تعرضت المواطنة أسماء جمعة التي تلعب منذ سنوات مضت دور الوسيط الفاعل بين رجال الأعمال المقتدرين من فاعلي الخير من جهة والأسر الفقيرة والمعوزة من جهة أخرى، لموجة عاتية من (تسونامي) الاتصالات والرسائل الالكترونية من أشخاص مختلفين بهدف إدراج أسمائهم ضمن اللائحة التي سيخصص احد رجال الأعمال لأصحابها راتبا شهريا كمبادرة خير وعطاء، ارتأت بعدها أن تحضر شخصيا إلى مقر «البيان» لتجلي اللبس الذي ترتب على الحدث من تشكيك بعض وسائل الإعلام المحلية للمبادرة في مصداقيتها.
حلقة وصل: في بداية حديثها أعربت أسماء عن رضاها في كل مرة تتاح لها فرصة للمساهمة الفاعلة في التخفيف من معاناة إحدى العائلات لاسيما تلك التي تضم أطفالا من مختلف الأعمار، لأنهم في مرحلة تنشئة وإعداد وبالتالي يشكل نيل حقهم من التعليم أحد أبسط حقوقهم الأساسية. من هذا المنطلق يتوجب على جميع المقتدرين مد يد العون والمساعدة لتلك الفئات المحرومة لئلا يحول فقرها دون متابعتها للتعليم وتحصيل المعرفة، مشيرة إلى أنها على الرغم من كونها موظفة إلا أنها لا تألو جهدا في سبيل لعب دور أشبه بدور الوسيط أو حلقة الوصل بين الميسورين من فاعلي الخير من جهة و الأسر الفقيرة.
شرارة البلبلة
وأوضحت أن شرارة البلبلة انطلقت بعد أن أعرب أحد المحسنين عن رغبته في تخصيص راتب شهري لأكثر من عشرين أسرة محتاجة، وما كان من أسماء إلا أن قامت بتوجيه رسائل لبعض الصديقات لتزويدها بعناوين لعائلات تقع فعلا تحت وطأة الحاجة وضيق ذات اليد، وقامت إحدى الصديقات بحسن نية بنشر رقم الجوال على الملأ فأصبح جهاز أسماء يتلقى 100 مكالمة في الساعة، عدا عن الاتصالات التي ترد إليه دون توقف حتى الساعة الثالثة فجرا.
لتنتقل العدوى بعدها إلى بريدها الالكتروني الذي امتلأ عن بكرة أبيه بالرسائل المستجدية، والطريف في الأمر أن يرد ضمن أولئك المحتاجين أسماء لشخصيات ثبت أنها ميسورة الحال ولكنها ارتأت أن تزاحم الفقراء بدلا من التصدق عليهم.
وما زاد الطين بلة تناول بعض وسائل الإعلام المحلية للمبادرة على أنها مزحة من النوع الثقيل وإشاعة يراد بها التلاعب بمشاعر الفقراء والمحتاجين الأمر المغاير تماما للواقع، بدليل أن العمل قائم في هذا الصدد على قدم وساق، وتم فعلا تسجيل عدد معين من الأشخاص المستحقين من ذوي الأسر المعوزة وذلك بعد التأكد من استحقاقهم للراتب الشهري.
ومن بينهم أسرة حسن سيف الذي سارع إلى تسجيل اسمه ضمن قائمة المستحقين لراتب شهري يبذله فاعل خير في سبيل مساعدتهم في التخفيف من عناء الوضع الاقتصادي المتدني الذي تعاني منه الأسرة.
وقال حسن إن الزكاة أو المبادرة جاءت في وقتها تماما، بحيث لا تمتلك الأسرة التي تتألف من أبناء يزيد عددهم على الستة أطفال حتى البيت الذي يأويها، ومن جانبها أعربت (أم محمد) عن امتنانها لجهود الخير والعمل الإنساني التي يرعاها بعض رجال الأعمال والميسورون عملا بمبدأ التكافل وتقديم المساعدة للمحتاج.
ولكونها احد المستفيدين تثمن مساعي كل من له صلة بعمل الخير، لأن الدال عليه كفاعله، الأمر الذي ينطبق على أسماء جمعة التي تولت بنفسها تسجيل اسمها خاصة وأنها تقوم برعاية أطفال في مرحلة المدرسة ليست لديهم أبسط الاحتياجات والمتطلبات المدرسية مقارنة ببقية أقرانهم، إذ تتكفل إدارة المدرسة بكسوتهم وحتى تزويدهم بالطعام والملابس الرياضية.
أما مريم راشد فقد أشارت إلى أن المساعدة المادية شملتها وأسرتها كذلك مبينة أن البلبلة التي أحاطت بها قد تدفع الكثير من فاعلي الخير للتردد في منح الزكاة والصدقة على الفقراء فعلا ممن يفضلون أن تحاط أعمال الخير التي يبذلونها بالسرية التامة، الأمر الذي سيترتب عليه إلحاق الضرر بالعائلات التي تنتظر أصحاب الأيادي البيضاء بفارغ الصبر لدرجة أن بعضها يعجز عن توفير قوت اليوم الواحد لصغاره.
كتبت : لولوة ثاني

