يستهدف تدريب 100 كادر طبي متخصص

انطلاق فعاليات الملتقى التدريبي في مجال الكوارث والأزمات

ت + ت - الحجم الطبيعي

بدأت أمس فعاليات برنامج تطوير مهارات الكوادر البشرية في مجال الكوارث والأزمات والذي تنظمه جامعة زايد بأبوظبي بالتنسيق مع البرنامج الوطني لتطوير مهارات الكوادر الطبية والمهنية بالدولة وتستمر فعالياته لمدة ثلاثة أيام.

وأكد الدكتور حنيف حسن مدير جامعة زايد في كلمته حرص الجامعة على المشاركة في تنظيم واستضافة الملتقى والتي تأتي في إطار التعاون مع المؤسسات والهيئات في مختلف المجالات تجسيداً لرسالتها العلمية والثقافية وتوفير إمكاناتها وخبراتها للمساهمة في خدمة قطاعات الدولة وتعزيز اهتماماتها بقضايا المجتمع، لافتا إلى أهمية الموضوعات التي يناقشها والتي تضيف رافداً جديداً في الخبرات المكتسبة و يحتاج إليها المختصون وأفراد المجتمع خاصة في ظل الظروف البيئية الراهنة والأزمات التي باتت تجتاح معظم مناطق العالم ويمتد تأثيرها إلى منطقة الخليج، وشدد مدير الجامعة على ضرورة نشر الوعي البيئي بكيفية المعالجة العلمية والتطبيقية للمشاكل الناجمة عن الكوارث والأزمات من خلال تضافر جهود كل المؤسسات وخاصة الإعلامية والتعليمية.

من جانبه أكد الدكتور عادل الشامري رئيس البرنامج الوطني لتطوير مهارات الكوادر الطبية والمهنية بالدولة أن التدريب يعد من المتطلبات الضرورية والإلزامية للكوادر الطبية العاملة في مجال القطاع الطبي بالدولة بهدف رفع مستوى وأداء الكوادر الطبية العاملين في مختلف القطاعات الحكومية والخاصة.

وقال: من هذا المنطلق حرصت الكوادر الطبية المواطنة القائمة على البرنامج الوطني لتطوير مهارات الكوادر الطبية والمهنية بالدولة على إطلاق برنامج وطني ضمن خطة استراتيجية قابلة للتنفيذ لتدريب 100 كادر طبي في مجال إدارة الكوارث والتعامل مع مرضى أنفلونزا الطيور بالتعاون مع المجموعة البريطانية لإنقاذ الحياة والجمعية الأميركية للكوارث ومركز حمد الدولي بقطر والمجلس البريطاني للإنعاش القلبي والكلية الأميركية للطوارئ ومستشفى النور.

وأشار الشامري إلى أن البرنامج التدريبي يتضمن محاضرات عملية وورش عمل تدريبية بإشراف نخبة من المدربين الدوليين إضافة إلى تطبيق عملي من خلال استحداث سيناريوهات تضاهي الكوارث وتدريب المشاركين على كيفية التعامل المباشر والمضاهي للواقع.

كما تتطرق المحاضرات والمناقشات إلى وضع استراتيجية للسيطرة والتحكم في ألازمات وكيفية التحضير والإعداد لمواجهة الكوارث وكيفية إعداد خطة عمل لكل مؤسسة حسب اختصاصها وكذلك عن وسائل الاتصال خلال الكارثة وكيفية إدامة الاتصال وطرق الاتصال المختلفة وأثرها على نجاح إدارة الكارثة وورش عمل عن كيفية تصنيف المصابين حسب الأولويات وخطورة الإصابات وورش عمل عن علاج المصابين أثناء الكارثة وكيفية تقديم الإسعافات التخصصية بطريقة علمية وورش عمل عن كيفية إدارة الأزمة حسب المعطيات المتوفرة لكل حسب قابليته، إضافة إلى محاضرة عن كيفية التعامل مع الحالات النفسية التي قد تنشأ نتيجة الكارثة والتقليل من آثارها على العاملين وعلى المجتمع وورشة عن طريق التعامل مع الصحافة ووسائل الإعلام.

خلال الأزمة

وأوضح ان إطلاق البرنامج يأتي من الإيمان بأهمية التعليم المستمر لصقل مهارات الأطباء واكسابهم خبرات عملية تعتبر ملزمة لجميع العاملين في مجال الكوارث والإصابات مشيرا إلى انه تم اعتماد البرامج التدريبية في بريطانيا كأحد متطلبات التعيين والاستمرار في المهنة، وأشاد بمبادرة الكوادر الطبية العاملة ضمن المشروع الوطني لتطوير مهارات الكوادر الطبية المهنية بالدولة لتأهيل كوادر مؤهلة في دولة الإمارات لتكون نواة لطاقم تدريبي يقدم برامج ضمن خطة واستراتيجية مدروسة لجميع القطاعات الحكومية والخاصة.

وأكد د. الشامري أن وباء أنفلونزا الطيور لا يشكل خطرا حقيقيا على الإنسان في الوقت الحالي حيث أن المرض لا يزال محصورا في الدواجن ولم ينتقل إلا بنسبة محدودة جدا إلى الأشخاص المتعاملين معها مباشرة ولم تسجل حتى الآن غير حالة واحدة اشتباهية عائلية لانتقاله من شخص إلى آخر لافتا إلى أن أنفلونزا الطيور هو مرض فيروسي يصيب أغلب أنواع الطيور الداجنة منها والبرية وخاصة الدجاج والبط والديك الرومي، كما يمكن أن يصيب أنواعاً أخرى من الحيوانات، وينتقل إلى الإنسان عن طريق الطيور المصابة ولكن لم يثبت بصورة قاطعة انتقاله من شخص إلى آخر حتى الآن.

فيروس متحول

وأوضح د. الشامري ان سبب المرض هو فيروس من نوع الأنفلونزا (أ) مشابه لفيروس الأنفلونزا البشرية، وهو فيروس متحول يغير تركيبته بين فترة وأخرى مما يجعل عملية التطعيم ضده في أغلب الأحيان غير مجدية.

كارثة بشرية

وذكر الدكتور الشامري ان الفيروس ينتشر حاليا بين الدواجن وخاصة الدجاج في 9 دول آسيوية خاصة في كمبوديا، تايلندا، فيتنام، كوريا الجنوبية، اندونيسيا اليابان والصين حيث أعلن فيها عن العديد من الإصابات البشرية، ثم بدأ ينتقل إلى تركيا ورومانيا وبعض الدول الأوروبية الأخرى، وينذر بحصول وباء عالمي بين الطيور الأمر الذي قد يؤدي إلى انتقال الفيروس إلى الإنسان بدرجة كبيرة مما قد يسبب كارثة بشرية تذكر بوباء الأنفلونزا الذي اجتاح العالم في عام 1918م وقضى على 50 مليوناً من البشر.

كما تحدث في الملتقى د. جيم فيلتن من بريطانيا عن كيفية انتقال العدوى للإنسان وقال ان الفيروس ينتقل عن طريق الطيور المصابة بصفة مباشرة أو غير مباشرة وذلك عبر تنفس الهواء الذي يحمل مخلفات الطيور المصابة أو إفرازات جهازها التنفسي وذلك بصفة مباشرة من الطيور (حية أو ميتة) أو غير مباشرة (الأماكن والأدوات الملوثة بمخلفات وإفرازات وبراز الطيور المصابة). وأضاف انه لم يثبت حتى الآن حصول انتقال العدوى عن طريق أكل اللحوم أو البيض.

وأوضح د. جيم ان الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة هم:

- العاملون في مزارع الدواجن ومربو الدجاج والطيور الداجنة وناقلو ومسوقو الدواجن والعاملون في ذبحها وتجهيزها وتقطيعها- والبياطرة والفنيون العاملون في حقول الدواجن. والعاملون في المختبرات المهتمة بهذا الفيروس. وهواة الصيد البري والقنص وتتبع الطيور المهاجرة.

كما بين الدكتور جيم أعراض الإصابة بالفيروس والتي تشبه إلى حد كبير أعراض الأنفلونزا الحادة وهي: رشح الأنف والعينين، سعال شديد ومتكرر، إحساس بحرقان واحتقان في الأنف ومجرى الهواء، صعوبة في التنفس، ارتفاع حرارة الجسم، آلام في الصدر وأوجاع في العضلات والمفاصل و إحساس بالإعياء والتعب العام.

العلاج

وتناول جف ارني الخبير الأمريكي المتخصص في مجال إدارة الكوارث طرق العلاج مشيرا إلى انه لا يوجد علاج نوعي فعال للإصابة بالفيروس، وان المعالجة تعتمد على التعامل مع الأعراض ومنع حدوث مضاعفات وتعقيدات صحية ـ مثل الالتهاب الرئوي أو التهاب السحايا والتعامل معها عند حدوثها والحفاظ على الوظائف الحيوية للجسم أثناء الإصابة.

وقال: يتطلب الأمر الدخول إلى المستشفى أو العناية المركزة ريثما تخف الحالة. وقد تفيد بعض الأدوية المستعملة لعلاج الأنفلونزا البشرية مثل دواء «تاميفلو» أو مضادات الفيروسات الأخرى ولكنها حتى وقتنا الحالي لا يمكن الاعتماد كلياً عليها في العلاج لعدم ثبوت فعاليتها.

أبوظبي ـ عبد الرزاق المعاني:

Email