«أبوظبي للتخطيط العمراني» ينفذ مشاريع «خطة العين 2030» على 3 مراحل

«أبوظبي للتخطيط العمراني» ينفذ مشاريع «خطة العين 2030» على 3 مراحل

ت + ت - الحجم الطبيعي

أعلن مجلس أبوظبي للتخطيط العمراني أن «خطة العين 2030 » التي تم الكشف عنها يوم أمس الأول تهدف إلى تقديم حلول للتنظيم النوعي والكمي لمشاريع التنمية الجديدة وتحسين النقل العام مع الحرص على حماية شخصية مدينة العين الفريدة وخلق مساحات مفتوحة جديدة.

وأوضح أن هذا الهدف يأتي في إطار التوصيات التي خرجت بها الجلسات التوجيهية التي حضرها الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة رئيس المجلس التنفيذي رئيس مجلس أبوظبي للتخطيط العمراني، والاجتماعات التي عقدت بين ممثلين عن المجلس وبلدية العين وحكومة أبوظبي.

وقال فلاح محمد الأحبابي مدير عام مجلس أبوظبي للتخطيط العمراني إن «خطة العين 2030» ستركز على الوقاية من البنية التحتية سريعة الانتشار من خلال التنمية منخفضة الكثافة، والمحافظة على المناطق الطبيعية والمناطق الزراعية ومناطق إعادة تجميع الأحجار المسامية، وإيجاد شبكة مواصلات عامة جديدة متعددة الطبقات وبناء مساكن متوسطة المستوى يسيرة التكاليف لتلبية احتياجات السكان المتزايدة بشكل متسارع.

وأضاف أن الخطة التي تم البدء في تنفيذها اعتبارا من العام الحالي سيتم تنفيذها على ثلاث مراحل، وسيتم تقييم الانجاز كل 5 سنوات مشيرا إلى أن الخطة تقدم صورة متكاملة لمستقبل مدينة العين كمدينة تحافظ على نمو بيئي واجتماعي واقتصادي مستدام، وتعرض طرقاً جديدة لتعزيز وتنمية الفرص الاقتصادية مع المحافظة على الجانب الزراعي في المدينة، كما تضيف الخطة عناصر جديدة لجعل المدينة محوراً فعالاً في الاقتصاد العالمي الحديث.

وأكد أن الأزمة المالية العالمية لم تؤثر بأية صورة على الخطط التنموية والاقتصادية لحكومة ابوظبي مشيرا إلى أن هذه الخطط تسير وفق جدولها الزمني المحدد، وقال إن «خطة ابوظبي 2030» التي مضى على تنفيذها حوالي عام ونصف العام تسير بمعدلات نمو متسارعة، وتم تنفيذ العديد من المشروعات الحيوية ضمن هذه الخطة دون أي تأخير، مشيرا إلى أن مشروعات مدينة مصدر وجزيرة السعديات ومشروعات جزر الصحراء ومشروع العاصمة الجديدة تم انجاز مراحل جيدة منها وفق الجدول الزمني دون تأثر بالأزمة المالية العالمية.

وأضاف أن مشروع مساكن المواطنين بالشمخة يسير بشكل جيد، كاشفا عن انه سيتم إطلاق مشروع جديد يضم 5 ألاف مسكن للمواطنين سيتم البدء فيه قريبا، كما سيتم قريبا الإعلان عن تطوير مشروع صحي عملاق «مستشفى» بالعين ضمن خطط التطوير، وأضاف الأحبابي أن «خطة العين 2030» ستركز على تفعيل مشاركة العين في التنمية الاقتصادية بالدولة.

مشيرا إلى انه سيتم التركيز على القطاعات السياحية والصحية والتعليمية والصناعية بصورة كبيرة لتحقيق نهضة شاملة بالعين، موضحا أن المباني بالمدينة لن تتجاوز 4 طوابق غير الأرضي وسيتم مراعاة المحافظة على نظافة البيئة.

وقال انه تم تطوير الخطة الرئيسية من خلال التعاون الوثيق بين خبراء تخطيط عالميين وممثلين عن حكومة أبوظبي وبلدية وأهالي العين، حيث روعي أن تتضمن مخططات للعمل وبرامج تفصيلية لاستخدام الأرض وكثافة البناء وقيود ارتفاع الأبنية وشبكات النقل والبنية التحتية ومناطق الحماية البيئية.

مضيفا أن المجلس يطمح إلى إحداث تغيير نقدمه للأجيال القادمة في مدينة العين عن طريق تصميم منشاّت تعزّز استدامة الجوانب الاجتماعية والثقافية والبيئية والاقتصادية للمدينة من جانب، وتمثل تراث المدينة العريق برؤية واضحة المعالم من جانب آخر.

مؤكدا أن مدينة العين تشكل جزءا من الرؤية الشاملة 2030 لإمارة أبوظبي والقائمة على تاريخ الإمارات الزاخر وتسخيرها لخدمة أجيال المستقبل. وأكد أن العين المعروفة باسم «المدينة الخضراء» تشكل واحة طبيعية في إمارة أبوظبي وتتميز ببيئتها النباتية الغنية ومزارعها الخصبة والتي ساهمت في الاستقرار المتواصل منذ آلاف السنين.

وبقيت حتى إلى يومنا جوهرة بيئية وثقافية في تاج أبوظبي، كما أن خطة العين 2030 تسهم في تعزيز الهوية العربية الأصيلة لهذه المدينة العريقة وتدعم استمرارية التطور الثقافي المعاصر عبر إرساء توازن بين الحاجة إلى التطوير والمحافظة على الحضارة العريقة.

وأشار إلى أن خطة «العين 2030» تتعهد بتوفير اهتمام خاص بواحات العين وتؤكد على أن تكون هذه الواحات عنصر المجتمع موضحا أن مجلس أبوظبي للتخطيط العمراني يحرص على المحافظة على المظهر المميز للعين من خلال تحديد «المساحات العامة» المحمية ومن خلال نشر الوعي والتعليم حول البيئة المحلية.

وان الواحات المتواجدة هناك ستحظى بعناية خاصة حتى تزدهر في إطار المجتمع، فضلا عن المظاهر البدوية الأخرى التي سيتم الاعتناء بها هي الأخرى من خلال الحياة البدوية المنتشرة في الأحياء المعروفة باسم «الفريج»، وهي مجموعة من المساكن القائمة حول منطقة مظللة تسمح للعائلات الإماراتية التي تزداد يوماً بعد يوم بالعيش بجوار بعضها البعض.

وقال انه تم وضع خطة العين 2030 لتلبي متطلبات عوامل الاستدامة الأساسية من النواحي البيئية والثقافية والاجتماعية والاقتصادية من جانب، ولتتماشى مع برنامج «استدامة» الذي يهدف إلى إرساء الاستدامة في المباني والمجتمعات المحلية، فضلا عن أنه يتكفل بمراعاة عمليات التصميم والتشغيل والصيانة عامل الاستدامة ضمن جميع أنواع المباني والمجتمعات المحلية في الإمارة من الجانب الآخر.

وأوضح الأحبابي أن خطة «العين 2030 » تسهم في التحقيق توازن دقيق للمحافظة على التراث العريق وتلبية متطلبات الحياة العصرية المتطورة، حيث تأخذ الخطة بعين الاعتبار الحفاظ على موارد المياه الجوفية وحماية المحميات الطبيعية ومعالجة الظواهر المؤثرة مثل تلوث واحات المدينة بالمبيدات الحشرية من المزارع المحلية.

وأضاف أن خطة «العين 2030»على ضوء التوقعات بزيادة عدد سكان العين في عام 2030 إلى مليون نسمة تقدم مجموعة من الحلول لتنظيم مشاريع التطوير الجديدة كماً ونوعاً فضلا عن تطوير النقل العام والحفاظ على الطابع المميز للمدينة، وإيجاد مساحات عامة جديدة ومناخات محلية معتدلة يشترك فيها السكان ويستمتعون بها.

وقال ان الخطة ستقدم أيضاً المرافق مثل المساجد وأماكن التجمع ومراكز التسوق والتي ستنتشر عبر المناطق السكنية وعلى مسافات قريبة وستعمل مجموعة من خيارات الإسكان المناسبة على الاستجابة إلى حاجات مجتمع العين المتنوع بما في ذلك العائلات الإماراتية المتزايدة وعائلات الوافدين المتنوعة والعمال.

وإن حماية التراث البيئي والثقافي هو حجر الأساس في خطة «العين 2030 »، مؤكدا على التزام مجلس أبوظبي للتخطيط العمراني بتشجيع التنمية الاقتصادية، مشيرا إلى أن الخطة تهدف إلى جعل العين مركزاً للمعرفة يضم متاحف وجامعات وشركات عالمية من جانب.

و تتمحور حول الصناعة القائمة على التكنولوجيا الحديثة واستقطاب السكان والسياح للاستمتاع بتراث المدينة الثقافي المميز ونوعية الحياة التي تقدمها بدلا من أن تقوم الخطة على التنافس مع الصناعات الثقيلة وناطحات السحاب ومجمعات التسوق في المدن الساحلية في الجانب الآخر.

ابوظبي - عبد الفتاح منتصر

Email