الجعفري يرتب أوراقه مع الأكراد و«مرام» تحتكم إلى السيستاني

بغداد تستقبل العام الجديد بـ 8 تفجيرات

ت + ت - الحجم الطبيعي

استقبلت العاصمة العراقية بغداد العام الجديد بثمانية تفجيرات، أصابت نحو 17عراقياً، فضلاً عن مقتل ثلاثة جنود أميركيين، في وقت بدأ رئيس الوزراء المنتهية ولايته إبراهيم الجعفري محاولة لفتح صفحة جديدة مع الأكراد بلقاء رئيس إقليم كردستان مسعود البرزاني .

حيث أكدا السعي لتشكيل حكومة وحدة وطنية، في ظل احتدام التنافس داخل الصف الشيعي على منصبه من قبل ستة مرشحين، فيما احتكمت جبهة رفض نتائج الانتخابات «مرام» إلى المرجع الشيعي علي السيستاني.

وفضلا عن تفجير ثماني سيارات ملغومة في بغداد صبيحة أول أيام العام 2006، قال بيان لمركز التنسيق المشترك تلقت وكالة الأنباء الألمانية نسخة منه» إن سيارة ملغومة يقودها انتحاري استهدفت مركبة أميركية انفجرت في محطة للوقود في قضاء بيجي شمال بغداد ما أسفر عن احتراق المركبة من دون معرفة حجم الخسائر فيها فضلا عن إصابة 16 عراقيا بجروح».

كما قتل جنديان عراقيان وأصيب ثلاثة آخرون عندما انفجرت سيارة ملغومة يقودها انتحاري قرب مقر للجيش العراقي بين مدينتي بلد وسامراء شمال بغداد.

وفيما شن مسلحون سلسلة من الهجمات الصاروخية على القواعد الأميركية في الفلوجة، ذكرت وكالة الأنباء القطرية ان ثلاثة من جنود أميركيين قتلوا أمس وجرح عدد آخر اثر انفجار عبوة ناسفة أمس استهدفت دوريتهم في منطقة المقدادية شرق بغداد.

وأعلن الجيش الأميركي من جهته، أنه وسع نشاطه العسكري والأمني في شمال العراق ليشمل محافظات دهوك والموصل بعدما كان مقتصرا على أربع محافظات هي كركوك وديالي وصلاح الدين والسليمانية.

يأتي ذلك وسط استمرار فصول أزمة الانتخابات التشريعية الأخيرة، مع إعلان مصدر مسؤول في حركة «مرام»، وهي تجمع للقوى والتكتلات الرافضة للنتائج الجزئية للانتخابات، انها قررت إرسال وفد إلى النجف في موعد لم يتحدد بعد، لينقل إلى السيستاني تطورات قضية الخروقات في الانتخابات.

ولا سيما ان المرجع الديني أعلن عدم دعمه أي قائمة من القوائم المشاركة في الانتخابات البرلمانية على حساب القوائم الأخرى «إلا أن بعض الكتل والأحزاب السياسية تصرفت عكس ما هو معلن، وأخذت توجه بأن المرجعية الدينية تدعم قوائمها، مما اقتضى ان يكون تدخل المرجعية لمنع ذلك واضحا ومحددا وحاسما».

وفي سياق التنافس على منصب رئيس الوزراء داخل قائمة الائتلاف العراقي الموحد الشيعية، وفي خطوة مفاجئة تقدم جواد المالكي المسؤول الثاني في حزب الدعوة الذي يتزعمه الجعفري لمنافسة رئيسه على المنصب.

وقال ناصر الساعدي زعيم الكتلة الصدرية داخل الائتلاف العراقي الموحد إن 6 شخصيات رشحت نفسها لتولي المنصب، وهي كل من إبراهيم الجعفري مرشح حزب الدعوة.

وعادل عبد المهدي مرشح المجلس الأعلى للثورة الإسلامية، ونديم الجابري مرشح حزب الفضيلة الإسلامي، وحسين الشهرستاني مرشح المستقلين في داخل كتلة الائتلاف، بالإضافة إلى عبد الكريم العنزي مرشح حزب الدعوة- تنظيم العراق، وجواد المالكي من حزب الدعوة الإسلامي.

وأشار الساعدي إلى أن اجتماعا موسعا للائتلاف الشيعي سيعقد نهاية الأسبوع الجاري لاختيار المرشح النهائي. وقالت مصادر مقربة من التيار الصدري إن التيار لن يدعم ترشيح عادل عبد المهدي، بسبب ما وصفته تلك المصادر بالموقف السلبي من أحداث النجف، التي اندلعت إبان تولي إياد علاوي رئاسة الوزارة، كما إن تلك المصادر اعتبرت عادل عبد المهدي شخصية علمانية أكثر من كونها إسلامية، معربة عن دعمها للجعفري.

وقد يحسم الاختلاف داخل كتلة الائتلاف الشيعي بالتصويت، وهو الأمر الذي ترفضه أطراف في المجلس الأعلى للثورة الإسلامية كون ذلك التصويت سيؤدي إلى اختيار الجعفري، بسبب ثقل الكتلة الصدرية الداعمة له.

في موازاة ذلك، وصل الجعفري إلى شمال العراق للاجتماع مسعود البرزاني، في منتجع صلاح الدين لتدارس قضية تشكيل الحكومة العراقية المقبلة.

وكانت ممارسة الجعفري في رئاسة الحكومة لقيت اعتراض الزعماء الأكراد إذ اتهمه رئيس الجمهورية جلال طالباني بالتفرد في اتخاذ القرارات.وبعد لقاء الجعفري مع البرزاني أكدا أن مشاوراتهما تمحورت حول تشكيل حكومة وحدة وطنية.

وقال الجعفري في مؤتمر صحافي مشترك مع بارزاني «تم في اللقاء تبادل وجهات النظر وتقييم الوضع الراهن. نحن مع حكومة وحدة وطنية لا موقف سلبياً لدينا من أحد إنما البحث في المواقع لا يتم قبل ظهور نتائج الانتخابات».

وأكد بارزاني «ان اللقاء تشاوري وتمهيد لمباحثات أوسع تجري لاحقا في بغداد» بدون ان يحدد موعدها.وقال «طبعا هناك اتفاق بين القائمتين (الكردية والشيعة المحافظين) على حكومة وحدة وطنية ذات قاعدة شعبية واسعة».

من ناحية أخرى أعلن بارزاني انه سيجتمع اليوم في صلاح الدين مع وفد من جبهة التوافق السنية المعترضة على نتائج الانتخابات وتطالب بتدقيق دولي فيها.ويضم الوفد الذي وصل مساء الأحد الى اربيل قادة جبهة التوافق عدنان الدليمي وطارق الهاشمي وخلف العليان.

وفي الجانب الكردي، قال غفور مخموري، سكرتير الإتحاد القومي الديمقراطي الكردستاني، والنائب في برلمان كردستان، إنه لا يرى جدوى في اللقاءات التي تتم بين القيادة السياسية الكردية والقيادات العراقية، مطالبا بتنظيم البيت الكردي من الداخل أولا قبل تنظيم البيت العراقي.

وأوضح في تصريح للصحافيين «انتهت دورة حكومة الجعفري قبل تنفيذ المادة 58 التي تنص على عودة المرحلين إلى أماكنهم الأصلية على سبيل المثال، وكان عندنا ثمانية وزراء في هذه الحكومة.

ولم يتمكنوا من فعل أي شيء، وليس هناك آمال تبنى على الوعود الحالية».وأضاف «كذلك انتهت دورة حكومة علاوي من دون الحصول على أي شيء».وحذر من أن السنوات الأربع المقبلة ستكون على نفس نمط الفترة السابقة.

بغداد ـ نصير النهر والوكالات:

Email