الدليمي يهنئ الحكيم بنتائج الانتخابات

طالباني ينجو من هجوم انتحاري

ت + ت - الحجم الطبيعي

قبل انطلاق أصعب جولة من المفاوضات العراقية لتشكيل الحكومة المنتخبة يتوقع إعلانها منتصف الشهر، لاحت بوادر مرحلة توافق لطي خلافات الانتخابات الأخيرة بتهنئة وجهها زعيم جبهة التوافق (السنية) عدنان الدليمي إلى زعيم المجلس الأعلى للثورة الإسلامية (الشيعي) بنتائج الانتخابات التي فاز بها الائتلاف العراقي الموحد بزعامة الحكم، في وقت نجا الرئيس العراقي جلال طالباني أمس من هجوم استهدف موكبه وادى إلى إصابة خمسة من حراسه.

وقالت فضائية كردستان الكردية أمس إن موكب طالباني تعرض لهجوم انتحاري بسيارة ملغومة في ناحية سلمان بك القريبة من قضاء طوز خورماتو الشمالي. وأضافت الفضائية التي تبث من أربيل نقلا عن مصدر مسؤول أن موكب الرئيس العراقي تعرض للهجوم لدى عودته إلى كردستان، مشيرة إلى أن الهجوم تم بواسطة سيارة يقودها انتحاري.

وقال المقدم عباس محمد البياتي إن القنبلة انفجرت حينما دخل الموكب بلدة طوز خورماتو التي تبعد 70 كيلومترا إلى الجنوب من مدينة كركوك في وقت متأخر يوم الجمعة. وأوضح المقدم ازاد خضر من شرطة كركوك «أصيب خمسة من رجال الامن التابعين لمكتب الرئيس العراقي بجروح بانفجار عبوة ناسفة». ونفى تعرض موكبه الى الهجوم الانتحاري.

وحضر طالباني في وقت لاحق مصادقة البرلمان الكردي على اتفاق توحيد الادارة في اقليم كردستان بمشاركة رئيس الاقليم مسعود البارزاني. وينص الاتفاق على ان يكون رئيس البرلمان من الاتحاد الوطني الكردستاني بزعامة طالباني ورئيس الوزراء من الحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة البارزاني.

في موازاة ذلك، قال بيان للمجلس الأعلى للثورة الإسلامية تلقت «البيان» نسخة منه: «ان زعيم قائمة الائتلاف العراقي الموحد السيد عبد العزيز الحكيم تلقى اتصالا هاتفيا من زعيم قائمة جبهة التوافق العراقية الدكتور عدنان الدليمي هنأه فيها بنتائج الانتخابات، وتمنى التعاون بين الأطياف السياسية من أجل إيقاف نزيف الدماء في البلاد وإكمال مسيرة بناء العراق الجديد».

وقال عضو الأمانة العامة للجبهة العراقية للحوار الوطني ميناس اليوسفي: «إن الجبهة العراقية تغاضت عن هذه الاعتراضات والطعون من اجل الحفاظ على الوحدة الوطنية وعلى وحدة العراق وحمل العملية السياسية إلى بر الأمان». ودعا «جميع الأطراف والكتل السياسية إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية وليس التوجه إلى تشكيل حكومة مشاركة وطنية».

وفي سياق التحضير لمشاورات تشكيل الحكومة قال مهدي حافظ الفائز في بغداد عن القائمة الوطنية العراقية (ليبراليون) لن يتأخر تشكيل الحكومة رغم صعوبة المفاوضات على أن يتم ذلك «نحو منتصف الشهر المقبل.

في غضون ذلك قالت شخصيات مقربة من الائتلاف العراقي في طهران ان قائمة الائتلاف قد حسمت امرها لانتخاب عادل عبدالمهدي مرشح المجلس الاعلى بدلاً من إبراهيم الجعفرى. كما ان الائتلاف وافق على ترشيح جلال طالباني رئيساً للجمهورية. وبحسب قول الشخصيات العراقية فان الحركات السياسية العراقية السنية تؤيد ترشيح عادل عبدالمهدي باعتباره من الشخصيات التى لها صلات واسعة مع الحركات والاحزاب العراقية.

وخلال دقائق من إعلان نتائج الانتخابات الجمعة شن مسلحون هجمات بقذائف «الهاون» على قاعدتين أميركيتين في الرمادي معقل المسلحين مما أدى إلى وقوع إصابات طفيفة بين الجنود الأميركيين. وأعلنت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) أنها رفعت الجمعة طلبا تبلغ قيمته 70 مليون دولار لشراء قطع من السيراميك لتقوية سترات الجنود المضادة للرصاص.

من جهته، انتقد مستشار الأمن القومي للحكومة العراقية موفق الربيعي، الاتصالات السرية بين الأميركيين والمتمردين، مؤكدا أن «سياسة التهدئة» هذه تهدد الأمن في البلاد. وقال في مقابلة مع صحيفة «واشنطن تايمز» الأميركية إن هذه الاتصالات مع المتمردين العراقيين أجريت من دون علم الحكومة التي يهيمن عليها الشيعة. وأضاف «اعتقد أن الأميركيين يرتكبون خطأ كبيرا وقاتلا باتباعهم سياسة التهدئة هذه، وعليهم ألا يفعلوا ذلك. وعليهم الإفساح في المجال أمام الحكومة العراقية للاهتمام بالأمر».

وردا على سؤال عن هذه التصريحات، لم يدل المتحدث باسم «البنتاغون» بريان وايتمن بتعليقات عن اتصالات محتملة مع السنة المؤيدين للمقاومة ، وقال «من خلال ما اعرفه، يجري التحالف اتصالات بقادة مجموعات نافذة في العراق لتبديد الهواجس المشروعة للناس ودفعهم إلى المشاركة في العملية السياسية». واعتبر الربيعي في المقابلة أن أي اتفاق مع المتمردين «من شأنه أن يزيد الوضع الأمني في بلادنا تعقيدا».

بغداد ـ «البيان» والوكالات:

Email