التوسع الجغرافي والنمو السكاني يربكان الجهات المسؤولة

المناطق الجديدة تعاني نقص الخدمات الصحية والأنظار تتجه للقطاع الخاص

  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

أربك التوسع الجغرافي والنمو السكاني الذي شهدته وتشهده مختلف إمارات الدولة والذي وصل العام الماضي إلى نسبة 9.7% خطط واستراتجيات الجهات الصحية التي تعاني مستشفياتها ومراكزها الصحية أصلا من ازدحام شديد، وميزانيات لا تكاد تفي بالغرض لبناء مراكز ومستشفيات جديدة خاصة وان ثلاثة أرباع الميزانية السنوية المخصصة لوزارة الصحة على سبيل المثال تذهب لرواتب الكوادر الطبية والتمريضية والفنية والإدارية.

وعلى الرغم من لجوء الجهات المقدمة للخدمات الصحية الحكومية لفرض رسوم على كافة الخدمات العلاجية التي تقدمها المستشفيات والمراكز الصحية التابعة لها على المقيمين في الدولة من غير المواطنين بهدف تخفيف الضغط الواقع على المرافق الصحية وتغطية ولو جزء بسيط من تكاليف العلاج الباهظة التي تتحملها تلك الجهات، ورغم وجود المئات من العيادات والمراكز الصحية في القطاع الخاص إلا أن أسعار تلك المنشآت ما زالت تعمل على تنفير المرضى والزج بهم إلى المستشفيات الحكومية ذات الأسعار المعقولة مقارنة مع القطاع الخاص.

والأسئلة التي تطرح نفسها كيف ستعمل الجهات الصحية على توفير المراكز والمستشفيات الحكومية في المناطق الجديدة والقديمة لتلبية احتياجات المواطنين والمقيمين خاصة مع التوسع الجغرافي و الزيادة المضطردة في تعداد السكان ؟ وما هي أهم المشاريع التي أنجزتها وستنجزها الجهات الحكومية خلال العام الحالي وهل ستلبي هذه المشاريع الاحتياجات الفعلية لكافة المناطق الجديدة ؟ كل هذه الإجابات وغيرها سنحاول الإجابة عنها في سياق هذا التحقيق:

* افتقار الخدمات الحكومية

مروان إبراهيم وافد ويقيم في منطقة الحدائق في جبل علي يقول المنطقة ما زالت تفتقر إلى الخدمات الصحية الحكومية ولا يوجد فيها مركز صحي وفي كثير من الأحيان عندما تحدث حالة طارئة يتطلب نقلها إلى اقرب مستشفى وهو مستشفى راشد تحتاج إلى فترة تتراوح ما بين 30 إلى 60 دقيقة حسب وضعية الطريق وهي مسافة طويلة خاصة في حالات الحوادث والجلطات وغيرها من الحالات التي يستدعي نقلها إلى المستشفى أو قسم الطوارئ في اقصر فترة زمنية ممكنة لان الساعة الأولى في إسعاف مثل هذه الحالات تعتبر مهمة للغاية، وكما يطلق عليها قبل «الساعة الذهبية».

ويقول الصحة والتعليم هي من الالويات التي يجب التركيز عليها منذ بداية العمل في مثل هذه المجمعات السكنية ونأمل أن تبادر الجهات الصحية بالتسريع في إنشاء مراكز صحية أو مستشفيات مصغرة تقدم ولو على الأقل خدمات الطوارئ للحالات المستعجلة التي لا تحتمل الانتظار لفترات طويلة.

وترى ناريمان عبيد موظفة أن الخدمات الصحية في إمارة دبي سواء تلك المتوفرة في المستشفيات الحكومية تعتبر جيدة وتتوفر في معظم المناطق باستثناء ربما بعض المناطق الجديدة ربما لوجود مستشفيات ومراكز صحية تتبع القطاع الخاص. وتقول ناريمان التي تسكن في منطقة النهدة بين إمارتي دبي والشارقة بأنه لا يوجد في المنطقة مراكز صحية حكومية ولكن هناك مستشفيان يتبعان القطاع الخاص تتوفر فيهما كافة التخصصات ومنها الولادة والطوارئ.

* مشاريع عديدة

ويقول المهندس سعيد علي الشامسي مدير إدارة الهندسة والمشاريع في الدائرة بان هناك العديد من المشاريع التي تعتزم الدائرة طرحها على الشركات الاستشارية ومنها مركز للطب الوقائي الذي تمت الموافقة عليه من قبل مجلس الإدارة في وقت سابق إضافة إلى استراحة الشواب والتي تم إقرارها أيضا من قبل مجلس الإدارة إضافة للخطة التطويرية لمستشفى راشد والتي سيتم تنفيذها على مراحل بحيث لا تتعارض وطبيعة الخدمات الصحية والعلاجية التي يقدمها المستشفى للمرضى وذلك ضمن استراتيجياتها وخططها التطويرية لمواكبة التوسع الجغرافي والنمو السكاني المتزايد الذي تشهده إمارة دبي.

ويشير المهندس سعيد الشامسي إلى أن هناك عدداً من المشاريع التي بدأت الدائرة بتنفيذها خلال العام الماضي ومازال العمل جاريا بها ومنها على سبيل المثال مستشفى حتا الريفي إضافة إلى أعمال توسعة مركز الإخصاب في دبي لتلبية الاحتياجات الحالية والمستقبلية للمركز خاصة في ظل توافد أعداد كبيرة من المرضى من العديد من دول العالم لتلقي العلاج في المركز.

ويضيف إن الدائرة انتهت العام الماضي من إنشاء وتجهيز ثلاثة مراكز صحية هي مركز الحوادث والطوارئ الذي سيعمل على توفير حوالي 116 سريرا لحالات الطوارئ إضافة لخدمات علاجية وتشخيصية بالغة الدقة إضافة إلى مركز السطوة الصحي وبنك دم الحبل السري الذي يعد الأول من نوعه على مستوى دول الشرق الأوسط.

* الإمارات الشمالية

ومن جانبها بدأت وزارة الصحة بتنفيذ عدد من المشاريع الصحية من مستشفيات ومراكز صحية وتوسعات في بعض الأقسام بالمستشفيات القائمة في الإمارات الشمالية بقيمة مليار و200 مليون درهم وذلك بناءً على توجيهات صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة بتوفير الخدمات الصحية للمواطنين والمقيمين ومن المتوقع أن تنتهي الأعمال الإنشائية لكافة المشاريع مع مطلع عام 2008.

ويؤكد حسن العلكيم وكيل وزارة الصحة أن الهدف من إقامة هذه المشاريع وإحلال مشاريع جديدة بدلاً من القديمة هو تخفيف المعاناة عن المواطنين في الإمارات الشمالية وتوفير الخدمات الصحية لهم في أماكن قريبة من مساكنهم، إضافة إلى أن هناك العديد من المناطق التي تخلو من هذه المراكز والمستشفيات والتي تشهد نهضة عمرانية تحتاج بالتالي إلى توفير هذه الخدمات الضرورية.

؟ منطقة دبي الطبية

المشاريع الجديدة التي سيتم تنفيذها في إمارة دبي تتضمن إحلال مستشفى الأمل للأمراض النفسية في جميرا والذي يضم 200 سرير بتكلفة 96 مليون درهم وجارية حالياً المراحل الأخيرة لإعداد تصاميمه، إضافة إلى إنشاء مركز لطب الأسنان بتكلفة 8 ملايين درهم والذي يجري حالياً استكمال التصاميم الأولية له إضافة لإحلال مجمع العيادات الخارجية في مستشفى البراحة بتكلفة 15 مليون درهم وإحلال مبنى سكن الممرضات بالمستشفى بتكلفة 4 ملايين درهم وإحلال وحدة الملاريا في منطقة حتا وتوسعة مركز الطب الوقائي في مستشفى البراحة.

* إمارة الشارقة

وفي إمارة الشارقة تشمل مستشفى النساء والولادة في منطقة مويلح بتكلفة 120 مليون درهم إضافة إلى إحلال مركز الرعاية الصحية الأولية بالحمرية بتكلفة خمسة ملايين درهم والذي تم استلامه من وزارة الأشغال، ويجري حاليا تنفيذ المخططات لإنشاء مركز صحي في خورفكان بتكلفة 15 مليون درهم وإضافة مبنى لجراحة القلب في مستشفى القاسمي بالخزامية بتكلفة 8 ملايين درهم ومركز صحي في الذيد بتكلفة 15 مليون درهم.

* عجمان

وفي إمارة عجمان تشمل مستشفى مصغّراً بسعة 30 سريراً في منطقة مصفوط بتكلفة 18 مليون درهم إضافة إلى مبنى الطب الوقائي بتكلفة 9 ملايين درهم والذي تم طرحه في مناقصة كما يتم حالياً إنشاء وإنجاز مركز طب الأسنان بتكلفة 8 ملايين درهم. ويجري حالياً عمل توسعات في مستشفى الشيخ خليفة بن زايد في عجمان لإنشاء قسم للولادة والأطفال بتكلفة 40 مليون درهم.

* أم القيوين

وفي إمارة أم القيوين تشمل إنشاء مجمع الطب الوقائي والصحة المدرسية ويجري حالياً استكمال التصاميم الأولية له بتكلفة 9 ملايين درهم إضافة إلى إنشاء وإنجاز مستشفى عام يحوي 200 سرير بتكلفة ما بين 140 إلى 200 مليون درهم. ومركز للرعاية الصحية الأولية في كل من الراعفة وفلج المعلا بتكلفة 9 ملايين درهم ومركز لطب الأسنان في فلج المعلا بتكلفة 7 ملايين درهم.

* رأس الخيمة

وفي إمارة رأس الخيمة تشمل المستشفى التخصصي بتكلفة تصل إلى حوالي 700 مليون درهم ويُعتبر من أهم المشاريع التي أمر ببنائها صاحب السمو رئيس الدولة حيث يجري حالياً وضع التصاميم النهائية وسيكون مستشفى تحويلياً لأمراض القلب والسرطان للإمارات الشمالية والذي سيعمل على تخفيف الضغط عن مستشفى المفرق وتوام إضافة إلى إنشاء مبنى للحوادث في مركز الرعاية الصحية الأولية في الجزيرة الحمراء بتكلفة 8 ملايين درهم.

إضافة إلى خمسة مشاريع بتكلفة إجمالية 17 مليون درهم منها ثلاثة مراكز للرعاية الصحية الأولية في مناطق جلفار والمعمورة والجير بتكلفة 13.5 مليون درهم وإنشاء مخزن للوازم الطبية والأثاث بمنطقة القصيدات بتكلفة 2.5 مليون درهم وإضافة مبنى جديد لمبنى العيادات بمستشفى شعم برأس الخيمة.

* الفجيرة

وتتضمن مشاريع إمارة الفجيرة مجمعاً للطب الوقائي بتكلفة 6 ملايين درهم ومركز للرعاية الصحية الأولية بمنطقة الحلة بتكلفة 5 ملايين درهم، ومستشفى للولادة والأطفال في الفجيرة بتكلفة تقدر بـ 66 مليون درهم، كما يجري حالياً إعداد المخططات لإنشاء مركز صحي في منطقة الطيبة.

تحقيق عماد عبد الحميد:

Email