في هذه الحلقة من التحقيق نتابع ما يقوله الأطباء عن أضرار تدخين الشيشة وفي مطلعها سرطان الفم والسل وقرحة المعدة وتأثيرها السلبي المباشر على نمو الأجنة لدى النساء. كما نطالع قصة سيدة أقلعت عن التدخين بعدما كادت تتسبب بمقتل أطفالها، إضافة الى شروط تراخيص محلات الشيشة في أبوظبي والبدايات الأولى لتدخين الشيشة في القرن الرابع عشر في الهند، ثم في تركيا حيث كادت تندلع أزمة دبلوماسية بين فرنسا والدولة العثمانية عندما رفض السلطان العثماني تقديمها للسفير الفرنسي. أما «المدواخ» فله قصة أخرى، لكن في السياق ذاته، وتالياً التفاصيل:
دبي ـ عماد عبدالحميد:
رغم قلة الدراسات التي أجريت على التأثير الضار للشيشة في مجتمع الإمارات إلا أن ما نشر حتى الآن يشير إلى ارتباط وثيق بين تدخين الشيشة وسرطان الفم وفقا لدراسة أجريت في كلية طب الأسنان بجامعة الأزهر المصرية ونشرت في المجلة الدولية لأمراض الجلد عام 1999. وأوضحت الدراسة أن تدخين الشيشة الذي يتم عن طريق أنبوب من المطاط يرتبط ارتباطا وثيقا ببعض حالات سرطان الفم.
ويقول الدكتور مروان عبد الحميد اختصاصي الأمراض الصدرية في احد المراكز الطبية الخاصة بدبي: إن هناك اعتقاداً سائداً بين الناس بأن تدخين الشيشة أخف من تدخين السجائر وأقل ضررا حيث إن دخان الشيشة يتم تنقيته بواسطة مياه الشيشة إلا أن الدراسات أثبتت عكس ذلك حيث بينت أن تدخين رأس من الشيشة يساوي من ناحية الأضرار تدخين 3 علب سجائر.
وأوضح أن مدخن الشيشة يمتص غاز ثاني أكسيد الكربون أكثر من مدخن السجائر وبذلك يكون أكثر عرضة للإصابة بأمراض القلب والرئتين. ويضيف: «مدخنو الشيشة» أكثر عرضة للإصابة بقرحة المعدة نظرا لكثرة الكولسترول والحموضة عند مدخني الشيشة. ويشكو مدخنو الشيشة دائما من آلام في الرأس ودوران، وزغللة في النظر، وخفقان في القلب. كما يؤدي تدخين الشيشة إلى بعض أمراض الجهاز التنفسي مثل انسداد الشعب الهوائية ناهيك عن انتشار بعض الأمراض المعدية نتيجة لقيام أكثر من مدخن بالتناوب على نفس الشيشة.
ويضيف الدكتور مروان بأن التأثير الضار للشيشة لا يقتصر على تدخين التبغ أو المعسل، وإنما يمتد أيضا لشيشة الفواكه وهي شيشة خالية من التبغ وتحتوي على بعض قشور الفاكهة والتي يتم تخميرها ومعالجتها (بالمولاس) وهو العسل الأسود أو (الجليسرين) كمادة لاحقة، وتكمن خطورة هذا النوع من الشيشة في احتوائه على المواد اللاصقة وخاصة (الجليسرين) والذي يؤدي حرقه عن طريق الفحم إلى تكوين مادة (الاكرولين) وهي من المواد السامة التي تتسبب في حدوث سرطان المثانة. وأشار إلى أن الشيشة لها تأثير سلبي مباشر على نمو الأجنة لدى النساء الحوامل مشددا على ضرورة ابتعاد النساء عن هذه الآفة.
وقال إن تناول الشيشة خاصة في المقاهي المغلقة قد يؤدي إلى انتشار مرض السل في حال كان احد الأشخاص من المصابين بالمرض خاصة وان البكتيريا المسببة تنتقل بسرعة عبر التنفس والهواء.
وأشار إلى أن مرض السل يعتبر من الأمراض المعدية والسريعة الانتقال ويحتاج علاجه إلى فترة زمنية طويلة قد تصل في بعض الأحيان إلى سنة كاملة أو أكثر للتخلص من أعراض المرض. وأشار إلى أن خطورة الإصابة بالمرض تكمن في قدرة البكتيريا على مقاومة المضادات الحيوية مشيرا إلى أن هناك أجيالاً جديدة من المضادات الحيوية على درجة عالية من الفعالية وتعطي نتائج جيدة خلال ثلاثة أسابيع.