الشمس تمسك جميع الكواكب والنيازك والمذنبات

التأمل في النجوم علاج للهموم والاكتئاب النفسي

ت + ت - الحجم الطبيعي

حينما خلق الله العلي الكريم هذا الكون العظيم كان من أسس بنيانه المخلوقات الكونية المسخرة مثل الشمس والقمر والنجوم والليل والنهار والسحاب والبحار والأنهار كلها جاءت مسخرة لسعادة البشرية فالشمس أم الطاقات باختلاف أنواعها فمن داخلها الطاقة الربحية ومن داخلها الطاقة المدية ومنها الطاقة البترولية وليس بأخير الطاقة الشمسية، كل هذه الطاقات مستمدة من الشمس المسخرة.

والشمس أم العائلة الشمسية تقبض بإتقان بيد من حديد على جميع الكواكب والنيازك والمذنبات السابحات في فضاء ما بعد السقف المرفوع لكوكب الأرض ولنتذكر ان الشمس قائدة للمجموعة الشمسية فتعطي الحرارة والدفء والضوء والطاقة إلى أهل كوكب الأرض بإتقان كامل وبمقدار يسمح لهم بالحياة الهادئة.

فمثلا كوكب عطارد وكوكب الزهرة يلهبهما سعير الحرارة المتدفقة من الشمس حيث تصل درجة الحرارة الى ما يزيد على 500 درجة مئوية أما الكواكب القصية مثل أورانوس ونبتون وبلوتو فلا يصل إليها من الشمس إلا ضوء خافت ضعيف لا يزيد على ضوء الشمعة في صحراء مثلجة مظلمة حيث تقع الثلاجة الكونية التي عندما يصل إليها المذنب هالي يتم شحنه بالثلج الكثيف وحيث تكون درجة الحرارة 500 درجة مئوية ما تحت الصفر.

ولهذا جاء اختيار الله لكوكب الأرض ليعيش عليه خلق الله سواء من عالم الإنسان أو عالم الحيوان أو عالم النبات أو عالم البحار. والشمس بالنسبة للمسلمين هي الإشارة الضوئية التي تحدد مواقيت الصلاة فحينما تكون الشمس أسفل الأفق المرئي بقيمة 18 درجة يكون انفجار الضوء من جهة الشرق إعلانا ببدء صلاة الفجر.

ثم إذا ارتفعت الشمس فوق الأفق الظاهر إلى أعلى ارتفاع لها في هذا اليوم وبمعنى علمي حينما تمر بخط زوال الراصد حيث يكون الظل للراصد أصغر ظل في ذلك اليوم يكون بدء صلاة الظهيرة ثم تنخفض الشمس حتى إذا ما أصبح ظل الراصد مساويا لظل الظهيرة مضافا إليه ظل الراصد يكون هذا إعلانا ببدء صلاة العصر ثم إذا ما انخفضت الشمس الظاهرية من جهة الغرب أسفل الأفق المرئي يكون هذا إعلانا لصلاة المغرب.

ثم إذا ما اختفى الشفق الأحمر تماما حيث تكون الشمس في هذه اللحظة أسفل الأفق بمقدار 18 درجة من جهة الغرب يكون إعلانا بصلاة العشاء وهكذا تكون الرؤية البصرية كافية لتحديد مواقيت الصلاة وهي في ذلك تخاطب البسطاء من المسلمين دون الحاجة إلى حسابات فلكية، أما إذا خاطبنا أعلم العلماء فإن الأمر يختلف ويحتاج إلى حل مثلثات كروية ومثلثات مستوية لتحديد مواقيت الصلاة ثم إضافة معادلة الوقت لتحويله إلى وقت مقاس بأجهزة قياس الوقت.

ولهذا ولأكثر من ذلك كانت الشمس مسخرة دون ان تهرب من أبنائها الكواكب دون ان تغيب للحظة واحدة في السيطرة عليها وقد تختبئ الشمس خلف غلالة من السحب لبعض الوقت ليتذكر أهل البشر انه يوجد مدير لكل شيء وان المدير هو الله العلي القدير وان الصدفة لا تتحكم في أي شيء إنما أحاط الله بكل شيء علما.

القمر المسخر

التفسير العلمي لكلمة التسخير يعني التكليف لتنفيذ مهام وقهره فيما هو مكلف به لا يعصى ولا يتردد وهو بذلك في طاعة خالقه وهو الله العلي القدير وقد وضح لنا الشمس المسخرة والقمر في ارتباط كامل مع كوكب الأرض فهو أيضا في ارتباط مع الشمس وذلك لأن القمر جسم معتم لا يضيء بذاته إنما يضيء بعد سقوط أشعة الشمس عليه وتحدد نسبة سقوط أشعة الشمس على القمر أوجهه المختلفة من هلال إلى تربيع أول إلى احدب إلى بدر ثم احدب ثان ثم تربيع ثان وهلال أخير ثم محاق.

وبهذه الأوجه يعتبر القمر نتيجة وتقويما شهريا يمكن منه تحديد رقم اليوم داخل هذا الشهر القمري وبهذا فهو الإشارة الضوئية التي تقوم بخدمة المسلمين في تحديد بداية ونهاية الشهور العربية وأهمها في ذلك شهر رمضان المبارك لإقامة ركن الصيام ثم تحديد شهر ذي الحجة لإقامة ركن الحج لمن استطاع إليه سبيلا.

وقد ارتبطت الشمس مع القمر في حساب دقيق ولهذا كان الحساب الفلكي لبداية الشهور العربية حساب دقيق للغاية كما أشارت الآية 5 من سورة الرحمن «الشمس والقمر بحسبان» وهذا بصفة خاصة بعد ان فتح الله على الإنسان بالوصول إلى سطح القمر فقد جاء ذلك باكتشاف الحساب الدقيق بين الشمس والقمر. في حركتها معا بالنسبة لكوكب الأرض.

تسخير الليل والنهار

من آيات الله العلي القدير آية الليل وآية النهار وآية اختلاف الليل والنهار وقد أشارت الآية 61 من سورة غافر إلى فائدة الليل والنهار «الله الذي جعل لكم الليل لتسكنوا فيه والنهار مبصرا ان الله لذو فضل على الناس ولكن أكثر الناس لا يشكرون»، فهل فكر الناس لو كان الليل سرمديا أي دائما أو لو كان النهار سرمديا أي دائما.

فماذا كانوا يفعلون وهذا الأمر موجود على كوكب عطارد حيث نصف الكوكب الموجه للشمس نهار دائم والنصف الآخر ليل دائم فكيف كانت تستقيم الحياة، ومن تعاقب الليل والنهار عرف العلماء وأيقنوا أن كوكب الأرض يدور حول محوره في دورته اليومية ثم من اختلاف طول الليل وانهار عرف العلماء ان محور كوكب الأرض يميل بمقدار 5 ,23 درجة ثم من اختلاف الفصول الأربعة عرف العلماء دورة كوكب الأرض حول الشمس في دورته السنوية.

ولقد حاول العلماء تحدي الإرادة الإلهية باختراع المرايا الفضائية وهي عبارة عن مجموعة مرايات على ارتفاع كبير ويقرب من طبقة الاكسوسفير آخر طبقات الغلاف الجوي حيث تقوم هذه المرايات بمهمة انعكاس الضوء من الشمس إلى الجانب المظلم من كوكب الأرض فيضيئه ولكنها إضاءة باهتة لا تقابل قوة النهار كما ان مساحة الأرض المضاءة لا تزيد على 50 مترا مربعا.إنها مجرد استعراض للعلم ولكنه علم ضائع بلا فائدة ان تسخير الليل والنهار من نعم الله على البشرية ففي الليل تسكن الجوارح وتهدأ الحواس وتنام النفوس وفي النهار يسعى الجميع إلى رزقه.

تسخير النجوم

زين الله السماء الدنيا بالنجوم المرتبة بشكل هندسي رائع، ان التأمل في النجوم علاج للهموم والاكتئاب النفسي هذا ما اشار به العلماء النفسيون وإذا تدبرنا وتأملنا بعقولنا ما هذه النجوم التي تغطي السماء لعرفنا أنها شموس قد تكون اكبر أو أصغر من شمسنا وقد تكون حولها كواكب مثلنا وقد تكون على هذه الكواكب حياة ذكية أكثر ذكاء من أهل كوكب الأرض.

وما زالت محاولة الاتصال بأقرب نجم لنا وهو ألفا قنطروس من خلال مركبة الفضاء فويجر 2 التي مازالت تسبح منذ إطلاقها في أغسطس 1977 ولكنها لم تصل إجابات حتى الآن وبالإضافة إلى كون النجوم زينة فإنها تستخدم في الملاحة لتحديد المواقع وهذا ما أشارت إليه آية 97 من سورة الانعام «وهو الذي جعل لكم النجوم لتهتدوا بها في ظلمات البر والبحر».

لا قدرة للإنسان ان يطول النجوم لتدميرها كما سيفعل عند قيام الحرب العالمية الثالثة بتدمير جميع الأقمار الصناعية وأن النجوم مسخرة لخدمة الإنسان دون ان يطولها الإنسان، ولنتنبه إلى ما جاء في سورة النحل آية 12 «وسخر لكم الليل والنهار والشمس والقمر والنجوم مسخرات بأمره إن في ذلك لآيات لقوم يعقلون» صدق الله العظيم.

وقد سخر الله تعالى البحار بما فيها من خيرات كثيرة سواء من اللحم الطري الذي يستطيبه الناس من الأسماك المتنوعة وكذلك اللؤلؤ والمرجان هذا بالإضافة أنه الوسيلة الرئيسية للنقل البحري سواء بنقل الحضارات من دول إلى أخرى أو نقل البضائع الضخمة التي يصعب نقلها بواسطة الطائرات وتسخير البحار من الله العلي القدير لسعادة البشر وبين الحين والآخر تطغى البحار على اليابسة لنتذكر ان المسيطر عليها هو خالق هذا الكون العظيم.

أما تسخير الأنهار فجاء رحمة للعالمين فالماء العذب الذي نشربه ويشربه معنا الزرع والحيوان وجميع مخلوقات الله الحية هو أساس الحياة وبين الحين والآخر تجف الأنهار أو يقل منسوبها لنتذكر ان خالق هذه الأنهار هو الله العلي القدير فهل نتفكر ونتدبر ان الذي سخر الأنهار التي تمتلئ برضا الله وتجف بغضب الله وسخر الله تعالى السحاب الذي يتكون بصفة مستمرة ومنتظمة وبحسابات ربانية دقيقة ليس للإنسان عليها أي سلطان.

فالسحاب المسخر يخلق بإرادة الله تعالى بكميات مختلفة في كل منطقة ثم تقوم الرياح بمهمة نقل السحاب المسخر إلى المكان الذي حدده الله لا شريك له في ملكه ليحيي بها أرضا ميتة وليسقي بها الظمآن وليفيض برحمته على الطيور فيرتوي الجميع.

ولم يتركنا الله للصدفة كما يذكر بعض العلماء الكفار أو لو شئنا بدقة بعض الجهلاء فقد سخر الله ما في السموات وما في الأرض جميعا ولو فكرنا بعقولنا لأدركنا ان الله تعالى قد أنعم علينا بهذه المخلوقات الكونية المسخرة لسعادة البشرية ولننتبه إلى ما جاء في الآية 13 من سورة الجاثية «وسخر لكم ما في السموات وما في الأرض جميعا منه إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون» صدق الله العظيم.

وفي الآية السابقة جاء التسخير عاما وشاملا بما في السموات وما في الأرض فالسماء هي السقف المحفوظ الذي يحفظ كوكب الأرض وراكبيه من الأشعة القاتلة ومن النيازك الساقطة ومن فقد الماء بالبخر المستمر وبحفظ الموجة الصوتية فنسمع كل منا الآخر وبحفظ الأكسجين دون نفاذ بل مجدد بصفة مستمرة والكثير من نعم الله كلها مسخرة من الله العلي القدير اما التسخير بما في الأرض فهو الأكثر.

فنحن نحاول تدمير كوكب الأرض بالتجارب الذرية ونقوم بضربها بكل شدة ونضع في باطنها النفايات السامة ونستخرج منها الزرع والبترول الكثير من الخيرات حيث لا مجال لحصر ما تعطيه الأرض فيكفي أنها ذلول ومطيعة بحمل ركابها من الكفار والأشرار فالتسخير سواء للسموات أو الأرض جاء من الله وحده حتى لا يستأثر الإنسان لنفسه طبقا للتمييز العنصري في اللون أو في اللغة أو في العقيدة فهذه هي طبيعة الإنسان اما الله عز وجل فهو المهيمن فيها سخره وهو العدل في توزيع الخيرات وهو أرحم الراحمين.

قاسم لاشين

Email