في ثاني اختراق دبلوماسي لحركة «حماس» بعد روسيا، أعلن وزير الخارجية الفلسطيني محمود الزهار عن زيارته إلى الصين في مايو المقبل، لكن التطور الأبرز كان اعلان وزير الخارجية الفلسطيني محمود الزهار عن قبول الحركة لأول مرة على حل يقوم على اساس الدولتين. في رسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة كوفي عنان دعا الزهار أمس إلى حوار جاد بين اللجنة الرباعية والحكومة والسلطة الفلسطينية، وأقر بتطلع الفلسطينيين «للعيش بسلام» مع جيرانهم مشيرا لأول مرة إلى حل يقوم على «دولتين» فلسطينية وإسرائيلية.

وقال الزهار في رسالته «نحن نتطلع كباقي دول العالم إلى العيش بسلام وأمان وان يتمتع شعبنا بالحرية والاستقلال والحياة الكريمة جنبا إلى جنب مع باقي جيراننا في هذه البقعة المقدسة من العالم». أضاف الزهار في رسالة وجهها للامين العام للأمم المتحدة «أتوجه من خلال هذا الخطاب إلى معاليكم للعمل مع اللجنة الرباعية لبدء حوار جاد وبناء مع السلطة الوطنية الفلسطينية وحكومتها الجديدة».

وأضاف الزهار «أعبر لكم يا معالي الأمين العام للأمم المتحدة عن تقديري لجهودكم المتواصلة وعملكم الدؤوب من أجل ترسيخ قيم العدل والمساواة والتنمية والحفاظ على السلم والأمن الدوليين». وقال الزهار «إننا نأمل من معاليكم العمل مع المجتمع الدولي ومع اللجنة الرباعية الدولية من أجل الاستمرار في دعم الشعب الفلسطيني ومؤسساته وتمكينه من نيل حقوقه المشروعة بما فيها حقه في إقامة دولته المستقلة ذات السيادة الكاملة وعاصمتها القدس وحق اللاجئين في العودة والتعويض».

وأضاف «نأمل أيضا في أن تعيد بعض الدول النظر في المواقف والقرارات المتسرعة وخصوصا فيما يتعلق بوقف المساعدات وإتباع لغة التهديد بدلا من الحوار» مشددا على استعداد الحكومة الفلسطينية للحوار الجاد والبناء والعمل مع الأمم المتحدة ومختلف دول العالم من أجل تعزيز الأمن والسلم الدوليين وتحقيق السلام والاستقرار في المنطقة على أساس الحل العادل والشامل.

الى ذلك دعا السفير الصيني في القطاع يانغ دي قوه وزير الخارجية الفلسطيني محمود الزهار إلى زيارة بلاده منتصف مايو المقبل بعد لقاء جمعهما مؤكداً دعم الحكومة الصينية للشعب الفلسطيني وخياره الديمقراطي، وأوضح الزهار ان وفدا رفيعا من حكومته سيقوم في منتصف مايو المقبل بزيارة إلى شرق آسيا لحضور مؤتمر دولي هناك وأنه في نفس الشهر «سنقوم بجولة ستكون الصين أول دولة نزورها وسنزور دول آسيا،شرقها ووسطها وغربها على مراحل وسيسبق ذلك زيارة ربما في منتصف هذا الشهر إلى مصر ومنطقة الجزيرة العربية».

وقال الزهار للصحافيين عقب لقائه بالسفير الصيني في مقر وزارة الخارجية في مدينة غزة « التقينا اليوم بالسفير الصيني لهذه الدولة المهمة لدينا تحدثنا عن موقف الحكومة الجديد وسياستها وعن الاتفاقيات التي تمت بين فلسطين والصين في مجالات الرياضة والصحة وبناء مبنى لوزارة الخارجية في رام الله وآليات تنفيذ ذلك».

وفي المقابل عبرت إسرائيل عن أسفها لأي مبادرة في اتجاه قيادي من حركة المقاومة الإسلامية (حماس). وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الإسرائيلية مارك ريغيف ان «كل شخص يعترف بحكومة حماس قبل ان تنصاع هذه الحركة لمطالب المجموعة الدولية عبر الاعتراف بإسرائيل ونبذ الإرهاب وقبول الاتفاقات المبرمة، يساهم في بقائها على مواقفها المتطرفة». وأضاف «إذا تمكنت حماس من الحصول على اعتراف بدون ان تضطر لتعديل هذه المواقف، فليس هناك أي فرصة في ان تصبح أكثر اعتدالا».

وفي إطار منفصل تعتزم حماس الاعتماد على الشرطة الزرقاء ـ التي تعد ذراعا هامشيا في أجهزة الأمن الفلسطيني- لفرض القانون في الأراضي الفلسطينية ولهذا الغرض ستجند كوادر من نشطائها في الشرطة كما تلتزم الشرطة الزرقاء بالامتناع عن اعتقال المقاومين، أو نشطاء المنظمات الأخرى. وسمحت الحكومة الفلسطينية للشرطة الزرقاء بإطلاق لحاهم، الأمر الذي كان محظورا عليهم طوال السنوات الماضية.

في غضون ذلك أعلن أولمرت رئيس حزب كاديما أمس عن مفاوضات مقبلة مع حزب العمل تمهيدا لتشكيل حكومة ائتلافية وقال أولمرت خلال مؤتمر صحافي في ختام لقائه مع رئيس حزب العمل عمير بيريتس «حين يكلفني الرئيس (موشيه كاتساف) تشكيل الحكومة، سنبدأ مفاوضات تمهيدا لتشكيل حكومة ائتلافية يكون فيها العماليون شريكا بارزا». وأوضح «التقينا بتوافق من الطرفين خلال اليومين الماضيين»، وكانت الإذاعة العامة والشبكة العاشرة الخاصة في التلفزيون الإسرائيلي أفادت ان أولمرت وبيريتس عقدا لقاء سريا أول من أمس في منزل أولمرت الخاص في القدس.

وقال بيريتس من جهته «إنني مسرور لهذا اللقاء (..) وجدنا سبيلا إلى التفاوض بشكل مباشر بغية تشكيل حكومة في أسرع وقت ممكن وسأوصي الرئيس كاتساف بتكليف أولمرت». وأضاف ان «هذه الحكومة التي سيتزعمها كاديما ستكون حكومة مستقرة ستتم السنوات الأربع من ولايتها وستحقق أهدافها ومن أبرزها تحريك آمال السلام».

غزة ـ «البيان» والوكالات: