في بيت عربي بسيط تعيش أسرة قاتل طفل العيد الذي قتل خنقاً في دورة مياه مسجد عقب صلاة عيد الأضحى المبارك بعد الاعتداء عليه جنسياً.
وفي غرفة منفصلة لها جدار إسمنتي سميك كان يعيش القاتل منذ أكثر من عام بعد أن فصلته الأسرة عن حياتها خوفاً من تصرفاته غير المسؤولة.
على الرغم من أنها ليست أمه إلا أنها تؤكد عدم تقصيرها في تربيته منذ أن تزوجت أبيه منذ أكثر من 30 عاما، فتلك السيدة استنكرت كافة أفعال «ابنها» كما تحب أن تسميه رغم كل شيء، ومازالت لم تصدق ما قام به على الرغم من توقعها مثل هذه الأفعال منه.
وتقول زوجة الأب في حديثها مع «البيان» «راشد (القاتل) يبلغ من العمر31 عاما، حيث ماتت أمه وهي تلده وقمت بتربيته بعد أن تزوجت أبيه الذي كان يعمل حارسا في مدرسة، وربيته بما يمليه عليّ ضميري إلا انه كان طفلا متمردا، يحطم كل شيء، ألعابه وبعض أثاث البيت، وإذا غضب يقوم بضرب من يقف أمامه، ورفض الذهاب إلى المدرسة وكان يهرب من الفصل ليذهب إلى الحمام أو يقفز فوق السور ليدور في الشوارع بلا هدف.
وتستطرد زوجة الأب: توقف راشد عن الذهاب إلى المدرسة عندما كان في الصف الثالث الابتدائي ولم تفلح كافة توسلات الأب في إعادة التحاقه بالمدرسة بعد أن رفض نهائيا الذهاب لها، وأصبح يهيم شاردا في الشوارع مع أصدقاء السوء، وعلى الرغم من ذلك فقد اصطحبته وأبيه إلى احد العيادات الخاصة في دبي للكشف عن سبب رفضه استكمال دراسته.
خاصة وان أخواته الخمسة متفوقون في المدرسة ولا يوجد لديهم أي مشاكل تذكر إلا أن الطبيب أكد انه طفل طبيعي ولم يحدد سببا لعدم رغبته في الذهاب إلى المدرسة، ومرت السنين ومات الأب عندما أكمل راشد عامه الرابع عشر، وتحملت كافة مسؤوليته وكنت أخاف منه وأنفذ له كافة طلباته.
ليست الأولى
وتؤكد زوجة الأب أن تلك الحادثة لم تكن الفاجعة الأولى في سجله، حيث استدرج راشد الذي كان يقيم في غرفة داخل البيت ابن الجيران (10 سنوات) إلى غرفته وسقاه خمرا حتى غاب الولد عن الوعي، وبعدها ربطه في السرير من يديه ورجليه ومارس معه الجنس بطريقة عنيفة، لدرجة أن زوجة الأب سمعت أصواتا غريبة في الغرفة وفتحت الباب عنوة لتجد منظرا بشعا أمامها.
ولم تكن تدري ماذا تفعل حيال أهل ابن الجيران الذين حضروا على الفور إلى البيت للاستعلام عن ابنهم وتفاجأوا بما حدث وأبلغوا الشرطة التي حضرت على الفور واقتادته إلى المحكمة، وحكم عليه بالسجن أربع سنوات، وانتقل الجيران من الفريج إلى بيت آخر بسبب هذه الواقعة.
وتشير زوجة الأب إلى أن راشد في صغره كان طفلا انطوائيا لا يحب الكلام كثيرا مع أفراد الأسرة، وان أخوته الذكور حاولوا إيجاد وظيفة له حتى لا يكون عالة على الأسرة، ولكنه لم يكن يستمر في أي وظيفة خاصة عندما يعلمون أصحاب العمل انه ذو سوابق، وأن أخواته البنات كن يخافنه كثيرا خاصة بعد الفاجعة الثانية في حياته والتي تمثلت باغتصاب الخادمة في وضح النهار.
حيث استدرجها هي الأخرى إلى غرفته وشغل الكاسيت على الأغاني بصوت مرتفع وتلك كانت عادته واعتدى على الخادمة بطريقة وحشية، وتم إبلاغ الشرطة وحكم عليه بالسجن لمدة 3 سنوات، وبعدما خرج من السجن قررت الأسرة فصل غرفة له بمدخل منفصل يفصلها جدار إسمنتي سميك حتى يتقوا شره.
وتفيد زوجة الأب أنها قررت وأفراد الأسرة بيع البيت بأي ثمن والانتقال إلى مكان آخر بعدما طالتهم أعين والسنة الناس الأشبه بالسهام، وبعد أن قاطع الأهل الأسرة بكاملها، وأصبح بيت راشد المكان المنبوذ في الفريج وأصاب أخواته وإخوانه الخزي والعار منه بعد أن تضررت سمعتهم جميعا بهذا الأمر.
ولم تفصح زوجة الأب عن رأيها في إعدامه، حيث سبقتها دموعها وهي تقول: لقد ربيته والله اعلم، ولكني أريده أن يتوب وان يستغفر ربه، مشيرة إلى أنها لا تتمنى له الإعدام على الرغم من إيمانها انه يستحقه.
أصدقاء السوء
أما أخت القاتل، والتي تعمل موظفة في احدى المؤسسات في دبي فتؤكد أنها عاشت مع أخيها طفولة عادية، وان أمها لم تقصر أبدا في تربيته وان أصدقاء السوء هم السبب الرئيسي في الحالة التي وصل إليها، مشيرة إلى أن العائلة والجيران قاطعوهم جميعا، وأنهم كانوا آخر من علم بأن راشد هو قاتل طفل العيد.
وتروي الأخت تفاصيل يوم الجريمة حيث تقول: استيقظ راشد صباح يوم العيد مبكراً وذهب إلى المسجد في الساعة السادسة صباحا والذي يبعد عن البيت مسافة كبيرة على الرغم من وجود مسجد آخر قريب جدا من البيت، وبعدها ذهب إلى قبر أبيه، ثم عاد إلى البيت وتناول الفطور وخرج إلى الشارع بغير هدى بعد أن احتسى الخمر الذي اعتاد عليه.
وفي الثانية عشرة ظهرا عاد إلى البيت دون أن نشعر به وطلب تجهيز الغداء له وبالفعل تناول الغداء ونام حتى السادسة بعد العصر، حيث بدأ الفريج يشيعون أن هناك طفلا مقتولا في احد المساجد، ولم نكن نتخيل أن يكون هو القاتل.
سر الغرفة
على الرغم من أنها غرفة عادية إلا أن بابها الخارجي كان يوحي أن هناك سرا دفينا وراءه، فتلك الغرفة التي لم يفتحها احد منذ يوم الجريمة فتحت لجريدة البيان، حيث كسا التراب المدخل وباتت رائحة المكان غير مستحبة، وكانت آخر سيجارة تناولها القاتل في مكانها أسفل السرير الذي كان يرقد عليه.
وفي احد الأركان وضعت زجاجات البيرة الفارغة التي كان يحتسيها باستمرار، أما التليفزيون فربما كان الشيء الوحيد الناطق في تلك الغرفة الصماء التي شهدت بين جدرانها جلسات السمر التي كان يعتاد راشد إقامتها مع أصدقاء السوء وسط خوف من كافة أفراد الأسرة الذين كانوا يتجنبون الحديث معه، وكان ينصاعون لكل طلباته حتى مصروفه الشخصي كانت زوجة الأب تمنحه إياه كلما طلب.
قضاء
الحكم في قضية «طفل العيد» 27 الجاري
حجزت محكمة جنايات دبي لحكم قضية قاتل طفل العيد المتهم فيها الخليجي «ر.ر » 30 عاما، إلى يوم الأربعاء 27 يناير الجاري. وترأس الجلسة صباح أمس القاضي فهمي منير وعضوية القاضيين الدكتور علي كلداري ومنصور العوضي، وبحضور المستشار يوسف فولاذ رئيس نيابة ديرة الذي طالب في بداية الجلسة بتطبق لائحة الاتهام وتوقيع أقصى عقوبة على المتهم وهي الإعدام، كما طالب بضم تقرير اللجنة الطبية التي أكدت أن المتهم مسؤول عن تصرفاته، وضم أقوال الشهود إلى قائمة الإثبات.
واستمعت المحكمة لشهادة أطباء اللجنة الطبية التي أعدت التقرير الطبي الخاص بالمتهم وأكدوا أن المتهم ارتكب جريمته وهو بكامل قواه العقلية والجسدية وأنه مسؤول عن تصرفاته يوم ارتكاب الواقعة، وأنه كان يتمتع بكامل وعيه وغير مصاب بأي عاهة أو اضطراب، وجاء في شهادة اللجنة الطبية أن المتهم يتمتع برغبة جنسية وشبق لممارسة الرذيلة بالأطفال وخاصة صغار السن.
يذكر أن المتهم اعتدى على الطفل بأحد حمامات المسجد في حدود الساعة الثانية عشرة قبل الظهر من أول أيام عيد الأضحى المبارك.
حيث أكد أحد شهود الإثبات في جلسة سابقة انه في حوالي الساعة الثانية عشرة قبل الظهر من أول أيام عيد الأضحى المبارك وعندما كان متواجدا في المسجد رأى شخصا من الجنسية الآسيوية واخبره عن جثة الطفل بحمام المسجد، وشاهد المجني عليه حينها مستلقيا على الأرض ولم يكن ينزف، إلا انه وجد آثار دماء ووضع يده على جسد الطفل ولم يكن ينبض.
دبي ـ شيرين فاروق