لا نزال مع فوائد الصلاة وكتاب الباحث عدنان الطرشه بعنوان «الصلاة والرياضة والبدن» ويقول الباحث: ان كبار السن (60 ـ 83 سنة) يتميزون بحالات ارتعاش الأطراف بمقدار 1,96% زيادة عن سن الشباب، ويوصي بأهمية ممارسة التمارين البدنية في هذا السن المتقدم.
ويتفق الباحثان استراند ،وهتشيشر ، على أهمية ممارسة التمرينات لكبار السن لكي يحتفظوا بحالتهم العقلية والنفسية والبدنية نشطة. والسؤال ما هي التمرينات الملائمة لكبار السن فوق 60 عاماً؟
ويجيب: عندما نتأمل في وصفة التمارين البدنية المعطاة لكبار السن نجدها تركز أولاً على المشي، وهذا المشي يمارسه المسلم من كبار السن خمس مرات في اليوم، في الواقع، وذلك عندما يواظب على أداء الصلوات الخمس في المسجد.
ونجد ثانياً ان هناك عدة تمارين رياضية خفيفة ينصح كبير السن بممارستها ومعظمها لا يخرج عن تمارين مشابهة لحركات الصلاة، فهو ينصح بممارسة تمارين لليدين، وهو يمارسها في رفع اليدين في الصلاة، وبتمارين للجذع، وهو يمارسها في الركوع والسجود، وبتمارين للرجلين، وهو يمارسها في النزول والقيام، وبتمارين للرقبة، وهو يمارسها في التسليم.. إلخ.
وعندما يصف أطباء القلب وغيرهم تمارين بدنية كعلاج لكبار السن لا نجدها، أيضاً، تخرج عن ما يمارسه كبير السن بمحافظته على الصلوات في المساجد من مشي وحركات بدنية.
هذا، واذا كان الأطباء وغيرهم ينصحون كبار السن بممارسة التمارين الرياضية مرة واحدة في اليوم على الأقل ـ والقليل من الناس من يستطيع الالتزام بذلك ـ نجد أن كبير السن من المصلين يؤدي هذه الحركات البدنية خمس مرات في اليوم في الصلاة وهو مسرور بذلك مع الالتزام بأدائها.
ومما تقدم ندرك كم لحركات الصلاة والمشي إلى المساجد لأدائها من أهمية لكبار السن وغيرهم من المسلمين. فالصلاة هي خير رياضة يمكن ان يمارسها كبار السن بدون خوف على أجسامهم،
ولذلك لا يجب على المسن ان يترك الصلاة، أو يترك المشي إلى المساجد بدون عذر شرعي، فيستسلم للخمول والكسل وكثرة الأكل، والأعظم من ذلك ان يدخن السجائر أو غيرها من السموم..! فهذه كلها تميت الخلايا وتسرع بالإنسان الى الشيخوخة ثم الموت، سواء أكان كبيراً في السن أم شاباً في مقتبل العمر.
والصلاة تحفظ صحة قلب كبير السن وأوعيته الدموية مما يبعد عنه مخاطر الإصابة بنوبات الذبحة الصدرية التي زادت نسبتها بشكل كبير في بلاد الغرب، حيث يربط الأطباء بينها وبين ما يتعرض إليه إنسان العصر الحديث من عوامل التوتر والاجهاد اليومي.
كذلك فإن حفظ صحة الأوعية الدموية وخاصة المغذية لنسيج الدماغ ـ تمكن الدماغ من المحافظة على إنجاز وظائفه بشكل متكامل طوال سن الشيخوخة. كما ان الصلاة وسيلة وقائية وعلاجية ينتفع منها جميع الفئات على السواء،
لأن الصلاة تعني ضرورة استرجاع آيات القرآن والأدعية المأثورة والأذكار بشكل مستمر، وهذا الاسترجاع الدائم للنصوص والمعلومات يعد من أفضل الوسائل العلاجية الوقائية التي تحول دون وقوع المسنين في شرك العته والنسيان والإصابة بمرض الخوف.
فالتغذية المثالية للدماغ بالدم التي تتكرر بالسجود ينتج عنها تقليل نسبة حدوث الخرف عند المصلين خاصة المسنين منه، والخرف هو العته الشيخي، وهو تأخر عقلي يصيب بعض المسنين، وتبدأ أعراضه بمراحل تدريجية تنتهي بإضطراب في الإرادة والذاكرة والسلوك وتردي في العواطف والوجدان ووظائف الأعضاء المختلفة. فنتيجة لهذه التروية المستمرة للدماغ بالدم.
نرى ان نسبة حدوث مرض الخرف عن المصلين هي أقل بكثير من حدوثه عند غيرهم، كما ان الأمراض العقلية والنفسية الأخرى ـ اذا حذفنا الأسباب الوراثية ـ هي من الضآلة بمكان حتى انها لا تعد مشكلة عند الشعوب الإسلامية، ولكنها تكون مشكلة ضخمة تزداد تعقيداً يوماً بعد يوم عند الشعوب الأخرى،
حتى ان بلداً مثل انجلترا قد قارب عدد أسرة المستشفيات للمصابين بهذه الأمراض 45% من مجموع الأسرة عامة..! قال الله تعالى: «من عمل صالحاً من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون»
tantawi2006@hotmail.com