ترجيح وفاة شارون سريرياً وواشنطن تدعم أولمرت لخلافته

ترجيح وفاة شارون سريرياً وواشنطن تدعم أولمرت لخلافته

ت + ت - الحجم الطبيعي

رجحت المصادر الطبية المتابعة لحالة رئيس الوزراء الإسرائيلي ارييل شارون وفاته سريرياً، وسط تقارير صحافية عن موته وسط تعتيم أمني، وهو ما ترافق مع إشارات صدرت من واشنطن تدعم خلافته من قبل نائبه ايهود اولمرت باعتباره مكملا لطريق شارون، والذي ذكرت مصادر إسرائيلية انه تلقى اتصالاً هاتفياً من الرئيس المصري حسني مبارك أكد خلاله أن التعاون بين البلدين سوف يزداد مستقبلاً، كما تلقى اتصالاً مماثلاً من العاهل الاردني الملك عبدالله الثاني.

وأعلن البروفيسور شلومو مدير مسشفى هداسا في القدس حيث يعالج رئيس الوزراء مساء أمس ان شارون لا يزال في «حالة خطرة» وانه من المستحيل تحديد حالة دماغه حالياً. وقال «طالما لم نخرج رئيس الوزراء من الغيبوبة، فلن نتمكن من الاجابة على هذا السؤال». ولاحظ «تحسناً طفيفاً في صور الأشعة» التي أجريت له امس.

وأضاف «ننوي، كل الخبراء وأطباء وجراحي الأعصاب، ان نجتمع صباح الأحد «اليوم» كما نفعل كل صباح للحديث عن العلاج الذي ينبغي متابعته لرئيس الوزراء في خلال ال24 ساعة المقبلة».

وقبل هذا التطور نقلت مصادر من مستشفى عين كارم (هداسا) أن فحصاً جديداً بالأشعة المقطعية (سي تي) لمخ شارون أظهر عدم وجود نزيف جديد أمس. وأضافت أن الأشعة لا تظهر أي علامات على النزيف أو الضغط الشديد داخل الدماغ الذي أدى إلى جراحة استمرت خمس ساعات أول من أمس.

وأشارت تقديرات الأطباء المتابعين لحالة شارون الصحية إلى أن الحديث يدور عن «إصابة كبيرة وشديدة الخطورة وغير قابلة للعلاج في الدماغ، ومن الممكن أن تتراوح بين الموت السريري إلى العجز عن أداء وظائف جسدية وذهنية». وتشير تقديرات المستشفى إلى أن شارون سيظل قيد التخدير والتنفس الصناعي لمدة تتراوح بين 24 ـ72 ساعة، في حين تتوقع مصادر مطلعة أن يستمر التخدير حتى يوم غد (الاثنين).

وكانت القناة العامة في التلفزيون الإسرائيلي، نقلت عن مصدر طبي في «هداسا»، أوضح أن شارون سيخضع للتخدير حتى اليوم (الأحد) ، وعندها سيتم إيقاظه وفحصه لمعرفة مدى تأثير النزيف الدماغي على حالته الصحية وعلى مستوى تفكيره ومقدرته على اتخاذ القرارات. كما قال المصدر انه سيتم غداً (اليوم) إجراء فحص «سي تي» آخر لشارون، لاستطلاع نتائج العملية الجراحية التي أجريت له أمس.

جاء تعقيب المصدر الطبي بعد اقل من ساعة على تصريح المدير العام لمستشفى «هداسا» في القدس، البروفيسور شلومو مور يوسيف، بأن العملية الجراحية أجريت في الناحية اليمنى من دماغ شارون، وان كل الفحوصات التي أجريت له، والتي شملت ضغط الدم ونبض القلب والتبول، تعتبر في إطار المعقول. وأضاف: «العلاج الأساسي الذي يتلقاه شارون هو التخدير العميق والتنفس الاصطناعي بهدف تخفيض الضغط على الدماغ وتمكينه من الاستيقاظ من الصدمة ومن النزيف والعملية»، وقال: «سيتم بالتدريج وقف التخدير والتنفس الاصطناعي إلا أن ذلك يستمر وقتا طويلاً».

في موازاة ذلك، نقلت صحيفة «المنار»الفلسطينية الصادرة داخل إسرائيل عن مصادر طبية من داخل المستشفى، أن الطبيب المشرف على علاج شارون ابلغ المسؤولين الإسرائيليين أن شارون في حكم الميت منذ فجر أول من أمس وطلب إلى المستشفى عدم الإعلان عن هذا.

وأرجعت المصادر سبب تأخير إعلان الوفاة إلى نواح أمنية حيث استكمل اجتماع كبار الضباط مع كبار المسؤولين السياسيين وبعد ذلك التقى قادة الأحزاب السياسية في اجتماع سري لدراسة بعض الملفات المهمة، إضافة إلى أن تأخير إعلان الوفاة يعود إلى إجراء ترتيبات الجنازة.

ويبدو أن صناع القرار الأميركي يلمون بتفاصيل وضع شارون الصحي، إذ أجرت وزيرة الخارجية الأميركية، كوندوليزا رايس اتصالا بأولمرت، أول من أمس عبرت عن «قلق النظام الأميركي من حالة شارون الصحية». وقالت رايس: «نحن نصلي من أجل سلامة رئيس الوزراء، شارون. نحن نعرف أن هذا وقت صعب لإسرائيل. نحن نفكر به طيلة الوقت ونفكر بك (أولمرت) أيضًا». وأضافت: «كل الأميركيين يتمنون الشفاء لشارون».

وذكرت مصادر أن المكالمة الهاتفية التي جمعت القائم بأعمال رئيس الوزراء الإسرائيلي، ايهود اولمرت ووزيرة الخارجية رايس تعبر عن تأييد النظام الأميركي لاولمرت على أنه «مكمل لطريق أرييل شارون».

من جهة ثانية، أكدت القاهرة على توطيد العلاقات المستقبلية مع إسرائيل وذكر موقع صحيفة «هآرتس» الالكتروني أنّ الرئيس المصري اتصل بأولمرت وأكد له أن «العلاقات الطيبة بين البلدين مستمرة». كما أكّد أيضًا حسب «هآرتس» أن التعاون سيستمر بين البلدين وسيزداد مستقبلاً.

القدس المحتلة ـ «البيان» والوكالات:

Email