اختتام الندوة التأسيسية الأولى لمسرح أبوظبي

«ملتقى الاجابات الصعبة» يوصي باستضافة عروض متعددة الثقافات

ت + ت - الحجم الطبيعي

بحضور الشيخ الدكتور هزاع بن سلطان بن زايد آل نهيان، اختتمت في أبوظبي عصر أمس أعمال الندوة العليا التأسيسية الأولى لمسرح أبوظبي التابع لنادي تراث الإمارات، التي عقدت تحت عنوان (ملتقى الإجابات الصعبة)، واستمرت ليومين بمشاركة عشرات من المسرحيين الإماراتيين والخليجيين والعرب.

وتقدمت الهيئة العليا لمسرح أبوظبي بمجموعة توصيات لاستثمار حضور مسرح أبوظبي عربياً ودولياً، كما تقدم المشاركون في الندوة برسالة شكر وعرفان لسمو الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان ممثل صاحب السمو رئيس الدولة؛ رئيس نادي تراث الإمارات لما أولاه سموه من رعاية ودعم للندوة ومساهمتها في الحراك الثقافي في الإمارات.

وتضمنت التوصيات التي قدمها المشاركون في الندوة تسع فقرات، ملخصة بالتالي: ضرورة تفعيل مسرح أبوظبي عبر استضافة عروض متعددة الثقافات، ضرورة إقامة مهرجان مسرحي دولي يحمل هوية وطابعاً خاصاً، إقامة دورات تدريبية للمسرحيين والطلبة عبر الاستفادة من الخبرات العربية والأجنبية المقيمة في الدولة، العمل على إرسال شباب إماراتيين ببعثات إلى الخارج للتدريب على كافة أدوات المسرح في الأكاديميات المعروفة.

وتشجيع الاستفادة من الموروث المحلي وتقديمه للجمهور عبر نصوص مسرحية هادفة، أهمية قيام مسرح أبوظبي بإنتاج مسرحيات رفيعة المستوى، إصدار نشرة مسرحية موسمية تعرف بمسرح أبوظبي والمسارح الأخرى في الدولة، الانفتاح على المحيط الإماراتي بجامعاته ومؤسساته ومدارسه، وأخيراً أهمية عقد اتفاقيات تعاون وبروتوكولات مع المؤسسات المسرحية العربية والعالمية.

وشهد اليوم الختامي للمنتدى جلسات تضمنت محاور عدة، شارك فيها مسرحيون من الدول العربية والإمارات؛ حيث تحدث في الجلسة الأولى الدكتور حسن عطية عميد أكاديمية الفنون في مصر عن مستقبل الحياة المسرحية في الإمارات، مشيراً إلى أن استراتيجية غرس المسرح في الوجدان والعقول، إلى جانب إدماج تدريسه ضمن العملية التعليمية بالمدارس والجامعات، تتطلب من مسرح أبوظبي أن يتحول من مجرد فضاء للعرض المسرحي إلى مؤسسة تعليمية إنتاجية متكاملة، تستقطب عشاق المسرح من الشباب وتؤهلهم للإبداع.

وترسل المتميز منهم في بعثات للخارج العربي والأجنبي، لكي يكون طلائعه في نهضة المسرح الإماراتي، مستفيدة من تجربة الاقتصادي المصري الكبير طلعت حرب الذي لعب دوراً مهماً في الثورة الثقافية المصرية في عشرينات وثلاثينات القرن الماضي.

من جانبها، تطرقت مدير عام المركز الوطني للثقافة والفنون في الأردن لينا التل إلى الطفرة التكنولوجية التي يشهدها العالم، وتسخير هذه الطفرة في الفنون المسرحية في بلدان متعددة خدمة للعرض المسرحي وأدواته المتعددة، ودعت التل في الورقة التي قدمتها عن الفرق المسرحية إلى تأهيل وتدريب كوادر بشرية محترفة للعمل في مجال الفن المسرحي مستندة إلى تجربة المركز الوطني الذي تديره ومساهمته في تنمية الحركة المسرحية في الأردن، من خلال الدورات المكثفة التي كانت تقام بالتفاهم مع مراكز مسرحية عالمية في أميركا وبريطانيا.

ثم استعرضت التل الشروط الواجب توفرها في منهج تعليم الفنون المسرحية في أبوظبي، ومن بينها تزويد الطلبة بالمعرفة النظرية لتاريخ الدراما العربية والعالمية إضافة للمسائل التقنية المتعلقة بالإضاءة والصوت والديكور وتعليم الأداء وحركة الممثل؛ كما حثت التل على إدخال مادة الفنون المسرحية ضمن المناهج الدراسية كفرع من فروع مادة الفنون مشيرة إلى التجربة الأردنية واللبنانية في ذلك، وقدمت في ختام ورقتها توصيات عدة لإنشاء مسرح أبوظبي على أسس أكاديمية حديثة.

واختتم المسرحي المغربي عبد الكريم برشيد الجلسة الأولى بورقة عمل عن الإنتاج المسرحي، مؤكداً أن المسرح في العالم اجمع لا في العالم العربي فقط؛ يمر بأزمة حقيقية مشيراً إلى خطورتها في العالم العربي، باعتبارها أزمة وجود وهوية قبل أن تكون شيئاً آخر. انعقدت الجلسة الثانية برئاسة الدكتورة ماري إلياس؛ تحدثت فيها المخرجة الفلسطينية إيمان عون عن العلاقة مع الجمهور وطرق جذبه للمسرح، وأشارت عون إلى أن التعددية الثقافية في الإمارات تحيل إلى تساؤل حول نوعية المسرح الذي يحتاجه الإماراتيون والمقيمون في الدولة والذين يشكلون الأغلبية.

وذكّرت عون بكلمة المسرحي العراقي الراحل عوني كرومي حين قال:( المسرح محطة حيث الجميع يأتون ويذهبون، ولكنه يبقى المكان الأكثر إشراقاً لتلاقي الثقافات وتلاقحها)، وقدمت عون في ختام ورقتها مجموعة توصيات لجذب الجمهور في الإمارات إلى خشبة المسرح، ثم ختم المسرحي البحريني إبراهيم غلوم الجلسة بورقة عمل تحدث فيها عن إشكالية المسرح والمؤسسة في دول مجلس التعاون موضحاً أن المسرح في الخليج مر عبر رحلته التي تقارب 70 عاماً عبر مرحلتين فكان رهين المدرسة والنادي خلال النصف الأول وانتقل ليكون رهين الفرق الأهلية التي تأسست عبر قوانين النفع العام، وانتقد غلوم الحالة الرقابية التي يخضع لها المسرح الخليجي عبر عدة تجليات.

وأعقب الجلسة الحوار الصريح المفتوح تحدث فيه الدكتور حبيب غلوم مدير الأنشطة الثقافية والاجتماعية في وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع والمسرحي العراقي سامي عبد الحميد الذي فرق في مداخلته بين الجمهور والجماهير، وذكّر الحضور بفشل تجربة المسرح الجماهيري مؤكداً خصوصية «الجمهور المسرحي» وضرورة التفريق بين الاصطلاحين.

أبو ظبي - محمد الأنصاري

Email