وادي الوريعة فى الفجيرة أول محمية جبلية في الإمارات
وادي الوريعة فى الفجيرة أول محمية جبلية في الإمارات
أكد محمد سيف الافخم مدير بلدية الفجيرة أن وادي الوريعة يتميز بوفرة مياهه على مدار العام رغم شح الامطار في منطقة تصنف على أنها صحراوية أوشبة صحراوية الى قاحلة.
جاء ذلك خلال مؤتمر صحافي عقد امس بفندق لومريديان العقة في دبا الفجيرة وذلك للاعلان عن منطقة وادي الوريعة كأول محمية جبلية في الامارت وعلى قائمة أهم 200 منطقة بيئية عالمية للصندوق العالمي لصون الطبيعة.
وقال الافخم انه من هذا المنطلق جاءت أهمية وادي الوريعة كمصدر هام للمياه ومنطقة حساسة للتنوع البيولوجي كونها استطاعت أن تؤمن الغذاء والمأوى والماء للعديد من الكائنات في المنطقة والتي أصبح معظمها مهددا بالانقراض.
واعلن عن اقامة أول محمية جبلية على مستوى دولة الامارات العربية المتحدة وقال ان هذا ليس بالغريب حيث ان مايقارب السبعين في المئة من مساحة الفجيرة عبارة عن مناطق جبلية، مؤكدا ان اعلان المحمية نوع من رد الجميل للجبال التي وقفت شامخة شاهدة على جميع المتغيرات محتضنة بين جوانبها الكثير من أسرار الطبيعة ومن بينها وادي الوريعة .
وذكر ان امارة الفجيرة شهدت عام 1995 الاعلان عن ثلاث محميات بحرية في الامارة هي مناطق الفقيت وضدنا و العقة وفقا للمرسوم الاميري رقم واحد لسنة 1995 لتكون الفجيرة اول امارة تعلن رسميا انشاء محميات بحرية للمساعدة على توفير الملجأ للعديد من الكائنات البحرية التي يرتبط وجودها بوجود المرجان وهذه خطوة شجاعة وان دلت فهي تدل على النظرة الثاقبة لصاحب السمو الشيخ حمد بن محمد الشرقي عضو المجلس الاعلى حاكم الفجيرة للحفاظ على البيئة والتنمية المستدامة وذلك بالانسجام مع نهج المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان ال نهيان رحمه الله الذي عرف بحبه للزراعة وشغفه بالحياه البرية.
ولفت الى أن وادي الوريعة يتمتع وفق القانون رقم 2 لعام 2009 بالحصانة التامة في مواجهة جميع الانشطة التي تهدد الحياة البرية والتنوع البيولوجي كالصيد و الرعي أو قطع الاشجار وما الى ذلك من انشطة مشابهة ليشجع القانون وبالمقابل جميع النشاطات التقليدية التي كان ولايزال أهل المنطقة يمارسونها كجمع العسل والاعشاب ذات الاستخدمات الطبية اضافة الى كون وادي الوريعة من أحد المناطق التي يلجأ لها العديد من الزوار طلبا للراحة والاستمتاع بالطبيعة.
وقالت رزان خليفة المبارك العضو المنتدب لجمعية الإمارات للحياة الفطرية بالتعاون مع الصندوق العالمي لصون الطبيعة ان لوادي الوريعة أهمية بيئية مميزة تتيح لعدد من الحيوانات البرية النادرة في دولة الإمارات وشبه الجزيرة العربية العيش في هذه البيئة القاسية.
وأضافت لقد تمكنا خلال سنوات البحث الثلاث تأكيد وجود 12 نوعا من الثدييات و 73 نوعا من الطيور و17 نوعا من الزواحف والبرمائيات .. إضافة إلى نوع واحد من الأسماك و74 نوعا من اللافقريات 11 منها لم يسبق تسجيلها من قبل مما يعني أنه أنواع جديدة لعالم الحشرات.. وعلى نطاق النباتات تم تسجيل 300 نوع في هذه المنطقة يشمل بعض منها أنواعا تعيش في المناطق الرطبة مثل نبتة الأوركيد الفريدة في الإمارات.
ورحبت كلثم الكوهجي رئيسة مؤسسة اتش اس بي سي لخدمة المجتمع بهذه الخطوة التي اتخذتها حكومة الفجيرة والتي تعتبر من الخطوات الأولى نحو المحافظة على جمال المنطقة الطبيعي. ونوه الدكتور كريستوف تورينك مدير العلوم والأبحاث لدى الجمعية الى أن وادي الوريعة منطقة بالغة الأهمية في تراث دولة الإمارات.
زمن
كان صاحب السمو الشيخ حمد بن محمد الشرقي عضو المجلس الأعلى حاكم إمارة الفجيرة قد أصدر المرسوم رقم 2 لعام 2009 بتخصيص منطقة وادي الوريعة كمحمية طبيعية لتصبح بذلك أول منطقة جبلية محمية في دولة الإمارات العربية المتحدة.
ويأتي هذا المرسوم ثمرة ثلاثة أعوام من العمل الدؤوب على مشروع وادي الوريعة الذي تم إطلاقه عام 2006 من قبل جمعية الإمارات للحياة الفطرية بالتعاون مع الصندوق العالمي لصون الطبيعة وبلدية الفجيرة وبدعم من قبل بنك اتش اس بي سي الشرق الأوسط المحدود من أجل تقييم أهمية منطقة وادي الوريعة والمحافظة على طبيعتها وتأسيسها كمنطقة محمية.
أبعاد
192
تمتد محمية وادي الوريعة على مساحة 192 كيلو مترا مربعا وتقع شمال إمارة الفجيرة وتمتد حتى وادي زكت و وادي مقصد والسودية.
ونظرا لأهمية المنطقة كمورد دائم للمياه العذبة شهدت على مدى آلاف السنين استخدام المجتمعات المحمية المنطقة كموطن لها إضافة لذلك تعتبر المنطقة مأوى مثاليا لعدد من الحيوانات البرية النادرة مثل الطهر العربي وربما النمر العربي والتي تعد مهمة في تراث الإمارات الوطني.
ويقع وادي الوريعة ضمن المناطق البيئية من الفئة 127 المرتفعات العربية شبه القاحلة.. وتعد المنطقة على قائمة الصندوق العالمي لصون الطبيعة ضمن 200 منطقة بيئية تزدهر بغنائها وندرتها للمواطن الطبيعية المميزة في العالم.
