تتبنى بلدية دبي بالتعاون مع مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للأعمال الخيرية والإنسانية، برنامجاً فريدا من نوعه، يعمل على تأهيل الحاسبات الشخصية، وكل متعلقات اجهزة الكمبيوتر، من اجل توفيرها للمحتاجين داخل الدولة وخارجها.
وقال المهندس حمدان الشاعر مدير ادارة البيئة في بلدية دبي ان هذا البرنامج يهدف الى توفير الحاسبات الآلية لكل من يحتاجها سواء من افراد او مؤسسات او مدارس او غيرها، وتساهم هذه الاجهزة في توفير التعليم لعدد كبير ممن لم يتمكنوا من الحصول على الحاسب الآلي او التعليم من خلاله، وتعزيز فرص نشر التعليم التقني في الإمارة من خلال توفير الموارد التقنية اللازمة من أجهزة الحاسب الآلي وملحقاتها للجهات المستفيدة كالمؤسسات التعليمية والاجتماعية والخيرية.
وهناك هدف بيئي، وهو حماية وتحسين نوعية البيئة في الإمارة من خلال الحد من الآثار السلبية الناجمة عن التخلص غير السليم من أجهزة الحاسب الآلي وملحقاتها التي يتم الاستغناء عنها من قبل الأفراد والمؤسسات عن طريق التعامل معها كنفايات، وتحقيق الالتزام المجتمعي نحو العمل الخيري عبر تحفيز مختلف فئات المجتمع على التبرع بأجهزة الحاسب الآلي وملحقاتها القابلة لإعادة الاستخدام والتشغيل، إضافة إلى هدف خيري وإنساني يعزز من دور البلدية في خدمة المجتمع، وتحقيق الشراكة الحقيقية بين بلدية دبي ومختلف الجهات الداعمة للمشروع كمؤسسة محمد بن راشد للأعمال الخيرية والإنسانية وشركة مايكروسوفت، في مجالات العمل الخيري والبيئي.
تعاون مشترك: وأوضح ان البرنامج جديد تماما من نوعه على مستوى الدولة والمنطقة، ولم تتمكن البلدية من الاستشهاد بأية تجربة مماثلة، بل كان نتاج تعاون مشترك بين البلدية ومؤسسة محمد بن راشد للأعمال الخيرية والانسانية وشركة مايكروسوفت، حيث تم انشاء مركز متكامل وفق خطة عمل واستراتيجيات محددة، لتجميع كل القطع واعادة تأهيلها وتصليحها ومن ثم توجيهها لمؤسسة محمد بن راشد لتوزعها على المحتاجين من المؤسسات والهيئات التعليمية والخيرية داخل الدولة وخارجها.
وبيّن انه يمكن للأفراد او المؤسسات التبرع بأجهزة الحاسب الآلي التي يمكن ان تستخدم مرة اخرى، مثل الشاشات، والماسحات الضوئية، والطابعات، ووحدات المعالجة المركزية، والفأرة، أو أية ملحقات اخرى، حيث تقوم البلدية من خلال مركز تأهيل الحاسبات التابع للبلدية والواقع في منطقة القصيص بإعادة تأهيل هذه الاجهزة عبر كوادر متخصصة ومؤهلة، وعبر التنسيق مع المؤسسات المعنية مثل شركة مايكروسوفت، ثم يتم توزيعها.
أماكن التبرع
من جهته قال قاسم رفيع مدير مركز اعادة تدوير الحاسب الآلي انه يمكن للأفراد والمؤسسات التبرع بالأجهزة عبر تسليمها في مراكز البلدية المختلفة وهي: مركز الطوار الواقع في مركز الطوار للتسوق بالقرب من مبنى وزارة التربية والتعليم، ومركز الكرامة الواقع في منطقة الكرامة على شارع الكويت مقابل بريد الامارات المركزي، ومركز ام سقيم الواقع على شارع جميرا بالقرب من حديقة ام سقيم وفندق جميرا بيتش، ومركز حتا الواقع في منطقة حتا عند دوار حصن حتا الرئيسي، بالإضافة الى مركز اعادة تأهيل الحاسوب الواقع في منطقة القصيص الخامسة مقابل مركز ايبكو لتسجيل السيارات.
واوضح ان المركز يفتح يوم السبت من السابعة و النصف صباحا وحتى السابعة والنصف مساء لاستلام الاجهزة والقطع من المتبرعين، اذ يشكل هذا اليوم فرصة لمن لا يملكون الوقت خلال بقية ايام الاسبوع، مشيرا الى ان المركز يقوم فور استلام القطع بفحص الاجهزة وتقييمها، وتزويدها بالقطع الناقصة، ومن ثم انزال برامج وندوز و أوفيس، ومن ثم تنظيفها من الغبار ومن اية معلومات كانت تحتويها، وتصبح جاهزة في مدة تتراوح بين ساعة الى ساعتين.
كما يمكن الحصول على اية معلومات متعلقة بآلية التبرع من خلال الاتصال بمركز الاتصال المخصص للمشروع على هاتف 800900. من جهته اشار فرحان المرزوقي رئيس قسم التسويق المؤسسي في البلدية رئيس فريق عمل مشروع اعادة تأهيل الحاسب الشخصي الى ان مركز التأهيل استقبل منذ افتتاحه عام 2007 قرابة 60 ألف قطعة من القطع ذات الصلة بأجهزة الحاسب الآلي مثل الشاشات، ولوحات المفاتيح، والاجهزة الالكترونية والكهربائية ذات الصلة مثل الطابعات واجهزة الفاكس، منها قرابة 15 ألف حاسب آلي (بي سي)، حيث يهدف المركز الى تأهيل قرابة 5000 جهاز آلي بتكلفة مليون درهم سنويا، حيث تم توزيع 7762 حاسبا آلياً منذ بداية المشروع وحتى نهاية العام الماضي.
وبلغ عدد القطع التي تم توزيعها العام الماضي 3685 قطعة، ضمت 2797 حاسبا آليا، و300 طابعة، و165 حاسبا محمولا، و413 شاشة (ج) و10 شاشات عرض. كما بلغ عدد الاجهزة التي تم استلامها من المتبرعين 22 ألفا و145 قطعة ضمت: 5220 حاسبا آليا، و5332 شاشة، و2515 طابعة، و377 ماسحة ضوئية، و3164 لوحة مفاتيح، و1462 فأرة، و1236 حاسبا محمولا، بالإضافة الى 2819 قطعة اخرى.
تدريب الطلاب
وقال ان مركز تأهيل الحاسبات الشخصية يقوم بمهام اخرى تتمثل في تدريب طلاب المدارس والجامعات على تأهيل الحاسبات الآلية، حيث يستقبل طلاب الجامعات والراغبين في اعداد برامج التخرج ، وتدريبهم ومنحهم تقارير خاصة من اجل تقديمها لكلياتهم، بالإضافة الى استقبال طلبة التدريب الصيفي بالتعاون والتنسيق مع قسم التدريب في ادارة الموارد البشرية في بلدية دبي، ويتم منح الطلاب المشاركين في الدورات الصيفية مكافآت مالية.
تأثير ايجابي
وتبين احدى الدراسات العالمية مدى التأثير الايجابي لما يقدمه هذا المركز على المستوى البيئي والانساني، حيث طالب فريق بحث تابع للأمم المتحدة ببذل جهود عالمية لتقليل الآثار السلبية التي تخلفها أجهزة الكمبيوتر على البيئة. وأوضحت دراسة إن انتاج جهاز كمبيوتر عادي يتطلب عشرة أضعاف وزن الجهاز من مواد كيماوية ووقود حفر، مشيرة الى أن معظم المواد الكيماوية سامة، وأن الوقود الحفري يساهم في ظاهرة الاحتباس الحراري.
ويقول تقرير جامعة الأمم المتحدة إن قصر العمر الافتراضي لأجهزة الكمبيوتر يخلف جبالاً من النفايات، ويتم دفن هذه النفايات بعد ذلك في مواقع خاصة أو يعاد تدويرها، في الغالب في مراكز سيئة الإدارة في دول نامية، مما يتسبب بأخطار صحية كبيرة.
حوافز أكبر
ويطالب معدو الدراسة بضرورة إعطاء كل من مستخدمي ومنتجي الكمبيوتر في مختلف أنحاء العالم حوافز أكبر لتحديث أو إعادة استعمال أجهزة الكمبيوتر القديمة بدلاً من التخلص منها، اذ أنه مع صغر أحجام أجهزة الكمبيوتر وارتفاع كفاءتها قد يتوقع البعض انخفاضاً في الضرر البيئي الذي تمثله هذه الأجهزة، إلا أن الدراسة تقترح أن النقيض هو الصحيح.
واكتشفت الدراسة أن صنع جهاز كمبيوتر بوزن 24 كيلوغراماً يحتاج إلى 240 كيلوغراماً على الأقل من وقود الحفريات للتزويد بالطاقة، و 22 كيلوغراماً من المواد الكيماوية. أضف إلى ذلك 1.5 طن من المياه، كما أن نظام سطح المكتب يستهلك وزن سيارة رياضية من المواد قبل حتى أن يغادر الجهاز المصنع.
وتشير الدراسة الى أن الناس قد يتعرضون إلى مخاطر صحية في بداية ونهاية العمر الافتراضي لأجهزة الكمبيوتر. فالمواد الكيماوية، مثل مانعات اللهب، والمعادن الثقيلة بما فيها الرصاص والكادميوم تمثل خطراً على عمال المصانع، كما أنه في حالة دفن نفايات الكمبيوتر بالقرب من الموارد المائية فإن ذلك يشكل خطراً على مستخدمي تلك الموارد وقد أجريت أبحاث قليلة حول هذه التأثيرات.
كما رفع عدد من العمال العديد من الدعاوى بمصانع أشباه الموصلات، بدعوى أن طبيعة عملهم تعرضهم للإصابة بالسرطان.وقال رئيس جامعة الأمم المتحدة في طوكيو هانزفان جينكيل توضح هذه الدراسة أن فهمنا الحالي للتأثيرات الصحية والبيئية للكمبيوتر غير كافية، وانه لا يمكن أن نتجاهل مخاطر الكمبيوتر على المدى الطويل.
تشريع جديد
وترحب الدراسة بالتشريع الجديد الذي دخل هذا العام حيز التنفيذ في الاتحاد الأوروبي والذي يطالب منتجي الإلكترونيات بتحمل مسؤولية التخلص الآمن من الأجهزة المستعملة.ويقول إيريك وليامز أحد المشاركين في الدراسة إن جزءاً من المسؤولية يقع على عاتق مستخدمي الكمبيوتر أيضاً. وأضاف على مستخدمي الكمبيوتر أن يفكروا جيداً قبل شراء جهاز جديد، إذا كان تحديث الجهاز القديم يمكن أن يؤدي نفس الغرض.
كما أنه من المهم أيضاً إحالة الأجهزة القديمة على الفور إلى سوق المنتجات المستعملة. وتؤكد الدراسة أنه وعلى الرغم من أن أجهزة الكمبيوتر الحديثة تستهلك نسبا قليلة من الكهرباء عند تشغيلها، فإن كمية كبيرة من الطاقة تضيع هباءً، لأن الأجهزة عادة ما تترك دائرة بشكل دائم ليلا.
دبي ـ فادية هاني



