رفسنجاني يحذر حكومة نجاد من خروج الملف النووي عن السيطرة

رفسنجاني يحذر حكومة نجاد من خروج الملف النووي عن السيطرة

ت + ت - الحجم الطبيعي

شجبت طهران بشدة امس تهديد الرئيس الفرنسي جاك شيراك برد غير تقليدي اي نووي على «قادة الدول الذين يلجأون الى وسائل ارهابية»، وأكدت عدم اكتراثها لاحتمال احالة ملفها النووي إلى مجلس الامن الدولي وجددت التلويح بعواقب وخيمة لاي اعتداء اسرائيلي، فيما كان لافتا تحذيرالرئيس الايراني الأسبق هاشمي رفسنجاني لحكومة الرئيس الإيراني أحمدي نجاد من خروج القضية النووية تخرج عن السيطرة.

وقال رئيس مجلس الشورى الايراني غلام علي حداد عادل في خطاب في البرلمان بثته الاذاعة مباشرة أمس «يمكننا التفكير ان الرئيس الفرنسي ادلى بهذه التصريحات في محاولة لاستعادة مكانة فرنسا في العالم بعد الاضطرابات الاخيرة، حيث نزل شبان مستاؤون من الظلم وانتهاكات حقوق الانسان الى الشوارع واحرقوا مئات السيارات». واضاف انه «امر مشين للشعب الفرنسي ان يقول رئيسه انه سيستخدم السلاح الذري تحت ذريعة مكافحة الارهاب». وتابع انه «على الفرنسيين ان يبذلوا جهودا لسنوات لمحو العار الذي تركه قتل مليون جزائري ومحو ذكرى مساعدة فرنسا لصدام حسين والمجازر في افريقيا».

من جهته، قال الناطق باسم الحكومة الايرانية حميد رضا آصفي ان «تصريحات الرئيس الفرنسي غير مقبولة وغير مبررة». واضاف ان «هذه التصريحات عززت قلق الرأي العام في بلدان في العالم في مواجهة الدول التي تمتلك السلاح الذري».

ودان آصفي في لقاء اسبوعي مع الصحافيين أمس الطابع «السياسي» للاجتماع الطاريء لمجلس حكام الوكالة الدولية للطاقة الذرية في الثاني من فبراير المقبل. وقال «لسنا قلقين من مجلس الامن الدولي، لكن البعض يتبع اسلوبا غير سليم»، واصفا اجتماع مجلس حكماء الوكالة بأنه «تحرك سياسي».

وبشأن اقتراح روسيا نقل نشاطات التخصيب الايرانية الى روسيا لاثبات الطابع السلمي لبرنامج طهران النووي، اكد آصفي على الطابع «التكميلي» للخطة الروسية. وقال ان «الخطة الروسية يجب ان تؤخذ في الاعتبار على انها خطة تكميلية لنشاطات تخصيب اليورانيوم داخل البلاد».

وتعليقا على تهديد وزير الدفاع الاسرائيلي شاوول موفاز أول من أمس السبت بأن إسرائيل مستعدة للقيام بعمل عسكري لوقف البرنامج النووي الايراني، قال آصفي إن «هذا النوع من الجهود لممارسة ضغوط على إيران مسلك صبياني من جانب إسرائيل». وأضاف إن «إسرائيل تعرف تماما العواقب الوخيمة التي يمكن أن تترتب على خطأ كهذا (العمل العسكري)».

وكان موفاز قال لدى افتتاح منتدى عام في هرتسيليا شمال تل ابيب السبت «اننا نعطي الاولوية في هذه المرحلة للعمل الدبلوماسي، لكن لا يمكننا في كل الاحوال التساهل حيال خيار نووي لإيران وسيكون علينا الاستعداد« لمواجهته. واضاف «يتعين علينا تطوير خيار دفاعي مع كل ما يعنيه ذلك».

في غضون ذلك، نقلت وكالة أنباء الطلبة الايرانية عن رفسنجاني قوله «إن الاوروبيين وضعوا القضية النووية على الطريق الخطأ ويتعين على إيران ألا تدع هذا الطريق يخرج عن نطاق السيطرة». ولم يضف رفسنجاني مزيدا من التفاصيل في هذا الشأن غير أن مراقبين يعتقدون أنه يشير إلى التحذير «النووي» غير المباشر الذي وجهه شيراك إلى إيران. ورأى رفسنجاني إن هناك «حاجة لمبادرات جديدة لتجاوز المنعطف الحالي» من أجل تسوية القضية النووية.

ويعرف الرئيس الايراني الاسبق، وهو أحد أبرز النافذين في النظام الإسلامي بعد المرشد الأعلى علي خامنئي، بأنه يتبنى موقفا أكثر اعتدالا إزاء النزاع النووي وكذلك بأنه معارض قوي للسياسات التي ينتهجها الرئيس الحالي أحمدي نجاد.

Email