الرياضة الروحية والبدنية

الرياضة الروحية والبدنية

ت + ت - الحجم الطبيعي

الصلاة هي الصلة الروحية بين العبد وربه يثبت العلم كل يوم فوائدها الصحية للبدن، الأمر الذي يضعها في مصاف الرياضات الحديثة، بل في المقام الأول منها.

وفي هذا دليل أكيد على اتفاق الدين والعلم فيما يتصل بفائدة الصلاة الصحية إلى جانب فائدتها الروحية، الأمر الذي يثبت فعلاً أن المؤمن القوي هو خير من المؤمن الضعيف.

فكيف يتفق الدين والعلم على أن الصلاة رياضة دينية وبدنية أيضاً؟

قال الله تعالى في كتابه الكريم: «رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله»

وفي آيات كريمة أخرى: «وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة واركعوا مع الراكعين»

ففي كثير من الآيات والأحاديث النبوية الشريفة نتعلم الكثير مما لا يدع مجالاً للشك في القرآن الكريم والأحاديث النبوية الشريفة هي منتهى العلم - بل إنها قد سبقت العلم بأجيال وأجيال.

فالصلاة هي الصلة بين المرء وربه وهي إطاعة لأوامره تعالى، وركن من أركان الإسلام الهامة، بل هي عماد الدين.

ومن جهة أخرى فإن لها فائدة كبيرة للإنسان وفيها الخير كله وهي في صالحة سواء في آخرته أو في دنياه، في آخرته لأنه سوف يجزى الجزاء الحسن وسيكون قصره الجنة ومنازل الأبرار والشهداء والصديقين وفي دنياه لأن الفائدة تعود عليه وعلى نفسه وبدنه من جوانب عديدة أهمها: فوائد صحية متعددة.

تحريك الجسم

هذه الفوائد يتوجهها العلم في أن الصلاة هي رياضة للجسم وللبدن، وهي في المقام الأول من الرياضات جميعاً.

وقد يقال إن رياضة المشي والسباحة هما من أهم الرياضات فائدة للجسم لأن فيهما تتحرك جميع أجزاء جسم الإنسان فتتم الفائدة من الرياضة.

وهنا أقول إن الصلاة أيضاً تأتي في المقام الأول من الرياضات جميعاً لأنها بقيامها وركوعها وسجودها يتم فيها تحريك أعضاء الجسم كلها ولأنها تتم بصفة منتظمة يومياً وخمس مرات على الأقل إذا لم نضف صلاة السنة إلى الصلوات الخمس.

وإذا ما أدى الإنسان الحد الأدنى من الصلوات الخمس فإنه يكون بذلك قد أدى سبع عشرة ركعة كاملة وفي كل ركعة قيام وركوع وسجود بصفة منتظمة ويتم فيها تحريك أعضاء الجسم مع إتاحة فرصة للراحة بين كل حركة وأخرى.

وهذا منتهى العلم، إذ تتيح الحركة نشاط الدورة الدموية بانقباض العضلات ثم بانبساطها، مع إتاحة فترة للراحة والاستجمام بين الحركة والأخرى.

وفي ذلك تنشيط للجسم عند تحريكه وعدم إرهاق له عند فترة السكون فيالها من رياضة دينية تقام على أسس علمية واضحة.

وليس هناك مجال للشك في أن الرياضة هي التي تضع الشعوب في المكان اللائق من الحضارة والتقدم.

وقد أكد الدين الإسلامي هذا بفرضه الصلوات الخمس اليومية أي الرياضة اليومية وذلك عندما كان الناس في غفلة من أمرهم وبهذا يكون الدين الحنيف قد أعد الإنسان القوي صحياً وجسمانياً لينفع نفسه وأسرته ووطنه والمجتمع العالمي، فإن المؤمن القوي لخير عند الله من المؤمن الضعيف.

ولقد أشار الحديث النبوي الشريف إلى أن الصلاة يجب أن تقام بنشاط وهمة دون تكاسل.

ففي الآية القرآنية اقترنت الصلاة بالزكاة فيمكن القول إن إقامة الصلاة هي الصلة بين المرء وربه وإيتاء الزكاة هي الناحية الاجتماعية بين الإنسان وأفراد المجتمع.

وفي هذا كله يتم تكوين المجتمع السليم الذي يتصل فيه الإنسان بخالقه سبحانه وتعالى بإطاعة أوامره وإقامة الصلاة وإيتاء الزكاة لمساعدة أخيه الإنسان.

وبذلك يكون الدين الحنيف هو المثل الأعلى وفائدة الإنسان الكبرى التي فيها يرضي الله على عبده، ويحبب الناس فيه وبهذا يكون الدين قد أخرج العبد الصالح الذي أرضى الله وأرضى الخلق.

فيكون ذلك مصداقا للحديث الشريف: «إذا أحب الله عبداً حبب قلوب الناس إليه».

رجاء علي

Email