أصدر مركز شؤون الإعلام في أبوظبي دراسة بعنوان (المناطق القطبية) وهي تتناول الدائرتين القطبيتين في شمال الكرة الأرضية وفي جنوبها. وأوضحت الدراسة أن الدائرة القطبية الشمالية تقع بين خطي عرض 30 و 66 شمالاً، ونقطة القطب هي 90 شمالاً.
كما أن الدائرة القطبية الجنوبية تقع عند خط عرض 30 و 66 جنوباً، ونقطة القطب الجنوبي هي 90 جنوباً، وإن المناطق القطبية الشمالية تقع بين الدائرة القطبية الشمالية والقطب الشمالي، والمناطق القطبية الجنوبية تقع بين الدائرة القطبية الجنوبية ونقطة القطب الجنوبي، والمنطقة الشمالية هي عبارة عن بحر تحيط به أراضٍ يابسة تتمثل في ثلاث قارات هي آسيا وأوروبا وأميركا الشمالية.
والمنطقة القطبية الجنوبية هي عبارة عن يابس يتكون من القارة القطبية الجنوبية المسماة (أنتاركتيكا) ويحيط بها الماء ممثلاً في محيط القطب الجنوبي، وهذا المحيط ليست له شخصية مستقلة، وإنما هو امتداد جنوبي للمحيطات الثلاثة الرئيسية في العالم، وهي المحيط الهادئ، والمحيط الأطلسي، والمحيط الهندي.
وأشارت الدراسة إلى أن الشكل العام لمحيط القطب الشمالي يكاد يكون مستديراً بحيث يقع القطب الشمالي أقرب إلى ساحل جزيرة جرينلند منه إلى ساحل آلاسكا وسيبيريا. وتبلغ مساحة القطب الشمالي 5,5 ملايين ميل مربع، وأهم الفتحات التي تصل محيط القطب الشمالي بالمحيطات الأخرى، بحر بهرنج والممرات الموجودة بين جزيرة جرينلند وجزيرة أيسلند والجزر البريطانية.
ومعظم محيط القطب الشمالي مغلق في أغلب شهور الشتاء بسبب تجمّد مياهه. وتحدثت الدراسة عن المناخ في المناطق القطبية، وذكرت أن الأرصاد المناخية في هذه الجهات قليلة ونادرة. ويلاحظ أن عملية تسخين الهواء في هذه العروض ضعيفة في فصل الصيف، أما فصل الشتاء فهو شديد البرودة، والاختلافات في الأحوال المناخية من مكان إلى آخر تنتج عن تباين في السطح أو توزيع اليابس والماء.
ولما كان السطح بصفة عامة أكثر ارتفاعاً في القطب الجنوبي عنه في القطب الشمالي، لذلك فإن المناخ أشدّ برودة في المناطق المحيطة بالقطب الجنوبي. وتتميز المناطق القطبية الجنوبية بمطرها القليل، حيث يسود الضغط المرتفع، كما أن قدرة الهواء على حمل بخار الماء ضعيفة بسبب البرودة.
وتناولت الدراسة حياة النبات والحيوان والإنسان في المناطق القطبية وقالت، إن النبات موجود فقط في المناطق القطبية الشمالية حيث تنمو الحشائش، ومن أهمها التندرا. أما يابس القطب الجنوبي فإنه غير صالح لنمو النبات لوقوعه في أقصى العروض القطبية الجنوبية، بينما العروض التي تقع فيها مناطق القطب الشمالي تسمح بنمو النبات.
ومع ذلك فإن حشائش التندرا التي توجد هناك لا تنمو إلاّ بعد كفاح شديد ضد ظروف مناخية شديدة القسوة. وبخصوص الحيوان، فإنه وعلى الرغم من شدة البرودة في المناطق القطبية، إلاّ أنه توجد أنواع عديدة من الحيوانات والطيور وحيوانات البحر وأسماكه. ومن أهم حيوانات القطب الشمالي الدبّ القطبي، والذئاب والثعالب القطبية، وحيوانات الرنّة والكاريبو.
ويوجد العديد من الأحياء المائية في مياه المناطق القطبية، فهناك الرخويات والقشريات مثل القواقع والسرطانات بالإضافة إلى أنواع لا حصر لها من الأسماك، وهناك حيوان فرس البحر، وعجل البحر، وتوجد أيضاً أنواع من الحيتان. وأما عن سكان المناطق القطبية، فإن الدراسة أوضحت أن القارة القطبية الجنوبية غير مأهولة بالسكان الدائمين.
وأما في الأصقاع الشمالية وعلى سواحل محيط القطب الشمالي سواء في آسيا وأوروبا أو أميركا الشمالية فتعيش جماعات قليلة العدد، وظروف حياتها شديدة القسوة، ومن أهم هذه الجماعات الإسكيمو في أميركا الشمالية القطبية، وقبائل اللاب على السواحل القطبية الأوروبية.
وتطرّقت الدراسة إلى التجمّد في مياه المحيطات القطبية والتغيرات المناخية في تلك المناطق، وذكرت أن ماء البحر بعكس الماء العذب تزداد كثافته حتى يصل إلى درجة التجمّد. وعندما يتجمّد ماء البحر، فإن بلّورات الثلج تشبه الإبر في شكلها وتنتظم في وضع عمودي على سطح الماء، وعندما يطفو الثلج فوق ماء البحر يكون بعضه ثلجاً بحرياً وبعضه ثلجاً قارياً، والثلج القاري إذا تكسّر فوق اليابس، فإنه ينحدر وقد يصل إلى المسطحات المائية بفعل الرياح والانحدار وغير ذلك.
وتعتبر هذه الثلاجات الطافية على سطح الماء خطراً على الملاحة في الأجزاء التي توجد فيها. ويتعرض المناخ في منطقة القطبين لتغيرات كبيرة. فقد أفادت دراسة حديثة بأن القطب الشمالي يشهد ارتفاعاً في معدلات الحرارة يوازي ضعف ما يشهده باقي أنحاء كوكب الأرض، وأن ذلك سيؤدي إلى ذوبان جليد كل البحار والسواحل بحلول عام 2050.
ويذكر أن ثاني أكسيد الكربون هو الغاز الذي يعتقد العديد من العلماء أنه مسؤول بشكل رئيسي عن ارتفاع درجة الحرارة في الأرض. وأشارت الدراسة إلى موارد الثروة في المنطقة القطبية الشمالية والتي من أهمها الذهب، والبترول، والفحم، والفضة، والقصدير، والرصاص، والتنجستين في آلاسكا. وفي أراضي كندا اكتشفت معادن الفضة، والرصاص، والنحاس، واليورانيوم، والذهب والبترول، وفي جزيرة جرينلند توجد خامات الألمنيوم.
قارة أنتاركتيكا
وأفردت الدراسة فصلاً للحديث عن قارة أنتاركتيكا، فأوضحت أن هذه القارة تبلغ مساحتها 14 مليون كيلومتر مربع، وهناك سبع دول أرادت أن يكون لها أجزاء تتبعها فيها، غير أن بقية دول العالم لم توافق على هذا.واتفق في معاهدة سنة 1959 أن يكون لكل الدول الحق في النزول إلى القارة وإجراء الأبحاث والدراسات.
ومناخ القارة شديد البرودة، وحوالي 98 في المئة من مساحتها مغطى بالجليد، و2 في المئة عبارة عن صخور عارية، ويتراوح الارتفاع فيها بين 2000 و 4000 متر فوق سطح البحر، وأهم الموارد الطبيعية في القارة هي خامات الحديد، والكروم، والنحاس، والذهب والنيكل، والبلاتين، غير أن هذه الخامات لم تستغل حتى الآن.
