الأرض أنسب كوكب للسكن والحياة بمقوماته المتنوعة

الكواكب والنجوم تزين السماء الدنيا وترفع الاكتئاب عن الإنسان

ت + ت - الحجم الطبيعي

سخر الله ذو الجلال والإكرام ما في السماوات وهو ما أشارت إليه الآية 13 من سورة الجاثية «وسخر لكم ما في السماوات وما في الأرض..» صدق الله العظيم ونذكر ببعض ما سخره الله العلي القدير في السماوات لان العلم مازال ضعيفا والأجهزة العلمية مازالت صغيرة وعلماء الفضاء والفلك والفيزياء مازالوا أقزام في علم الله الواسع .

فنحن نرى في السماء الدنيا الكواكب والنجوم المسخرات من الله العلي القدير وقد أشار الله العلي القدير إليها بأنها مصابيح الزينة التي نراها في السماء وهو ما أشارت إليه الآية 5 من سورة الملك «ولقد زينا السماء الدنيا بمصابيح..» صدق الله العظيم.

وقد فسر علماء التفسير أن المصابيح هي الكواكب والنجوم فإننا نراها في ظلام الليل زينة في السماء ترفع الكآبة والاكتئاب من النفوس عند النظر إليها وقد تمر علينا بعض أيام الشتاء والسماء الدنيا ملبدة بالغيوم فتختفي وراء هذه الغيوم زينة السماء ويصاب الإنسان في هذه اللحظات بالاكتئاب دون ان يدرك ان السر في ذلك هو اختفاء الزينة باختفاء النجوم والكواكب والحقيقة الذي لابد ان يدركها الإنسان ان الزينة تحيط به من جميع الجهات.

ففي البحار ملايين الأسماك الملونة والتي يطلق عليها أسماك الزينة فهي لم تخلق لتأكل بل للنظر إلى الإبداع في خلق الله ثم إذا نظرنا على اليابسة فإن الزهور والورود بملايين الألوان وذلك حتى تكون الزينة محيطة بالإنسان ثم إذا نظرنا إلى ما يعلو عن رأسنا سنجد ملايين الطيور بألوان زاهية وأصوات رائعة تغرد بها لتهييء لنا الموسيقى الطبيعية.

كل هذا الخلق من الله الخالق لكل شيء ليعيش الإنسان في سعادة الحياة فنحن لم نخلق للعذاب الا إذا كفرنا بنعم الله وبعد ان عرفنا بعض أنواع الزينة التي أحاطنا بها الله لا ننسى ان الزينة واجبة علينا عند مقابلة الرحمن في المساجد بصفة خاصة .

وهو ما أشارت إليه الآية 31 في سورة الاعراف «يا بني آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد» صدق الله العظيم. ومفهوم الزينة هو النظافة والنظام والالتزام وليس التعري وهو ما جاءت به بعض نساء اليوم من تبرج ممجوج إلا المحجبات الطاهرات فهن ان شاء الله من أهل الجنة.

جعل الله العلي القدير الكواكب التي نراها زينة لنا فهي لا تصلح للسكن أو الإعاشة فيها فقد اختار الله لنا كوكب الأرض لنعيش فيه وذلك لأنه يناسب جميع الخلائق إذ يقع كوكب الأرض على مسافة متوسطة 93 مليونا وهذه المسافة المتوسطة تحقق الاتزان في درجة الحرارة فالمعروف أن كوكب الزهرة وهو الكوكب المجاور ومباشرة لكوكب الأرض تصل فيه درجة الحرارة إلى ما يزيد على 400 درجة مئوية.

وفي هذا الهلاك الكامل لعالم الإنسان ثم عالم الحيوان ثم عالم النبات ثم عالم البحار الذي ستتبخر وتتصحر هذه البحار ويكون الهلاك المؤكد لجميع الخلائق ثم إذا درسنا كوكب المريخ وهو الكوكب الخارجي والقريب من الأرض فإن درجة الحرارة لا تزيد على 17 درجة مئوية نهاراً و 50 درجة مئوية تحت الصفر ليلاً، ومع اختلاف درجات الحرارة بين الليل والنهار ينهار الإنسان عصبياً.

لأنه لا يوجد تدرج كما على كوكب الأرض الذي تتدرج فيه الحرارة بانتقالها من الصيف إلى الخريف إلى الشتاء إلى الربيع ثم ان مدى كل فصل من الفصول الأربعة على المريخ تساوي 6 أشهر وذلك لأن طول السنة المريخية ضعف السنة الأرضية، أما أهم وأخطر الأمور في خلق الله تعالى الخبير هو أن الماء على كوكب الأرض يتواجد بثلاث صفات وهي بخار وسائل ومتجمد وهذا غير متاح على أي من كوكب المجموعة الشمسية على الإطلاق وبديهياً .

ولن نبحث الجاذبية التي وضعها الله العليم داخل كوكب الأرض فهي جاذبية مناسبة لخلق الله جميعاً فلا هي بشديدة كما على كوكب المشترى حيث تبلغ فيه الجاذبية ثلاثة أمثال الجاذبية الأرضية، وبالتالي لا يمكن للإنسان ان يعيش في أحسن تقويم بل سيضطر أن يزحف على يديه وأرجله كالحيوان حتى يمكنه السير على سطح كوكب المشترى نظراً لشدة الجاذبية كما أن الجاذبية على كوكب المريخ ضعيفة إذ تبلغ ثلث الجاذبية الأرضية .

وبالتالي لا تستقيم الحياة نظراً للتصادم المستمر بين الناس وبعضها أثناء سيرهم على كوكب المريخ، ومن هذا نرى أن المقارنات بين جميع كواكب المجموعة الشمسية يفوز بها كوكب الأرض بالفوز العظيم على أقرانه من الكواكب فنشكر الله على هديته لنا بهذا الكوكب الأرضي العظيم والذي يستمد عظمته من الخالق العظيم. فالمطلوب من الإنسان أن يتفكر في خلق الله فيؤمن بل يزداد إيمانا ولا يتفكر في ذات الله فيفقد عقله هذا ما أوصانا به سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام.

الكواكب الملاحية

أطلق علماء الفلك على الكواكب التي يمكن رؤيتها بالعين المجردة اسم الكواكب الملاحية وذلك لأنها تستخدم في ملاحة السفن أثناء إبحارها في أعالي البحار وهي بترتيب بعدها عن الشمس عطارد ثم الزهرة وهذان الكوكبان يطلق عليهما الكواكب الداخلة نظرا لوقوعها بين الشمس ومدار كوكب الأرض ثم كوكب المريخ وكوكب المشتري والذي يتبعه 16 قمرا.

ثم كوكب زحل الذي يتبعه 20 قمرا ويطلق على هذه الكواكب الخارجية لأنها تقع خارج مدار كوكب الأرض وهذا يعني انه داخل المجموعة الشمسية عدد كبير من الأقمار وليس قمرا واحدا والمعروف به كوكب الارض الذي له قمر واحد ثم تأتي اية تحتوي على دقة البلاغ وهو ما جاء في سورة فصلت من الاية 37 «لا تسجدوا للشمس ولا للقمر واسجدوا لله الذي خلقهن إن كنتم إياه تعبدون» صدق الله العظيم وجاءت كلمة «خلقهن» لنشير الى حقيقة علمية ظهرت من 500 سنة فقط .

وهي ان جميع النجوم ما هي الا شموس وان المجموعة الشمسية التي نعيش فيها تحتوي على 62 قمرا اي جمع من الاقمار فمن اين جاء هذا التعبير القرآني الدقيق انه من العليم الخبير انه من الله خالق كل شيء والذي احصى كل شيء عددا سورة الصافات (ان زينا السماء الدنيا بزينة الكواكب» صدق الله العظيم، فهذه الكواكب لها صورة جمالية عند الغروب أو قبل الشروق حيث نرى كوكب الزهرة واسمه الكوكب النير فهذا أقوى الكواكب في الإضاءة.

ثم نرى كوكب المريخ بلونه الأحمر المميز ثم نرى كوكب المشترى وهو الكوكب العملاق اذ انه يبلغ حجمه 1300 مرة من حجم كوكب الارض ثم نرى كوكب زحل بلونه الاصفر المميز وهكذا يمكن تمييز هذه الكواكب باللون وبقوة الضوء فيما بينها وقد استخدم الملاحون على ظهر السفن التي تعبر أعالى البحار هذه الكواكب الخمسة في توقيع مكان السفينة حينما يكون الابحار بعيدا عن الساحل وفي اعماق البحار وذلك بقياس ارتفاع الكوكب عن الافق مع تحديد اتجاه الكوكب في علاقة مع كوكب آخر يتم إيجاد خط الموقع لكل منهما ومن ثم يتم تحديد موقع السفينة بكل دقة.

الكواكب القصية

وهي الكواكب التي لا يمكن رؤيتها بالعين المجردة وإنما يستلزم لرؤيتها مراقب فلكية وهي بترتيب بعدها عن الشمس الكوكب أورانوس والكوكب نيبتون والكوكب بلوتو آخر وأصغر كواكب المجموعة الشمسية وقد يتساءل البعض لماذا خلق الله عز وجل هذه الكواكب القصية والتي لا يراها الإنسان إلا بالمراقب الفلكية وبالتالي تكون قد فقدت السبب الأول وهو الزينة ولكن بعد بحث العلماء فيما هو أهمية هذه الكواكب القصية أي البعيدة داخل المجموعة الشمسية قالوا إنه الميزان والاتزان دون أن ينتبهوا إلى ما جاء في كتاب الله الكريم في الآية 7 من سورة الرحمن (والسماء رفعها ووضع الميزان) صدق الله العظيم.

فالمعروف علمياً أن السماء والأرض كانت قطعة واحدة ثم انفصلا عن بعضهما وهو ما أشارت إليه الآية 30 من سورة الأنبياء (.. كانتا رتقاً ففتقناهما..) وبالتالي كان رفع السماء عن الأرض ولكن تحت سيطرة الجاذبية الأرضية بحيث لا يمكن للسماء أن تهرب من الأرض فهي ممسوكة بأعمدة مغناطيسية وهو ما أشارت إليه الآية 2 من سورة الرعد (الله الذي رفع السماوات بغير عمد ترونها..) صدق الله العظيم.

ثم نعود مرة أخرى إلى ما بعد رفع السماء فإن الله قد وضع الميزان في المجموعة الشمسية بمجموعة الكواكب لتحقق الاتزان بين القوة الطاردة المركزية أمام القوى العملاقة لقوى الجذب الشمسية وقد أقر العلماء بأن أي خلل في هذا الميزان بين القوتين قد يؤدي إلى انتثار الكواكب كما أشارت الآية 2 من سورة الانفطار (وإذا الكواكب انتثرت).

وهذا الانتثار يعني سقوطها بعيداً عن الشمس لهذا ينتاب علماء الفلك الذعر حينما تقع جميع كواكب المجموعة الشمسية على خط مستقيم واحد كما حدث في عام 1988 فتنبأ بعض العلماء الجهلاء بأمر الدين أن القيامة ستقوم في يوم التقاء مراكز الكواكب على خط مستقيم واحد مع مركز الشمس .

ولكنهم لا يعلمون أن الساعة تأتي بغتة، وهو ما أشارت إليه الآية 187 في سورة الأعراف (يسألونك عن الساعة أيان مرساها قل إنما علمها عند ربي لا يجليها لوقتها إلا هو ثقلت في السماوات والأرض لا تأتيكم إلا بغتة) صدق الله العظيم. ولكن الذي يجب أن نعلمه من التقاء الكواكب على خط مستقيم واحد هو أن الماء على كوكب الأرض يكون أعلى ماء عند هذا الحدث.

قاسم لاشين

Email