وكذلك تم اكتشاف حقل «مرغم» في عام 1982. وتمتلك إمارة دبي احتياطياً مؤكداً من النفط يصل إلى 4 مليارات برميل و4,1 تريليون قدم مكعب من الغاز.

عوائد مالية

من جهته قال هشام القاسم الرئيس التنفيذي لمؤسسة دبي العقارية و«وصل» مجموعة إدارة أصول التابعة للمؤسسة: ان الاكتشاف النفطي الجديد سيوفر عوائد مالية لا يستهان بها حيث ستلعب دوراً بارزاً في زيادة ونشاط وتيرة تنفيذ المشاريع النهضوية.وسترفع من مستويات الثقة في اقتصاد الإمارة.

وقال القاسم الذي يمتلك خبرة مصرفية وإدارة عقارية متنوعة بأن الاكتشاف النفطي سيساهم في زيادة قوة الاقتصاد الوطني وزيادة مساحة المظلة الجاذبة للاستثمارات على الرغم من تداعيات الأزمة العالمية.إلى جانب ما تمثله الجدوى الاستثمارية لهذا الاكتشاف، حيث لن تتحمل الإمارة أكثر من التكلفة الإنتاجية لمصدر دخل طبيعي سيساهم من جهة أخرى في دعم توجهات الإمارة في تنويع مصادر دخلها في اطار سياستها الناجحة في عدم الاعتماد على مصدر دخل طبيعي.

وأشار القاسم إلى أن الظلال التي ألقت بها الأزمة المالية رسمت واقعاً جديداً تعامل معه الإمارات بذكاء فالعالم كله يمضي قدماً في التحول من وضع كانت البنوك فيه هي اللاعب الرئيسي في الأزمة إلى وضع تبرز فيه أدوار الاقتصادات الحقيقية. وهو ما ينطبق على اقتصاد الإمارات عموماً ودبي خصوصاً وهي تعزز الاقتصاد الوطني بعوائد نفطية تضمن المزيد من القوة لاقتصادها الحقيقي.

وأوضح القاسم أن السيولة التي ستوفرها الكميات التجارية من نفوط الحقل الجديد تجعل من الحاجة للقروض المالية في تراجع كبير لأن ما سيتوفر من سيولة سيلغي الحاجة إلى الاقتراض المعروف بتكلفته الكبيرة على المستوى العالمي.

تنشيط الصناعات الرديفة

قال احمد المطروشي العضو المنتدب لشركة إعمار العقارية ان الاكتشاف النفطي الجديد عامل دفع جديد يحمل بين طياته بشائر خير ستعم جميع أبناء الوطن.وعبر المطروشي عن ثقته الكاملة بأن عوائد الحقل النفطي الجديد والتي سيجني الشعب ثمارها خلال عام سترفع الموازنات المخصصة للمشاريع التنموية في دبي وترسم لها أفقاً أكبر وحرية أوسع في المضي قدماً لترسيخ مكانة الإمارة والدولة في مقدمة أكثر دول العالم تقدماً وعلى الأصعدة كافة.

وأشار إلى أن من المعروف عن إمارة دبي مجيئها في المرتبة الثانية بعد إمارة أبوظبي بالنسبة لأهميتها البترولية، وذلك من حيث إنتاجها ومن حيث احتياطيها من البترول.و إذا ما ظهرت كميات من الغاز إلى جانب النفوط التجارية فإن ذلك سينعش صناعات طالما واجهت تحديات بسبب عدم وجود الكم المناسب من الغاز.

وتوقع المطروشي أن تساعد عدة عوامل لتحقيق الأهداف المنشودة من الحقل الجديد ومن تلك العوامل أن الحقل شكل عاملا مهما في جذب الاستثمارات لمشاريع استخراج الغاز واستغلاله أهمها توفر الغاز بكميات طيبة وفي موقع واحد وفي ظروف مناخية وجغرافية تجعل من السهل استخراجه بتكلفة منخفضة مقارنة بمناطق أخرى في العالم.

وأضاف المطروشي بأن الهم العالمي الأكبر في الفترة الراهنة يكمن في تأمين مصادر الطاقة في ظل الطلب العالمي المتنامي. لذا فإن هذا الاكتشاف النفطي يعطي للدولة زخماً مضافاً كونها من واحدة من أهم مصادر الطاقة في العالم.

حمد العوضي

فاتحة خير لاكتشافات نفطية جديدة

قال رجل الأعمال حمد العوضي: بداية أود أن أبارك لشعب الإمارات بهذا الاكتشاف الخيّر، وأتطلع كغيري من أهل الإمارات أن يكون فاتحة خير لاكتشافات أخرى في دبي ودولة الإمارات تدعم مواردنا المالية وتعزز فرص النمو الاقتصادي. وأضاف: لقد سخّرت القيادة الحكيمة لدولة الإمارات سابقاً وحالياً عوائد النفط لتحقيق نهضة اقتصادية واجتماعية حازت على إعجاب العالم أجمع، ومن المؤكد أن الاكتشافات الجديدة سوف تدعم اقتصادنا الوطني على وجه العموم باعتبار أننا دولة واحدة واقتصادنا هو اقتصاد واضح.

وأود الإشارة هنا إلى أن هذا الاكتشاف يشكل أيضاً رسالة مهمة إلى العالم أجمع بأن دولة الإمارات هي أرض الخير وتزخر بالفرص والإمكانيات الكبيرة وكلنا أمل ببادرة الخير هذه التي تأتي في بداية السنة الجديدة أن يتم الإعلان عن اكتشافات نفطية جديدة ترفد إيرادات الدولة ومواردها وتعزز من فرص النمو الاقتصادي وفي تجاوز ما تبقى من تداعيات الأزمة العالمية.

وقال العوضي ان صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، صاحب مبادرات وعقلية فذّة، وحباه الله بكافة مقومات القيادة، ومن المؤكد أن الصيغة التي تم من خلالها الإعلان عن الاكتشاف الجديد تشير إلى أن الحقل ذو احتياطيات كبيرة وذو جدوى اقتصادية مهمة.

جوعان سالم الظاهري: نتطلع إلى الإعلان عن اكتشافات نفطية جديدة

وقال الدكتور جوعان سالم الظاهري الخبير الاقتصادي والمالي « نأمل أن تكون الاحتياطيات في الحقل المكتشف في دبي كبيرة». ونستشف من البشرى التي زفها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم إلى شعب الإمارات أن الحقل المذكور يبشر بالخير وذو قيمة تجارية مجدية، وانه في هذه الحالة سوف ينعكس إيجابياً على اقتصاد الإمارة وعلى الاقتصاد الوطني لدولة الإمارات.

ويأمل جوعان سالم أيضاً بأن يفتح هذا الاكتشاف النفطي الباب أمام اكتشافات نفطية وغازية جديدة سواء في دبي أو بقية مناطق دولة الإمارات. ويرى جوعان سالم، الذي شغل منصب وكيل مالية أبوظبي الأسبق لأكثر من 25 سنة، أن جدوى الاكتشاف الجديد تختلف إذا كانت قريبة من الحقول الحالية أو بعيدة عنها.

وفي حال قربها من الحقول القائمة فإنه يكمن استخدام المنصات الموجودة والتقنيات المتوفرة، وأيضاً موانئ الشحن والتحميل، وهذا بدوره سيقلل من تكاليف الإنتاج ويزيد الربحية، خاصة وأن الأسعار الحالية للنفط تعتبر معقولة إذا استمرت حتى نهاية العام على معدلاتها. ويرى جوعان سالم أن الاكتشاف الجديد سوف يعزز من حركة النمو الاقتصادي في دبي والإمارات، ونتمنى أن يتم الإعلان قريباً عن اكتشافات نفطية وغازية أخرى تدعم الاقتصاد الوطني.

متابعة ـ مشرق علي حيدر

Email