طالبت بزيادة المكتبات العامة في عجمان

طالبة ب«تقنية الشارقة» قرأت 39 كتاباً وفازت بماراثون الكلية

ت + ت - الحجم الطبيعي

نقضت الطالبة منى الشحي الاعتقاد السائد في الأوساط الثقافية بأن زمن القراءة والكتاب قد انتهى بحلول عصر تقنية المعلومات حيث قرأت 39 كتاباً في حوالي شهر ونصف الشهر وفازت بالمركز الأول في ماراثون القراءة الإثرائية الذي نظمته كلية تقنية الطالبات بجامعة الشارقة.

اللافت في علاقة طالبة التقنية بالكتاب أنها لا تقرأ في تخصصها ـ إدارة الأعمال وتقنية المعلومات ـ وترفض العالم المادي وتتمنى ان تكون القارئة الأولى على مستوى العالم وتعتبر القصص الواقعية والروايات البوليسية وغيرها من كتب الخيال العلمي والأدب العالمي من أمتع الكتب التي تلجأ إليها لقضاء الوقت الذي يضيعه الكثيرون من الطلبة ويعتبرونه وقت فراغ.

وطالبت بالمزيد من المكتبات العامة في عجمان وقالت انها ورثت عادة القراءة عن الوالدين، وان ذلك ساعدها على كتابة بعض المقالات عن الاهتمام بالبيئة وضرورة العناية بها، وتحب وتمارس كرة القدم ومع ذلك لا تعجبها صورة الفريق النسائي الإماراتي.

وفيما يلي نص الحوار:

ـ كيف قرأت هذا العدد من الكتب؟

ـ كنت استغل زمن الرحلة ما بين البيت والجامعة والعكس وهو وقت طويل حيث أسكن في عجمان وهو ما تضيعه بعض الزميلات في السوالف والحكي غير المفيد في الكثير منه، وكذلك الوقت بين المحاضرات وأوقات الراحة في الكلية أحرص ان لا تضيع دون فائدة.

ـ هل هذا الأسلوب في التعامل مع الوقت من أجل الماراثون والفوز؟

ـ الوقت هو الحياة وهو كالسيف ان لم تقطعه قطعك، والطلبة هو أحوج عناصر المجتمع للاستغلال الأمثل للوقت، وهذه الطريقة هي التي اوصلتني إلى الفوز بالمركز الأول في ماراثون القراءة.

ـ منذ متى بدأت تعود القراءة؟

ـ من أكثر من عشر سنوات وأنا صغيرة كان الوالد يأخذني إلى المكتبات ومعارض الكتب ونشتري الكثير والمناسب والوالدة تشجعني على القراءة، والآن تعودت انتقاء الكتب وزيارة المعارض وأصبح اهتمامي بالقراءة يؤدي هذه النتيجة.

ـ في أي الموضوعات تقرئين ولمن؟

ـ أقرأ في الموضوعات المختلفة الأدبية والتاريخية والروايات والقصص وكتب الخيال العلمي باللغتين العربية والانجليزية للكثيرين مثل تشارلز ديكنز، كي كموبلن، أجاثا كريستي، نجيب محفوظ، أنيس منصور، نجيبة الرفاعي، نبيل فاروق.

ـ وما هو أمتع الكتب التي قرأتيها لهؤلاء؟

ـ قصة مدينتين لديكنز.. أعيد قراءتها مرات لتنمية لغتي ولما تحتويه من تاريخ أوروبا وخاصة فرنسا.

ـ هل تتذكرني أول كتاب قرأته؟

ـ روايات بوليسية مصرية لنبيل فاروق ومازلت احتفظ بالسلسلة كاملة في مكتبتي وكذلك بعض كتب الخيال العلمي.

ـ كم كتاب في هذه المكتبة؟

ـ 250 كتاباً.. وهو عدد قد يبدو قليلاً.. لكني أتبادل مع صديقاتي وزميلاتي قراءة الكتب ونتناقش فيما نقرأ.

ـ هل يكفي عدد هذه الكتب لصناعة ثقافة متكاملة؟

ـ لا يكفي، ولكن هناك المكتبات العامة التي توفرها الدولة في كل الإمارات، وأنتهز هذه الفرصة لأطالب بالمزيد من المكتبات العامة في إمارة عجمان.

ـ ألم تفكري في نقد بعض الكتب أو الموضوعات؟

ـ هذا وارد بيني وبين نفسي أو مع من يقرأ الكتاب نفسه حيث أناقش معه الأحداث وطريقة عرضها وعلاقتها بالأشخاص.

ـ ما الفرق بين القصة الواقعية والخيالية؟

ـ ذلك يعود لأسلوب الكاتب نفسه في تناول موضوع القصة التي كتبها إلا إذا كانت قصة فنتازيا.

ـ لماذا لم تذكري للكتب المتخصصة في مجال دراستك؟

ـ أنا لا أحب إدارة الأعمال أصلاً وأكره العالم المادي وسلوكيات بعض المستغلين، وسوف أتخصص في تقنية المعلومات لأنني أعتبرها فناً قائماً بذاته فالحاسوب ليس فقط مصدراً هائلاً للمعلومات ولكنه مصدر الكثير من الفنون والإبداعات والإلهام.

ـ ماذا أضافت لك المشاركة في الماراثون والقراءة عموماً؟

ـ أعتقد أن القراءة تصنع شخصية القاريء ومع احترامي لمن لا يقرأون أقول إن شخصيات بعضهم سطحية المعرفة والعلم، وقد أضافت القراءة لي الكثير ومنه تحسين أسلوب الكتابة، زيادة المفردات اللغوية والمعلومات، توسيع دائرة الثقافة والمعارف عن الشعوب الأخرى، الارتقاء بأسلوب الحديث ولغة التخاطب وتوسيع الخيال، إضافة الى الاستغلال الأمثل للوقت في عمل نافع، وتعزيز الثقة بالنفس.

ـ ما هي الوسائل الأخرى ـ غير القراءة ـ التي تعزز ثقة الإنسان بنفسه؟

ـ أولاً الإيمان الصحيح بالله بما يتطلبه من أداء للفروض والطاعة وحسن العلاقة بالآخرين ثم الالتزام والحرص على القيام بالأعمال في وقتها وتحدي الذات في مثل هذه المشاركات والمنافسات.

ـ كيف يكون هذا التحدي؟

ـ بالثقة في تحقيق التميز والحرص على الفوز فقد قرأت 39 كتاباً في حوالي شهر ونصف قراءة مفيدة وتناقشت مع بعض زميلاتي فيما استفدت من القراءة وكانت النتيجة الفوز بالمركز الأول.

ـ هل أثمرت هذه القراءات كتابة من أي نوع؟

ـ نعم كتبت مقالاً عن البيئة العام الماضي وفاز بالجائزة الأولى على مستوى التأسيس في كليات التقنية العليا بالشارقة وأحرص على المشاركة بالرأي في الندوات والمحاضرات التي تعقدها الكلية.

ـ لمن من أدباء الإمارات تقرأ منى الشحي؟

ـ أحرص على قراءة ما تكتبه نجيبة الرفاعي وصالحة غابش وأسماء الزرعوني وغيرهن، والموضوعات التي تكتبها الإماراتيات من أساتذة جامعة الإمارات والأدباء أيضاً.

ـ هل القراءة هي هوايتك الوحيدة؟

ـ لا، فأنا أحب وأمارس رياضة كرة القدم بشكل متقطع مع أخوتي في المنزل لعدم وجود زميلات في الكلية يمارسن هذه الرياضة، واذا وجد فريق في الجامعة سأشترك فيه، وأصمم بطاقات على الحاسوب، وأهوى التدريس للإخوة الصغار.

ـ كيف ترين صورة فريق كرة القدم النسائي الإماراتي؟

ـ صورة مرفوضة، بدون تعليق!

ـ وبأي تلك الهوايات يرتبط مستقبلك العملي؟

ـ العمل يرتبط بتقنية المعلومات ولكني أتمنى أن اصبح القارئة الأولى على مستوى العالم.

حوار : فتحي عبدالكريم

Email