مقتل 22 شخصا بانفجارين في بغداد

الفريق الدولي يقر بالتزوير ولا يلغي نتائج الانتخابات العراقية

ت + ت - الحجم الطبيعي

أقر تقرير الفريق الدولي للتدقيق في الانتخابات العراقية بحدوث عمليات تزوير لم يتمكن من تحديد حجمها وبالتالي لم يشكك في النتائج النهائية المتوقع إعلانها اليوم الجمعة. واستبقت القوات الأميركية والعراقية إعلان تلك النتائج بحملة أمنية كبيرة في بغداد تحسبا لأي عمليات مسلحة غير ان ذلك لم يمنع من وقوع هجمات عدة، أسفرت اثنتان متزامنتان منها عن مقتل 22 شخصا في بغداد.

فقد أكد التقرير النهائي للخبراء الدوليين «حصلت عمليات تزوير وانتهاكات جرى توثيقها في الشكاوى (...) وربما لم يمكن رصد بعض الانتهاكات»، مشيراً إلى «تعذر تحديد مدى اتساع نطاق هذه الانتهاكات في ظل الظروف الحالية».

وأشار إلى «نواقص في إدارة العملية الانتخابية» منها «المخاوف الأمنية التي تسببت في اعتماد عدد غير ملائم من مراكز الاقتراع وتوزيع غير مثالي لها في بعض المناطق»، إضافة إلى «نقص في أوراق الاقتراع ومشكلات في سجلات الناخبين». وأضاف «بخلاف كل هذه المشكلات فإن الفريق لم يتلق أدلة قاطعة تفيد حدوث تقصير مؤثر في العملية الانتخابية».

ولم يشكك التقرير في صفحاته الثماني بالنتائج النهائية للانتخابات والتي ستعلنها المفوضية العليا المستقلة على الأرجح اليوم. واعتبر انه «لم يكن لدى المفوضية الموارد التقنية والبشرية اللازمة للتحقيق في العدد الكبير من الشكاوى». وقال «نتيجة ذلك لم يمكن التعامل مع العديد من الشكاوى بالدقة اللازمة».

يذكر ان المفوضية العليا المستقلة للانتخابات أعلنت الاثنين ان التحقيق في نتائج الشكاوى عن الانتخابات أدى إلى إلغاء 227 صندوق اقتراع من أصل 31500 صندوق اقتراع في كل العراق أي اقل من 1%، مشيرة إلى ان ذلك لن يؤدي إلى تغيير مهم في النتائج.

ورأى الوفد الدولي ان إلغاء هذه الصناديق أدى إلى» إبطال قسم كبير من الأصوات المزورة، ولكنه أدى في الوقت نفسه إلى إبطال أصوات العديد من العراقيين الذين اقترعوا بشكل صحيح». وأعرب عن أسفه الشديد «لإلغاء نتائج صناديق الاقتراع دون الدعوة إلى إعادة الانتخابات في المناطق المعينة في ظل نظام انتخابي يعتمد على التمثيل النسبي للقوائم».

من ناحيتها رحبت المفوضية بالتقرير. وقال عبد الحسين الهنداوي عضو مجلس المفوضين لوكالة فرانس برس «التقرير ايجابي جدا»، لافتا إلى ان الثغرات التي عددها هي التي أشارت إليها المفوضية خصوصا فيما يتعلق بأعمال العنف وبتدريب الكادرات. وكرس التقرير في خطوطه العامة نتائج تحقيق المفوضية في الشكاوى ونوه بعملها في ظل العنف السائد في العراق.

وفي وقت سابق على إعلان التقرير استبعد حسين الشهرستاني عضو قائمة الائتلاف العراقي الموحد ان يضم تقرير البعثة الدولية فقرة تنص على ان الانتخابات شهدت عملية تزوير كبيرة.

وقال في تصريح للصحافيين أمس: «ان الائتلاف العراقي الموحد سيكون غير ملزم بتقرير البعثة الدولية». وأشار الشهرستاني إلى: «ان المفوضية العليا للانتخابات هي صاحبة القرار بإلغاء عدد من الصناديق أو عدد من المقاعد لأي كتلة معينة».

وأضاف: «ان المفوضية ستعلن نتائج الانتخابات غير المصادق عليها اليوم، مشيرا إلى ان أول جلسة لمجلس النواب ستكون بعد إعلان النتائج المصادق عليها، والتي من المؤمل ان تعلن خلال الأيام القليلة المقبلة».

وأوضح الشهرستاني:» ان الحوارات الفعلية حول تشكيل الحكومة ستبدأ الأسبوع المقبل بعد ان طلبت جبهة التوافق ذلك من اللجنة التي تشكلت في الائتلاف للتحاور في هذا الشأن». وأضاف:«ان الحكومة المقبلة ستشكل بأسرع وقت ممكن وذلك لتقارب وجهات النظر بين الكتل السياسية عكس ما حصل مع حكومة الجعفري التي واجهت عقبات كبيرة أثناء تشكيلها».

في غضون ذلك شنت قوات الأمن العراقية حملة كبيرة في بغداد أمس تحسباً لهجمات مسلحين عند إعلان نتائج الانتخابات اليوم. وأبلغ شهود عن مشاهدة زيادة في عدد نقاط التفتيش التابعة للجيش والشرطة في أنحاء المدينة. وتم إيقاف السيارات وتفتيشها مما تسبب في اختناق حركة المرور فيما قام الجنود بحراسة الشوارع.

وقال مسؤولون بالجيش الأميركي إنهم يتوقعون زيادة في أعمال العنف في أنحاء العراق من جانب العرب السنة عندما تعلن نتائج الانتخابات. وقال مسؤولون بوزارة الدفاع العراقية ان العملية الأمنية التي تستمر يومين شنت في الساعة السادسة أمس. وقال العميد جليل خلف الضابط بالجيش العراقي ل«رويترز» انه تم إنشاء عدد من نقاط التفتيش وإنهم مستعدون لتوفير الأمن للمواطنين العراقيين.

لكن هذه الحملة لم تحل دون وقوع هجمات حيث قتل مسلحون 22 شخصا على الأقل في هجومين متزامنين بقنابل بوسط بغداد أمس. وأعلنت مصادر أمنية عراقية ان 22 عراقيا قتلوا أمس وأصيب 46 بجروح في انفجارين احدهما ناجم عن سيارة مفخخة والثاني عن انتحاري يرتدي حزاما ناسفا في بغداد.

وأوضح المصدر «ان انتحاريا يرتدي حزاما ناسفا فجر نفسه داخل مقهى شعبي في حي البتاوين وسط بغداد مما أسفر عن مقتل 12 شخصا جميعهم من المدنيين». وبعد دقائق وفي المنطقة نفسها انفجرت سيارة مفخخة كانت متوقفة على جانب الطريق لدى مرور دورية للشرطة فقتلت عشرة أشخاص. من ناحية أخرى قال محافظ البصرة ان إيران ستفرج في وقت لاحق عن تسعة عراقيين من حرس السواحل اتهمت بغداد طهران «باختطافهم» من المياه الإقليمية في مطلع الأسبوع.

بغداد ـ «البيان» والوكالات:

Email