وعد الله للمؤمنين

وعد الله للمؤمنين

ت + ت - الحجم الطبيعي

قال الله تعالى: (وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا يعبدونني لا يشركون بي شيئاً ومن كفر بعد ذلك فأولئك هم الفاسقون، وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة وأطيعوا الرسول لعلكم ترحمون).

هذه الآية بها وعد من الله سبحانه للمؤمنين بالله ورسوله، المطيعين لأمره ونهيه ليورثنهم أرض المشركين ويستخلفنهم فيها (كما استخلف الذين من قبلهم)، كما فعل من قبلهم ببني إسرائيل (وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم)، (وليبدلنهم من بعد خوفهم أمناً) أي وليغيرن حالهم من الخوف الذي هم فيه إلى الأمن.

(يعبدونني لا يشركون بي شيئاً) أي: يخضعون لي بالطاعة ويتذللون لأمري ولا يشركون في عبادتهم شيئاً غيري (ومن كفر بعد ذلك فأولئك هم الفاسقون) ومن كفر بهذه النعمة فأولئك هم الخارجون عن أمر ربهم.

(وأقيموا الصلاة) فلا تضيعوها (وآتوا الزكاة) التي فرضها الله عليكم (وأطيعوا الرسول) فيما أمركم ونهاكم (لعلكم ترحمون) كي يرحمكم ربكم.

ويقول الحق سبحانه وتعالى في كتابه الكريم من سورة الحج: (إن الله يدافع عن الذين آمنوا إن الله لا يحب كل خوان كفور، أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا وإن الله على نصرهم لقدير، الذين أخرجوا من ديارهم بغير حق إلا أن يقولوا ربنا الله ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لهدمت صوامع وبيع وصلوات ومساجد يذكر فيها اسم الله كثيراً ولينصرن الله من ينصره إن الله لقوي عزيز الذين إن مكناهم في الأرض أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر ولله عاقبة الأمور).

فالله سبحانه لا يحب الذي يخون ربه فيخالف أمره ونهيه ويجحد نعمه، (أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا) أي : أذن الله للمؤمنين بقتال المشركين بسبب ظلم المشركين (وإن الله على نصرهم لقدير)، (الذين أخرجوا من ديارهم بغير حق) وهم الذين أخرجهم كفار قريش من ديارهم بمكة بغير حق (إلا أن يقولوا ربنا الله)، (ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض) بمعنى:

ولولا دفع الله المشركين بالمسلمين وكفه ببعضهم التظالم (لهدمت صوامع وبيع وصلوات) فهدم القاهرون صوامع الرهبان وكنائس النصارى ومعابد اليهود (ومساجد يذكر فيها اسم الله كثيراً) ومساجد المسلمين التي يذكر فيها اسم الله كثيراً (ولينصرن الله من ينصره) أي وليعينن الله من يقاتل في سبيله (إن الله لقوي عزيز) قوي على نصر أهل ولايته.

(الذين إن مكناهم في الأرض أقاموا الصلاة) وهم أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم الذين إن نصرناهم على أعدائهم فقهروا المشركين أطاعوا الله بإقامة الصلاة بحدودها (وآتوا الزكاة) أي أعطوا زكاة أموالهم لمستحقيها (وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر) دعوا الناس إلى توحيد الله والعمل بطاعته ونهوا عن الشرك بالله والعمل بمعصيته الذي ينكره أهل الحق والإيمان (ولله عاقبة الأمور) ولله مصير أمور الخلق في الثواب والعقاب .

ومن الواجب أن ننفذ المراد فى آيات الله .. حتى نؤكد إيماننا بالله ورسوله .. ونؤكد انتماءنا الحقيقي والإيجابي .. إلى هذا الدين القيم الذي لا بد وأن نعمل بكل قوة مالية وجسدية على أن نكون من المناصرين له والمدافعين عنه حتى ينصرنا الله تعالى على جميع أعدائنا الذين يحرصون دائماً وأبداً على غزونا والاستيلاء على خيراتنا.

رجاء علي

Email